رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

توجيهات رئاسية لحل أزمة الكهرباء فى أقرب وقت

مع اقتراب احتفالنا بثورة ٣٠ يونيو ٢٠١٣ صباح الأحد المقبل ومرور ١١ عامًا عليها، فإننا يجب أن ندرك أن طموحات المواطنين قد زادت فى مستقبل أفضل للوطن، وفى تحسين الأحوال المعيشية ومستوى الخدمات الأساسية والضرورية من جانب الدولة.

إلا أنه من ناحية أخرى فإننى فى تقديرى أرى أن هذه الطموحات وتلك الآمال لم تأتِ من فراغ، ويرجع ذلك إلى أن الشعب المصرى يقف دائمًا صلبًا أمام مصلحة وطنه، وهو يتحمل الكثير وتحمل بالفعل الكثير وسقط شهداء من رجال الجيش والشرطة فى سبيل الدفاع عن الوطن وحمايته من الإرهاب ومن جماعات الظلاميين، كما قام أكثر من ٤٠ مليون مصرى بالمشاركة فى ثورة الشعب الهادرة فى ٣٠ يونيو ٢٠١٣ للمطالبة برحيل الظلاميين عن سدة حكم مصر.

ومنذ انتخاب الرئيس عبدالفتاح السيسى بدأت مسيرة الاستقرار والتحديث والبناء والإصلاح والتقدم بمصر إلى الأمام وإلى مستقبل أفضل فى الجمهورية الجديدة، وتم بالفعل تنفيذ عدد كبير من المشروعات القومية الكبرى، وتحققت بالفعل إنجازات كثيرة فى مختلف المجالات، وهكذا فإن الشعب الذى أثبت أنه قادر على دعم وطنه وقت الضرورة، فإنه أيضًا كان يتوقع ويأمل أن تبذل الحكومة كل جهودها لتحقيق آماله وطموحاته.

إلا أنه فى الفترة الأخيرة تكررت مشكلة انقطاع التيار الكهربائى، التى ظن المواطن أنه قد تم حلها بشكل نهائى والتى سببت استياءً عامًا، خاصة مع الارتفاع الكبير غير المسبوق وغير المحتمل فى درجات الحرارة، منذ بداية الصيف الحالى، وهناك مصالح كثيرة توقفت وقطاعات تضررت بسبب انقطاع التيار الكهربائى المتكرر، حتى أن طلبة الثانوية العامة كانوا يواجهون مشكلة فى الاستذكار ليلًا لأداء الامتحانات.

إلا أنه فى هذه المشكلة بالذات ظهر معدن الشعب المصرى الأصيل وقوة النسيج الاجتماعى بين المسلم والمسيحى، والذى حاول الظلاميون إضعافه ونشر الفتنة بين قطبى الأمة، حيث فتحت بعض الكنائس التى بها مولدات كهربائية أبوابها للطلبة للاستذكار فيها ليلًا أثناء انقطاع التيار الكهربائى سواء أكانوا مسيحيين أو مسلمين، كما قامت بعض المساجد التى بها مولدات كهربائية بفتح قاعاتها لطلبة الثانوية العامة المسلمين والمسيحيين للاستذكار فيها ليلًا أثناء فترة الامتحانات.

وأدت الحرارة الشديدة وانقطاع الكهرباء كل يوم إلى جعل الحياة صعبة وغير محتملة على كل الفئات الاجتماعية والعمرية، ومشاكل صحية تفاقمت وخسائر كبيرة حدثت فى مجال الأعمال، وخسائر كبيرة حدثت داخل البيوت المصرية. وأصدر رئيس مجلس الوزراء د. مصطفى مدبولى، عدة قرارات فى إطار ترشيد الكهرباء، منها غلق المحلات التجارية ١٠ مساءً باستثناء السوبر ماركت ١ صباحًا اعتبارًا من الأسبوع المقبل، وتجاوز الأزمة فى الصيف بتكلفة تقدر بمليار دولار، بجانب التعاقد على شحنات من المازوت تقدر بـ٣٠٠ ألف طن تصل بداية الأسبوع المقبل بتكلفة تقدر بـ١٨٠ مليون دولار، وقال إنه سيستمر تخفيف الأحمال ٣ ساعات فى اليوم لحين الأسبوع الثانى من يوليو ووقف قطع الكهرباء من الأسبوع الثالث.

وكانت قد انتشرت علامات الاستفهام لدى المواطنين على مواقع التواصل الاجتماعى وعلى مواقع الإنترنت حول انقطاع التيار الكهربائى، وخاصة أن الحكومة قد أعلنت منذ عدة سنوات عن اكتشاف مصادر للغاز الطبيعى فى مصر، مما جعل سقف آمال المواطنين يعلو فى زيادة الدخل القومى وفى توفير الكهرباء والغاز بأسعار مناسبة، لكن فى الفترة الأخيرة لاحظنا انقطاع التيار الكهربائى بشكل عشوائى عن مناطق كثيرة بالقاهرة والمحافظات الأخرى. وفى مواجهة تلك الأزمة انحاز الرئيس عبدالفتاح السيسى للشعب فأصدر توجيهاته الرئاسية للحكومة بضرورة رفع المعاناة عن الشعب، وأصدر توجيهات رئاسية مهمة وواضحة للحكومة بضرورة حل مشكلة انقطاع التيار الكهربائى فى أسرع وقت.

وأكد د. مصطفى مدبولى رئيس مجلس الوزراء، فى مؤتمر صحفى أمس الأول، أن هناك توجيهات من الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة العمل على إنهاء أزمة انقطاع الكهرباء من خلال اتخاذ القرارات الكفيلة بتخفيض فترات انقطاع التيار الكهربائى، مع ضرورة وضع مختلف الآليات الممكنة من أجل إنهاء هذه الأزمة فى أقرب وقت ممكن، مضيفًا أن الحكومة تسعى حاليًا لوضع الآليات التى تضمن إنهاء الأزمة بالتنسيق مع الوزارات والأجهزة المعنية.

وجاءت تصريحات د. مصطفى مدبولى، يوم الثلاثاء، بعد الاجتماع الذى عقده لمناقشة حلول مشكلة انقطاع الكهرباء، وسبل تخفيض فترة تخفيف الأحمال، والتوصل إلى حلول جذرية للأزمة، وذلك بحضور كل من وزيرى الكهرباء والطاقة المتجددة د. محمد شاكر المرقبى، والبترول والثروة المعدنية المهندس طارق الملا، ورئيس الشركة المصرية القابضة للغازات الطبيعية المهندس ياسين محمد، وعدد من مسئولى الجهات المعنية، وجدد فى مؤتمر صحفى بعدها اعتذار الحكومة عن قطع الكهرباء.

واستقرت خطة الحكومة على ضرورة توفير الكهرباء وتخفيف الأحمال خلال أشهر الصيف، وأكدت حل أزمة الكهرباء تمامًا مع نهاية العام الجارى، وهذه التوجيهات الرئاسية فى تقديرى جاءت انحيازًا للشعب المصرى من القيادة السياسية، وتأكيدًا أن هناك جهودًا فعلية ستبذل للقضاء على هذه الأزمة الصعبة فى وقت قريب، وتوفير الآليات التى من شأنها حل هذه الأزمة التى عانت وتضررت منها كل الأسر والبيوت المصرية، وخاصة أننا نعانى من صيف قائظ الحرارة بشكل غير مسبوق.