رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بورصة التداول.. خطوة "بريكس" لإنقاذ الفقراء من هيمنة الغرب على الغذاء

بريكس
بريكس

تسير مصر في خطى ثابتة هي ومجموعة بريكس لتعزيز التعاون الاقتصادي والتجاري، ومن بين تلك الخطى طرح إنشاء بورصة لتداول الحبوب، وهي خطوة استراتيجية تحقق الاستقرار في أسعار الحبوب وتسد الفجوة في الاحتياجات الأساسية.

وتكمن أهمية تلك البورصة في إنها تقلل لدول بريكس الاعتماد على العملات الأجنبية مثل الدولار، مما يسهل العمليات التجارية بين الدول، وتمنع احتكار دول بعينها لسلع معينة والتحكم فيها بعيدًا عن السوق.

إنشاء بورصة لتداول الحبوب بين دول بريكس

اتساقًا مع ذلك، خرج زعماء التكتل في قمة بريكس رفيعة المستوى التي تستضيفها قازان الروسية، بتوصيات تخص إنشاء بورصة لتداول الحبوب وتنفيذ التعاملات التجارية بعملات دول بريكس.

وناقش زعماء الدول الأعضاء في بريكس، التي تمثل 37% من الناتج الاقتصادي العالمي، مشروعات مشتركة من تبادل الحبوب إلى نظام للمدفوعات عبر الحدود، وإنشاء بورصة مخصصة لتداول الحبوب بين الدول الأعضاء في مجموعة بريكس، مع إمكانية توسيعها لاحقًا لتشمل سلعًا أخرى.

واقترح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، إنشاء تلك البورصة، مؤكدًا أن مثل هذه البورصة ستساعد في حماية التجارة بين دول المجموعة والدول الأخرى في الجنوب العالمي، من التقلبات المفرطة في الأسعار.

رحومة: تسهم في تقليل الاعتماد على الدولار

قال خالد رحومة، الخبير الاقتصادي وأستاذ الاقتصاد بجامعة دمنهور، إن إنشاء بورصة لتداول الحبوب بين دول بريكس سيسهم في تقليل الاعتماد على الدولار ويعزز التجارة بين هذه الدول.

وأوضح لـ"الدستور" أنه يخفف الضغط على المدفوعات ويساعد في تحقيق الاكتفاء الذاتي بين هذه الدول إذا كانت تكمل بعضها، مبينًا أن البورصة السلعية ستضمن استقرار الأسعار وتحقق توازنًا أكبر بين الدول الأعضاء.

وأعطى مثالًا بروسيا التي تمثل ثلث إنتاج القمح العالمي، والهند التي تنتج كميات كبيرة من السلع الأساسية وتعتبر المصدر الأول لهم على مستوى العالم، ولكن في حال إيجاد بورصة للسلع يسهم ذلك في تحقيق الاكتفاء الذاتي. 

حجم ما تملكه دول بريكس

تمتلك دول بريكس (البرازيل، روسيا، الهند، الصين، جنوب إفريقيا) حجمًا كبيرًا من إنتاج الحبوب والمعادن، ففي قطاع الحبوب، تعد روسيا من أكبر منتجي القمح، حيث تمثل حوالي 15-20% من الإنتاج العالمي، أما البرازيل تبرز كأحد أكبر منتجي الذرة وفول الصويا، فيما تعتبر الهند من كبار منتجي الأرز والقمح.

في قطاع المعادن، تأتي روسيا كواحدة من أكبر منتجي المعادن مثل الألومنيوم والنيكل والذهب، أما البرازيل تعتبر من كبار منتجي الحديد الخام، وتعرف جنوب إفريقيا بإنتاج الذهب والبلاتين.

خبير اقتصادي: تمنع احتكار السلع

وأوضح الخبير الاقتصادي، أن البورصة السلعية تلعب دورًا مهمًا في منع احتكار السلع وسد الفجوات الغذائية، حيث تضم دول بريكس العديد من البلدان النامية، التي تعاني من أزمات اقتصادية في إنتاج السلع الرئيسية.

وأكد لـ"الدستور" أن احتكار السلع لدى بعض الدول هي ظاهرة اقتصادية تؤثر سلبًا على الأسواق المحلية والدولية، وتحدث عندما تحتكر دولة معينة سلعة ما، فإنها تتحكم في الأسعار وتحدد الكميات المتاحة، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار وتقليل الخيارات المتاحة أمام باقي الدول. 

وتابع: كما تساعد في سد الفجوة بين الدول من خلال إنتاج وتداول السلع الأساسية مثل الحبوب لا سيما داخل الدول التي تعاني من المجاعة ولا تستطيع اقتصاديًا الحصول على تلك السلع، إذ أن دور البورصة تحديد أسعار تلك السلع بشكل عادل يضمن وصولها إلى كل دول العالم وسد الاحتياجات.

تأسست مجموعة بريكس في عام 2006 من قبل البرازيل وروسيا والهند والصين وانضمت إليها جنوب إفريقيا في عام 2011، وفي يناير الماضي أصبحت مصر وإثيوبيا وإيران والإمارات أعضاء كاملين.