رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ورطة جديدة لنتنياهو.. التجنيد الإجبارى لـ"الحريديم" يُمهد لحل حكومة الاحتلال

الحريديم
الحريديم

قضت المحكمة العليا الإسرائيلية، الثلاثاء، بالإجماع، بأن جيش الاحتلال يجب أن يبدأ في تجنيد "الحريديم" للخدمة العسكرية الإلزامية، وهو قرار تاريخي قد يؤدي إلى انهيار الائتلاف الحاكم لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مع استمرار إسرائيل في شن حرب في غزة.

تجنيد الحريديم يضع نتنياهو فى مأزق

وأشار تقرير لوكالة "أسوشيتيد برس" الأمريكية، إلى أن هذا الحكم يضع حدًا لنظام قائم منذ عقود يمنح الرجال اليهود المتطرفين إعفاءات واسعة من الخدمة العسكرية مع الحفاظ على التجنيد الإلزامي للأغلبية اليهودية العلمانية في البلاد، وقد أدى هذا الترتيب، الذي اعتبره النقاد تمييزيا، إلى خلق هوة عميقة في الأغلبية اليهودية في إسرائيل حول من يجب أن يتحمل عبء حماية البلاد.

وألغت المحكمة قانونًا يقنن الإعفاءات في عام 2017، لكن التمديدات المتكررة للمحكمة وتكتيكات المماطلة الحكومية بشأن البديل أدت إلى تأخير صدور القرار لسنوات، وقضت المحكمة بأنه في غياب القانون، تنطبق الخدمة العسكرية الإجبارية في إسرائيل على اليهود المتشددين مثل أي مواطن آخر.

ولفت تقرير الوكالة الأمريكية إلى أنه بموجب ترتيبات طويلة الأمد، تم إعفاء المتطرفين من التجنيد، وهو إلزامي لمعظم الرجال والنساء اليهود، الذين يخدمون ثلاث سنوات وسنتين على التوالي بالإضافة إلى الخدمة الاحتياطية حتى سن الأربعين تقريبًا.

وكانت هذه الإعفاءات منذ فترة طويلة مصدرا للغضب بين الإسرائيليين العلمانيين، وهو الانقسام الذي اتسع خلال الحرب المستمرة منذ ثمانية أشهر، حيث استدعى جيش الاحتلال عشرات الآلاف من الجنود ويقول إنه يحتاج إلى كل ما يمكنه الحصول عليه من القوى البشرية، وقد قُتل أكثر من 600 جندي منذ اندلاع الحرب.

وتعارض الأحزاب المتطرفة القوية سياسيًا، والشركاء الرئيسيين في الائتلاف الحاكم لنتنياهو، أي تغيير في النظام الحالي، إذا تم إلغاء الإعفاءات، فقد يؤدي ذلك إلى انسحاب الائتلاف المتطرف الحاكم، ما يتسبب في انهيار الحكومة ومن المحتمل أن يؤدي إلى انتخابات مبكرة جديدة في وقت انخفضت فيه شعبية نتنياهو ورفاقه المتطرفين.

وأضافت الوكالة الأمريكية، أنه في ظل البيئة الحالية، قد يواجه نتنياهو صعوبة في تأخير الأمر أكثر أو تمرير قوانين لاستعادة الإعفاءات، وخلال المرافعات، قال محامو الحكومة للمحكمة إن إجبار الرجال المتطرفين على التجنيد من شأنه أن يمزق المجتمع الإسرائيلي.

ويرى اليهود المتطرفون أن دراستهم الدينية بدوام كامل هي دورهم في حماية الدولة، ويخشى الكثيرون أن يؤدي التواصل الأكبر مع المجتمع العلماني من خلال الجيش إلى إبعاد أتباعه عن التقيد الصارم بالدين.

وانتقد بيان صادر عن حزب الليكود الذي يتزعمه نتنياهو الحكم، مشيرًا إلى أن مشروع قانون في البرلمان يدعمه الزعيم الإسرائيلي سيتناول مسودة القضية.