رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

المؤامرة على أشلاء الأبرياء

لم أكن أنتوى أن تكون مقالتى عن الأحداث السياسية الحالية المقبضة والمثيرة للأحزان والشجون، ورأيت أن أكتب مقالًا اجتماعيًا أو رياضيًا.. لكن بالمناقشة مع أحد الأصدقاء عن الوضع الراهن قررت أن أكتب قليلًا عن محور الشر الذى يدمر منطقتنا العربية ويهدد أمننا القومي.
هل تعلم عزيزى القارئ أنه رغم الحصار الأمريكى والدولى على إيران إلا أنها استطاعت أن توسع نفوذها فى سبع دول، خمس منها عربية واثنتان إسلامية، ووفق خارطة نشرها تقرير ميونخ للأمن لعام 2020 فإن إيران تتمتع بنفوذ فى جارتها العراق ويوجد سيطرة فى داخل سوريا ولبنان واليمن والأراضى الفلسطينية وأفغانستان وباكستان. 
برز اسم قاسم سليمانى وهو ضابط عسكرى إيرانى ولد عام1957 ولعب دورًا محوريًا فى تمدد النفوذ الإيرانى الخارجي، وعُدّ فى بلاده بطلًا قوميًا.. شارك فى الثورة الإسلامية الإيرانية وأسهم فى مواجهة الثورات الداخلية الكردية وقاد لواء «ثأر الله 41» فى الحرب العراقية الإيرانية.
‎شغل منصب قائد «فيلق القدس» الذراع الخارجية للحرس الثورى الإيرانى وتولى مسئولية السياسة الخارجية فى عدد من الدول الإقليمية، وأشرف على ملفات ساخنة لبلدان تأجج فيها الصراع، مثل العراق ولبنان وسوريا وفلسطين واليمن وأفغانستان.
حارب تنظيم الدولة الإسلامية فى المنطقة، وبرز اسمه فى الصراع مع الولايات المتحدة وفى الثالث من يناير عام ٢٠٢٠ قُتل قاسم سليمانى فى غارة جوية أمريكية بطائرة دون طيار بالقرب من مطار بغداد التى أمر بها الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب على أساس أن سليمانى يشكل تهديدًا وشيكًا على الأرواح الأمريكية.
ولامتصاص غضب الشعب الإيرانى تم الاتفاق على أن تقوم إيران بقصف قاعدتين أمريكيتين.. وبالفعل فى الثامن من يناير ٢٠٢٠ أى بعد خمسة أيام من اغتيال قاسم سليمانى قامت إيران بإطلاق ١٢ صاروخًا بالستيًا على القاعدتين فى غرب العراق وشماله بعد إخلائهما بالطبع ودون أى خسائر تذكر للقاعدتين.
تكررت الاتفاقيات بين أمريكا وإسرائيل وإيران لامتصاص غضب الشعوب عقب حوادث الاغتيالات المتتالية من إسرائيل لقادة حزب حماس وحزب الله مثل إسماعيل هنية والسنوار وحسن نصر الله وعلى الكركى وهاشم صفى الدين وغيرهم.. فقامت إيران بهجومين كوميديين على إسرائيل بمئات الصواريخ والمسيرات دون رءوس متفجرة نتج عنها مقتل طفلة فلسطينية وإصابة آخر. وكان رد الفعل الإسرائيلى أكثر كوميدية، حيث قامت مائة طائرة إسرائيلية بقصف مواقع هيكلية فى إيران دون خسائر أيضًا ليستمر مسلسل استغفال وإرهاب الشعوب العربية عامة والمسلمين السنة على الخصوص.
اللهم احمِ أمتى من كل شر ودسيسة من محور الشر الأمريكى الإسرائيلى الإيرانى المشترك.