"أنت عيدي وأنت وردي".. كيف احتفى الشاعر إبراهيم ناجي بالعيد في قصائده؟
يشعر الكثيرون بالسعادة مع قدوم العيد، حيث فرحة الأعياد، وزينة المنازل، وأصناف الطعام التي تملئ الموائد، والتجمعات العائلية التي لا تخلو من المحبة والود في العيد، وفي العيد أيضًا تغزل الشاعر إبراهيم ناجي في حبيبته في هذه المناسبة، في قصيدته الشهير بعنوان "في العيد".
ونستعرض في التقرير التالي، أجمل ما كتب إبراهيم ناجي عن "العيد"، بمناسبة عيد الأضحى المبارك.
قصيدة "في العيد"
أَفدي نهارًا طلعتِ فيه نجم جمالٍ ونجم سعدِ
إني لهذي العيون عبدٌ والدهر — إما رضيتِ — عبدي
إن كان عيدٌ به ووردٌ فأنت عيدي وأنت وردي
يا خير من مرَّ في وجودي إنك كلُّ الوجود عندي
عندي خَفِيٌّ من الأماني أضعافُ ما جئتُ فيهِ أُبْدي
معذرة في القليل إني والله أعيا الكثيرُ جُهدي
يا فتنتي والهوى ديونٌ حسبيَ أني له أؤدِّي
ما أنت؟ من أنت؟ هل مجيبٌ على سؤالٍ بغير رَدِّ؟
لم يخلق الله من جمالِ يلفّه في سَنِيِّ بُردِ
حسن قُصاراه من شفاهٍ عطرُ ثناءٍ وطيْبُ حمدِ
ويخلق الله معجزاتٍ يجمعها كلَّها بفردِ
بسحر عينيك كيدَ باغٍ وسحر عينيك للتحدِّي …
قصيدة "عيد"
يا أبا الأشواق غنِّ
وانقل الألحان عني
إيه "سونيا" هجتِ شوقي
وشجوني والتمني
إن تغنيني فإني
طائر في كل غصن
إيه "سونيا" ذاك يومي
فاسكبي لي، لا تضني
إنما عيدك عيندي
وهو يوم فوق ظني
لا أهنيك.. ولكن
كل مخلوق أهني
إيه "سونيا" ذاك يومي
فاسكبي لي، لا تضني
أفرغي سحر الهوى في
خاطري من كل دنِ
إنما عيدك عيندي
وهو يوم فوق ظني
لا أهنيك.. ولكن
كل مخلوق أهني
قصيدة "ليلة العيد"
اليوم منكِ عرفتُ سر وجودي وعرفت من معناك معني العيدِ
ما كنت بالفاني وسرُّك حافظي وبمقلتيكِ ضمِنْتُ كلَّ خلودي
الآن أعرفُ ما الحياة وطيبُها وأقول للأيّامِ طبتِ فعودي!
عاد الربيعُ على يديكِ وأشرقتْ روحي وأورقَ في ربيعِك عودي!
ويعد إبراهيم ناجي، أحد أبرز الشعراء المصريين في النصف الأول من القرن العشرين، كان رئيسًا لمدرسة أبولو الشعرية، وترأس رابطة الأدباء في الأربعينيات، وبجانب الشعر صدر له عددًا من الكتب المترجمة من الإنجليزية والإيطالية إلى العربية.
وألف إبراهيم ناجي حوالي 317 قصيدة فى كل أنواع الشعر، الوطنى والعاطفى والوصفى والرثا، ولكن قصيدته "الأطلال" بأبياتها الـ134 نالت شهرة غير مسبوقة، بعدما غنتها كوكب الشرق "أم كلثوم" واعتبرتها اليونسكو بعد ذلك قصيدة القرن العشرين، من شدة جمالها.