عفيفى مطر: الشعراء السطحيون يكتفون بتصفيق الجماهير
تحدث الشاعر محمد عفيفي مطر عن حركة الشعر الحديث وارتباطها بالجمهور في حوار أجري معه على صفحات مجلة "مواقف" في عام 1971.
وقال عفيفي مطر: "في شعب أمي كالشعب العربي - بكل أنواع الأمية- يصبح الحديث عن علاقة الشاعر بالجماهير حديثًا مقصودًا لشيء آخر غير الجماهير والشعر. فالشعراء السطحيون التافهون الذين لا يحسنون غير نظم الشعر والقضايا النثرية المباشرة والذين لا حيلة لهم غير الانغماس الفج في ركاكة السياسة العربية وثرثرتها اليومية، هؤلاء يكتفون بتصفيق الجماهير ولا يسألون أنفسهم عما أضافوه إلى وجدان الجماهير وعقلها ومستقبلها. وللتصفيق فوائد كبرى وعوائد لا تحصى في أرقام التوزيع وأرصدة البنوك والعلاقات المشبوهة بالأنظمة المتهاوية وغير المتهاوية، فهم يأخذون بكلتا اليدين".
ويضيف: "لقد جعلتنا عصور القهر مطايا ملجومة برد الفعل، ورد الفعل لا يجعل الجثث حية. على الشاعر أن يكون صوتًا لنفسه وصوت انخراطه وهمومه بروح العصر وأعمق أعماق الوجود الإنساني، وعلى أدعياء الغيرة الجماهيرية أن يدخلوا الجماهير إلى مملكة الشعر بأن يشاركوا في رفعها من الأمية وأن يكونوا هم وسيطًا بين الجماهير والشعر، أما الشاعر فالخلق همه الأكبر والأوحد".
يُذكر أن الشاعر محمد عفيفي مطر تحل اليوم ذكرى وفاته حيث توفي في 28 يونيو عام 2010. عفيفي مطر شاعر مصري ولد في محافظة المنوفية وتخرج في كلية الآداب قسم الفلسفة. حصل على جائزة الدولة التشجيعية في الشعر عام 1989 وحصل على التقديرية في عام 2006، وصدرت أعماله الكاملة عن دار الشروق عام 2000.
يُعتبر مطر من أبرز شعراء جيل الستينيات في مصر، وقد تنوعت مجالات عطائه بين المقالات النقدية وقصص الأطفال وترجمة الشعر، وفاز بجوائز عديدة منها جائزة سلطان العويس في عام 1999. ومن دواوين عفيفي مطر "الجوع والقمر" الذي صدر في دمشق عام 1972، ديوان "ويتحدث الطمي" الذي صدر في القاهرة عام 1977، وديوان رباعية "الفرح" الذي صدر في لندن عام 1990، واحتفالية "المومياء المتوحشة" الذي صدر في القاهرة عام 1992.
