رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الأغنية بـ 2 جنيه.. قصة الشاعر مأمون الشناوي مع أغاني الإذاعة العاطفية

مأمون الشناوي
مأمون الشناوي

مأمون الشناوي، شاعر غنائي كبير رثاه الكاتب الراحل أحمد بهجت في مقاله “صندوق الدنيا” قائلًا: “آخر الشعراء الغنائيين الكبار، وبموته تغلق مدرسة في الغناء أبوابها، ولقد كان مأمون الشناوي واحدا من ظرفاء مصر وكتابها الساخرين، كان عالما حقيقيا من البهجة والمرح وخفة الظل وحلاوة المعشر ورقة الأحاسيس.

مأمون الشناوي: كتبت في حياتي 15 ألف أغنية ومزقت منها 14 ألفا

وأضاف “بهجت”: “لو بحثنا في أنفسنا عن لحظات السعادة التي عشناها ونحن نترنم بنغم ما أو نردد أغنية ما فسوف نجد مأمون الشناوي وراء هذه السعادة.. لقد كتب أكثر من 500 أغنية، كتب أغنية الربيع لـ أم كلثوم فأرادت أن تغير بعض كلماتها فرفض وأعطي الأغنية لفريد الأطرش”.

كتب لأم كلثوم "أنساك يا سلام، ودارت الأيام، وكل ليلة وكل يوم"، وكتب لليلي مراد "من القلب للقلب رسول"، وكتب لأسمهان "أمتي هاتعرف أمتي، وأنا أهوي" وكتب لعبد الحليم حافظ "في يوم من الأيام، ونعم يا حبيبي نعم"، وكتب لمحمد عبد الوهاب نشيد الجهاد "كل مصري ينادي أنا ملك لبلادي".

باختصار كتب لأشهر المغنيين والمغنيات وأسعد الملايين بكلماته عن الحب وأحاسيسه. 

قال في حديث صحفي يوما: "كتبت في حياتي 15 ألف أغنية ومزقت منها 14 ألفا. سئل هل يجب أن يحب الفنان لكي يكتب عن الحب، فقال: "الشاعر لا بد أن يعيش قصة حب أو يتوهم أنه يحب، وهذا الوهم هو الذي يثير الانفعال ويصل لقلوب الناس بسرعة.

لهذه الأسباب انحاز مأمون الشناوي لشعر العامية

في لقاء إذاعي له، وحول أسباب اختياره لكتابة شعر العامية دونا عن الفصحي، قال مأمون الشناوي: عندما بدأت في كتابة الشعر، كنت أنشره في مجلة اسمها “أبوللو”، والتي كانت تجمع معظم شعراء مصر الحديثين، أمثال دكتور إبراهيم ناجي، والمهندس محمود علي طه، صالح جودت، محمود حسن إسماعيل، أحمد مخيمر، مختار الوكيل، وكان رئيس الجمعية دكتور أحمد ذكي أبو شادي. فكنت أنظم الشعر وأنشره في هذه المجلة.

كان لي صديق يسكن بجوار منزلي ــ المرحوم محمد صادق ــ يغني في الإذاعة وله أغنية شهيرة “نورت يا أوتومبيل”. وأنا كنت بحب بنت الجيران والتي لن تفهم الشعر وفي نفس الوقت كانت الإذاعة حديثة العهد في مصر، وكان عند بنت الجيران راديو، ولكي أخبرها بحبي بدأت في كتابة الأغاني وأعطيها لصديقي محمد صادق يلحنها ويغنيها في الإذاعة، وكنت أتقاضي 2 جنيه عن الأغنية.