رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة البيزنطية تحتفل بذكرى البار أنوفريوس

الكنيسة البيزنطية 
الكنيسة البيزنطية 

تحتفل الكنيسة البيزنطية بذكرى البار أنوفريوس، وهو من كبار النساك في الصعيد المصري حول القرن الرابع أو الخامس.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: "الربّ حنون رحيم"، فقد فضّل حتّى الموت مغفرة الخطايا. "إنّه طَويلُ الأَناة كَثيرُ الرَّحمَة"؛ هو لا يقتدي بعدم صبر البشر، بل ينتظر طويلاً توبتنا. "هو نادِمٌ على الشَّرّ " أو حاضر للتوبة عنه. هذا يعني أنّنا إذا تبنا عن خطايانا، هو يعود عن تهديداته ولا يعاقبنا بالألم الذي هدّدنا به؛ وإذا غيرنا رأينا، هو سيغيّر رأيه أيضًا...

لكنّ النبي الذي قال للتوّ: "الربّ حنون رحيم. إنّه طَويلُ الأَناة كَثيرُ الرَّحمَة"؛ هو نادِمٌ على الشَّرّ أو حاضر للتوبة عنه"، أضاف على ذلك حتّى لا نصبح مهملين بسبب تلك الرأفة الكبيرة: "من يدري؟ لَعَلَّه يَرجِعُ ويَندَم وُيبْقي وَراءَه بَرَكَةً وتَقدِمَةً وسَكيباً لِلرَّبِّ إِلهِكم. قال لنا، أنا أحثّكم على الصبر، وأعلم أنّ رحمة الله غير قابلة للتعبير عنها. كما قال داود: "ارْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ". لكن لأنّه لا يمكننا معرفة مدى عمق غنى الله وحكمته ومعرفته، سأعبّر بطريقة أكثر تباينًا، سأطلب أمنية فقط بقولي: "مَن يعلم إذا كان الربّ لن يغيّر رأيه ولن يغفر؟ عبارة "مَن يدري" يجب أن تفهم كدلالة على شيء صعب المنال.
ولمّا نهضَ المسيح حيًّا، بعد ما قاسى الموت صلبًا لأجل الناس، ظهرَ مُنَصَّبًا ربًّا ومسيحًا وحبرًا إلى الأبد؛ وأفاضَ على تلاميذه الروح الذي وعدَ به الآب . ومن ثمّ فالكنيسة، وقد جُهّزَت بمواهب مؤسّسها، وتسلك بأمانة في حفظ وصاياه في المحبّة والتواضع والكفر بالذات، تسلّمَت رسالة الدعوة بملكوت الله والرّب يسوع المسيح، وإنشائه في جميع الأمم، فكانت على الأرض بذرة هذا الملكوت وبدأه. غير أنّها فيما كانت تنمو شيئًا فشيئًا كانت تصبو إلى كمال هذا الملكوت، راجيةً ومتمنّيةً بكلّ قواها أن تتّحد بملكها في المجد.