رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

في عيد العمال.. قديسين من الحرفيين في الكنيسة

الكنيسة
الكنيسة

تحتفل مصر اليوم بعيد العمال.. وقال أندرو فهيم، باحث كنسي متخصص في التاريخ القبطي، في تصريح لـ الدستور، إن هناك قديسين كثر من قلب الانجيل والكنيسة يعتبرون شفعاء للعمال واولهم القديس يوسف النجار الذي عمل في النجارة ويعتبر ابو الحرفيين نظرا لكونه العائل للعائلة المقدسة.

وتوبال أول صانع للخيام المذكور في سفر التكوين، وكذلك بولس الرسول الذي كان صانعا للخيام، وايضا الانبا رويس الذي كان بائعا للملح، وكذلك القديس سمعان الخراز والبابا انيانيوس اللذان كان يعملا في حياكة واصلاح الاحذية.

من جانبه قال الأنبا بيشوي مطران دمياط الراحل في كتاب عظات رهبانية، إن العمل هو أحد النواميس الطبيعية التي وضعها الله للإنسان. وضع الله آدم في الجنة ليعملها ولم يكن هذا من بعد سقوطه ومعصيته، ولكن كان آدم يحيا في فرح وشركة مع الله ومع ذلك فقد أعطاه العمل كتسلية؛ لأن آدم قد خُلق على صورة الله ومثاله، وقد قال السيد المسيح: "أَبِي يَعْمَلُ حَتَّى الآنَ وَأَنَا أَعْمَلُ".

الله قد خلق العالم في ستة أيام واستراح في اليوم السابع وقدسه.. استراح من عمل الخلق ولكنه استمر يعمل في عنايته وحفظه للخليقة؛ فلا يمكن أن يتوقف الله عن العمل ولكن نوع العمل هو الذي أشار إليه الكتاب المقدس حينما قال: "وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابِعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ، وَبَارَكَ اللهُ الْيَوْمَ السَّابِعَ وَقَدَّسَهُ لأَنَّهُ فِيهِ اسْتَرَاحَ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ اللهُ خَالِقًا" .

وهكذا حينما خلق آدم وضع فيه ناموس العمل أي لا يمكن أن نتصوّر آدم مجرد كائن يحيا في الجنة لكي يُمارس حياة البطالة أو الكسل، طبعًا مفهوم أن الجنة كانت مملوءة من كل شجرة شهية للنظر وجيدة للأكل والله قد أعطى آدم أن يأكل من جميع شجر الجنة ولم يدعه معوزًا شيئًا من أعمال كرامته؛ لكن بالرغم من هذا كان على آدم أن يعمل الجنة ويحفظها، لأنه كانت هناك شركة بين آدم وبين الطبيعة، كما أن هناك شركة بين آدم وبين الله، ربما أحد أعمال آدم أنه كان يقود بعض أنواع الحيوانات ويرعاهم، كما أنه كان يحفظ الجنة.