رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

قفزة جديدة لجامعة القاهرة

من بين ٢٤٦٠ جامعة عالمية، قفزت جامعة القاهرة إلى الترتيب ٢٧١، فى تصنيف «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت» لأفضل الجامعات العالمية، متصدرة الجامعات المصرية، ولتصبح ضمن أفضل ١٪ من جامعات العالم. ومن الدكتور محمد عثمان الخشت، رئيس جامعتنا العريقة، عرفنا أن ما تحصده الجامعة من إنجازات متتالية فى التصنيفات العالمية، يرجع إلى خطة استراتيجية، بدأ تنفيذها منذ سنة ٢٠١٧، تحولت الجامعة خلالها إلى جامعة من الجيل الخامس لمواكبة التطورات العالمية.

يستند التصنيف الأمريكى «يو إس نيوز» إلى ١٠ مؤشرات أو معايير أساسية، تركز إجمالًا على النجاح الأكاديمى للجامعات، بما فى ذلك السمعتان المحلية والدولية، والبحوث المنشورة سنويًا وأثرها، والتعاون الدولى، ومنح درجة الدكتوراه. وما يميز هذا التصنيف عن التصنيفات العالمية الأخرى هو اهتمامه بالأبحاث العلمية المنشورة دوليًا، وكثافة المعلومات التى توفرها للطلاب المحتملين حول العالم. 

سبعة تخصصات بالجامعة، جاءت فى قائمة المائة الأفضل، من بينها الصيدلة وعلم السموم، اللذان احتلا الترتيب الثانى عشر عالميًا، والرياضيات، الذى جاء فى الترتيب ٣٣، وعلم البوليمر فى الترتيب ٤٤، والصحة العامة والبيئة المهنية فى الترتيب ٧٦، وعلوم الغذاء والتكنولوجيا فى الترتيب ٨٤، والعلوم الزراعية فى الترتيب ٨٨ وعلم النبات والحيوان فى الترتيب ٩٥. وهناك، أيضًا، عدة تخصصات جاءت ضمن أفضل ٢٠٠، من بينها الأحياء والكيمياء الحيوية، والذكاء الاصطناعى وعلم الأعصاب والسلوك. كما تطور ترتيب الجامعة فى الهندسة، لتصبح فى المركز ٢٢٨ واحتلت فى الطب الترتيب ٢٦٧ عالميًا.

فى مصر، الآن، ٢٧ جامعة حكومية، و٣٢ جامعة خاصة، و١٠ جامعات أهلية، و٩ أفرع لجامعات أجنبية، بالإضافة إلى ١٠ جامعات تكنولوجية، تدعم مسار تأهيل الكوادر للمشاركة فى التنمية، الذى يدعمه الرئيس عبدالفتاح السيسى، بشكل غير مسبوق، ووجّه، فى سبتمبر الماضى، بإنشاء ١٧ جامعة تكنولوجية جديدة، لتلبية متطلبات سوق العمل، وتعزيز قدرة مصر على مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية العالمية، واستكمالًا لتنفيذ الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالى والبحث العلمى، القائمة على التكامل، التخصصات المتداخلة، التواصل، المشاركة الفعالة والاستدامة، المرجعية الدولية، والابتكار وريادة الأعمال.

اللافت، هو أن ترتيب جامعة القاهرة يتقدم، سنويًا، منذ سنة ٢٠١٧، التى دخلت فيها قائمة الـ٥٠٠ الأفضل، واحتلت الترتيب ٤٥٠، فى التصنيف السابق ذكره، وصولًا إلى حصولها سنة ٢٠٢١ على الترتيب ٣٩٢ ثم الترتيب ٣٦٣ فى السنة التالية. وهنا، تكون الإشارة مهمة إلى أن الرئيس السيسى وجه، مرارًا، بضرورة أن تهدف استراتيجية التعليم العالى إلى تعزيز دور الجامعات فى بلوغ غايات الدولة وأهدافها المنشودة، خاصة ما يتعلق بالتنمية عبر ترسيخ دراسة العلوم الحديثة، وربط منظومة البحث العلمى، وما يتبعها من مراكز بحوث متخصصة، بالتعليم الجامعى، وإتاحة كل التسهيلات لإعداد البحوث والدراسات المبتكرة، للمشاركة فى المشروعات القومية التنموية، وصياغة حلول علمية للتحديات التى تواجه الدولة المصرية.

أيضًا، فى سياقات ومناسبات مختلفة، طالب الرئيس المجلس الأعلى للجامعات بتعزيز آليات رعاية الطلاب المتفوقين، وتطوير الأنشطة الطلابية، من أجل بناء شخصية الطلاب مع تأكيده حرص الدولة على الارتقاء بمستوى الجامعات الحكومية، بالتوازى مع إنشاء الجامعات الجديدة، وتشديده على أهمية تنمية وعى الطلاب بالمتغيرات والتحديات الداخلية والخارجية، بالتوازى مع تطوير مستواهم العلمى والأكاديمى وتنمية قدراتهم لمواكبة التطور الحالى والمستقبلى لسوق العمل. ولعلك تتذكر أن الرئيس كان قد أشار، فى ١٠ ديسمبر ٢٠١٦، إلى أن العديد من الدول، كانت فى مراتب أكثر تقدمًا فى التعليم، لكن مع الثورات والفوضى واشتعال النزاعات، اتضح أنها لم تنتج عقولًا قادرة على التعامل مع هذه الأوضاع.

.. وتبقى الإشارة إلى أن التصنيف الأمريكى «يو إس نيوز آند وورلد ريبورت»، احتلت فيه جامعة الأزهر الترتيب الثانى مصريًا، و٣٢٧ عالميًا، تلتها جامعة المنصورة ٣٣٥، ثم الزقازيق ٣٦٢، والإسكندرية ٣٧٩، وعين شمس ٤٠١، وكفرالشيخ ٤٦٠، وجامعة أسيوط ٤٨٩ و... و... وبعد الجامعة الأمريكية بالقاهرة، التى احتلت الترتيب ٩٠٩، جاءت الجامعة البريطانية فى المركز ١٠٣٤ عالميًا.