رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بسبب موجات الحر القاسية ونقص الوقود.. هل تواجه أوروبا صيفًا مظلمًا؟

اجواء صيفية بأوروبا
اجواء صيفية بأوروبا

نجحت الدول الأوروبية في ملء خزانات الغاز قبل فصل الصيف في محاولة يائسة لمواجهة النقص في إمدادات الطاقة القادمة من روسيا، ولكن مع موجات الحر وارتفاع الطلب على الطاقة بصورة كبيرة، يبدو أن هذا الأمر لن يعمل على إنقاذ أوروبا من موجات الحر القاسية في فصل الصيف والارتفاع الكبير في استهلاك الوقود والضغط على شبكات الكهرباء.

أوروبا لم تتخلص من أزمة الطاقة بعد مخاوف من فصل الصيف

وبحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية، فإن أوروبا ستواجه أزمة طاقة كبرى بالرغم من محاولاتها الكبرى لتعويض أي نقص في الوقود لمواجهة تطرفات الطقس.

وتابعت أن انخفاض الأسعار في الطاقة لا يعني أن الأزمة تم حلها، حيث من المتوقع أن تواجه دول أوروبا صورة اقتصادية أسوأ يجب أخذها في الاعتبار.

وأضافت أن الانخفاض الأخير في أسعار السوق يرجع جزئيًا إلى الكآبة الاقتصادية الناجمة عن أزمة الطاقة نفسها، حيث أدى ارتفاع فواتير الطاقة إلى حدوث تضخم في الاقتصادات الكبرى، مما أدى إلى أزمة تكلفة المعيشة التي أدت إلى تباطؤ طلب المستهلكين على المنتجات الجديدة.

وأشارت إلى أن هذا أدى بدوره إلى انخفاض النشاط الاقتصادي في جميع أنحاء المناطق الصناعية في أوروبا، كما أدى إلى الحد من الطلب على الغاز من الصناعات الثقيلة.

وأضافت أنه من المتوقع أن يزداد الطلب على الطاقة بشكل كبير خلال فصل الصيف، بسبب الارتفاع القياسي في درجات الحرارة، ما يعني زيادة الاعتماد على الغاز المستورد الأكثر تكلفة.

وحث المدافعون عن الطاقة النظيفة الحكومات على بذل المزيد من الجهد لاستبدال واردات الغاز الروسي ببدائل محلية متجددة قبل فصل ذروة فصل الصيف، ولكن أسعار السوق الأضعف في أوروبا ربما تجعل من الصعب على مطوري الطاقة النظيفة أن يلعبوا دورهم في فطام الاقتصادات عن الوقود الأحفوري.

أوروبا غير مستعدة لأي طقس متطرف.. مخزون الطاقة لا يكفي

قال ديوان المحاسبة الأوروبي، اليوم الإثنين، إن الاتحاد الأوروبي غير مستعد بشكل كافٍ لمواجهة أزمة الغاز المستقبلية على الرغم من تطبيق مجموعة من الإجراءات لإنهاء اعتماده على الطاقة الروسية، وفقًا لما نشرته صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية.

وبحسب الصحيفة، فقد انقلبت إمدادات الطاقة في أوروبا رأسًا على عقب في عام 2022 بعد اندلاع الأزمة مع روسيا أكبر مورد سابق للغاز، حيث قلصت روسيا إمدادات الوقود، ما دفع الاتحاد الأوروبي إلى تقديم سياسات طوارئ لملء تخزين الغاز، وتقليل استخدام الغاز، وشراء الغاز بشكل مشترك، حسبما ذكرت رويترز.

وقالت وكالة حماية البيئة في تقرير عن الاتحاد الأوروبي إن أوروبا تمكنت من تجنب نقص كبير في الغاز خلال الأزمة، لكن من غير الواضح حجم ذلك المبلغ الذي يمكن أن يُعزى إلى سياسات الاتحاد الأوروبي مقارنة بعوامل أخرى مثل الطقس الشتوي المعتدل وارتفاع الأسعار الذي دفع الصناعات إلى استخدام كميات أقل من الغاز.

وقال التقرير إن التنسيق بين بروكسل ودول الاتحاد الأوروبي ساعد في تشكيل طرق جديدة لإمدادات الغاز لتجنب النقص، كما أن التزام الاتحاد الأوروبي تجاه الدول بملء مخزونات الغاز بنسبة 90% قبل فصل الشتاء خلق حالة من اليقين في السوق.

لكن المدققين قالوا إن هذه الإجراءات لم تعالج بشكل كاف القدرة على تحمل تكاليف الغاز، الذي ارتفع سعره إلى أكثر من 300 يورو (322 دولارًا) لكل ميجاوات ساعة في أغسطس 2022 من حوالي 50 يورو لكل ميجاوات ساعة في العام السابق.

وقال جواو لياو، الذي قاد عملية التدقيق: "كانت المفوضية تعلم بالفعل في عام 2014 أن قطع إمدادات الغاز الروسي سيكون له تأثير كبير على الأسعار، لكنها لم تضع نموذجًا لآثاره على المستهلكين أو الصناعة".

وأشار المدققون إلى ثغرات أخرى في استعدادات أوروبا لأزمات الإمدادات، لافتين إلى أن ست دول في الاتحاد الأوروبي احتفظت بخيار قطع إمدادات الغاز عن جيرانها في حالات الطوارئ المتعلقة بالطقس.