رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بحلول الاثنين الحادي عشر من زمن السنة

الكنيسة 
الكنيسة 

تحتفل الكنيسة اللاتينية بحلول الاثنين الحادي عشر من زمن السنة، وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "مَن أَرادَ أَن يُحاكِمَكَ لِيَأخُذَ قَميصَكَ، فاترُكْ لَه رِداءَكَ أَيضًا... مَن سأَلَكَ فأَعطِه، ومَنِ استَقرَضَكَ فلا تُعرِضْ عنه... وكَما تُريدونَ أَن يُعامِلَكُمُ النَّاس فكذلِكَ عامِلُوهم".

 بهذه الطريقة، لن نحزن كالناس الّذين جُرّدوا رغمًا عنهم، لكن على العكس، نفرح كأناس أعطوا بطيبة قلب، لأنّنا نعطي مجّانًا للقريب فلا نخضع للإكراه. "ومَن سَخَّرَكَ أَن تَسيرَ معه ميلاً واحِداً. فسِرْ معَه ميلَيْن". فبهذا لا نلحق به كالعبد، بل نسبقه كإنسان حرّ. في كلّ الأشياء إذًا، يدعوك الرّب يسوع المسيح لتكون نافعًا لقريبك، غير آخذٍ شرّه بعين الاعتبار، إنّما بالغًا أعلى الدرجات بمحبّتك. هو يدعونا بذلك إلى أن نكون شبيهين بأبينا الّذي "يُطلِعُ شَمْسَه على الأَشرارِ والأَخيار، ويُنزِلُ المَطَرَ على الأَبرارِ والفُجَّار".

ذلك كلّه ليس عمل شخصٍ يريد أن يُبطِل الشريعة، بل شخصٍ يتمّمها ويكمّلها من أجلنا . إنّ خدمة الحريّة هي خدمة أكبر؛ يقترح علينا مخلّصنا خضوعًا وتقوًى أكثر عمقًا تجاهه. فهو لم يحرّرنا من قيود الشريعة القديمة لكي ننفصل عنه... إنّما، وقد تلقّينا بوفرةٍ نِعَمَه، لكي نحبّه أكثر، وإذا أحببناه أكثر، نتلقّى منه مجدًا أعظم عندما نصبح دائمًا بحضور أبيه. 

تحيّة السلام هذه لا تنضب، فهي تنبع من الرسل إلى إخوتهم، كاشفة كنوز الربّ اللامتناهية. فهي حاضرة في أولئك الذين يعطونها وبأولئك الذين يستقبلونها على حدّ سواء، بشارة السلام هذه لا تخضع لا للتقليل ولا للانقسام. وهي تعلن من عند الآب بأنّه قريب من الجميع وفي الجميع؛ وتكشف من رسالة الابن أنّه قريب بكليّته من الجميع وإن كان هدفه الأخير الجلوس من عن يمين أبيه. لا تنكفّ عن الإعلان بأنّ الوحي اكتمل من الآن فصاعدًا وبأنّ الحقيقة طردت الظلمات.