رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

كمال عدوان ليس الأول.. أطباء فى غزة يروون قصص استهداف المستشفيات

غزة
غزة

منذ بدء الحرب ويستهدف الاحتلال الإسرائيلي عمدًا المستشفيات في غزة؛ من أجل تدمير البنية التحتية الصحية؛ مما يُعد انتهاكًا صارخًا للقوانين الدولية وحقوق الإنسان، ويجعل المرضى والجرحى يواجهون صعوبة في الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية.

ويفسر البعض هذا التعمد بأنه سياسة ممنهجة تهدف إلى تدمير قدرة الفلسطينيين على الوصول إلى الرعاية الصحية مما يزيد من معاناتهم، ورغم أن مثل هذه الأفعال تستدعي تحركًا دوليًا عاجلًا لوضع حد لهذه الانتهاكات وضمان حماية المدنيين في مناطق النزاع، إلا أنهم مازالوا يعانون.

اقتحام مستشفى كمال عدوان

واتساقًا مع ذلك، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، ساحة مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة ضمن سلسلة استهداف المستشفيات، مما أسفر عن استشهاد عدد من الأطفال والمرضى جراء قصف القوات لدبابات محطة الأكسجين الرئيسية في المستشفى، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).

وفرضت قوات الاحتلال حصارًا على المستشفى، حيث اقتحم ساحته وجمع المصابين والمرضى، وفصل بين الرجال والنساء، كما أن بعض نوافذ غرف المرضى تحطم، وهناك أكثر من 150 مريضًا وموظفًا، بمن في ذلك أفراد الطواقم الطبية والتمريض، محاصرين داخل المستشفى.

كما حاصرت القوات الإسرائيلية المستشفى منذ مساء الخميس حتى الآن وبعد الاقتحام، ومنعت وصول المساعدات اللازمة في ظل وجود أكثر من 15 حالة تحتاج لإجراء جراحات ما تزال متعطلة.

واقتحام مستشفى كمال عدوان ليس الحادث الأول من نوعه خلال الحرب، ولكنه ضمن سلسلة استهداف المستشفيات، بل يعد جزءًا من سلسلة الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة التي تستهدف المنشآت الصحية في قطاع غزة، مما يزيد من معاناة المدنيين وفق روايات الأطباء لـ«الدستور».

عمر طه: «صراخ المرضى متواصل وسط القصف الإسرائيلى»

الدكتور عمر طه، استشاري تخدير في مستشفى غزة الأوروبي، والذي كان مسئولًا عن علاج ضحايا الحروق في المستشفى خلال مطلع العام الحالي، يوضح أن الكادر الطبي في غزة مستهدف حتى إن بعض التخصصات لم يعد بها أطباء يعالجون المرضى منها الجلدية.

وقال لـ«الدستور»: «قدرة المستشفيات على التعامل مع المصابين في الوقت الحالي لا تزيد على 10%؛ لأن هناك نقصا في الإمكانيات والموارد؛ بسبب الاستهداف العمدي للاحتلال للمستشفيات والكثير من الأقسام تهدم وخرج عن الخدمة بشكل كامل».

وأضاف: «المصابون ملقون في كل ركن بالمستشفيات ورغم صراخهم المتواصل يستمر القصف الإسرائيلي فوق رأوسنا، ونستخدم بدائل غير آمنة من أجل علاج المرضى بأبسط الوسائل».

وأعطى مثالًا بعلاج الحروق والذي يحتاج إلى تعقيم عال: «في إحدى المرات كنت أقوم بعلاج مريض داخل غرفة غير معقمة واستهدف الاحتلال المستشفى، حتى حملته وكنت أبحث عن مكان آمن لعلاجه».

خلال الحرب، تم استهداف العديد من المستشفيات في قطاع غزة، حيث تشير التقارير إلى أن أكثر من 20 مستشفى ومركزًا طبيًا تعرضت للهجوم أو التدمير، فهناك مستشفيات تعمل جزئيًا مثل مستشفى الشفاء والأوروبي وهناك من خرج عن الخدمة بشكل كامل مثل كمال عدوان.

عماد: «إسرائيل أغارت علينا أثناء العلاج»

المرضى كذلك يتعرضون للقصف والترهيب أثناء العلاج داخل مستشفيات غزة،  منهم عماد الفلسطيني، ووالدته، الذي كان يعالج في مستشفى غزة الأوروبي، وأغارت عليهما قوات الاحتلال الإسرائيلي.

يقول: «لم يكن الطاقم الطبي متواجدًا والمستشفى لا يوجد به إمكانات للعلاج أو تقديم أي دعم طبي، وكانت والدتي تعاني من حروق متفرقة ورغم ذلك قصفت قوات الاحتلال المستشفى والجزء الخلفي منه».