رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"واتش إت".. أن تصنع وعيًا

لم يعد عالمنا الرقمى افتراضيًا كما كنا نُطلق عليه قبل سنوات.. أصبح واقعًا حقيقيًا نعيش أكثر أوقاتنا بداخله، ثم نُرتب شئون حياتنا من خلاله.. من هُنا أصبحت بداية لأكثر الأشياء، ومن هُنا يُبنى الوعى أو يُهدم، ومن هُنا يُدار العالم.

كان خطر العولمة الثقافية دائمًا مصحوبًا بتوسع التكنولوجيا فى قارتنا السمراء، فكانت معها المخاوف من أن تتعمق أفكار وثقافات لتمحو ثقافاتنا الأصلية.. كانت المخاطر كبيرة، والتهديد حاضرًا، وأصبحت الحاجة لمجابهة التهديدات أمرًا حتميًا يتطلب أن نخطو سريعًا لأن نحفظ أوطاننا وعقول أجيالنا.. أن نمتلك القوة الرقمية الخاصة بنا، لنصد، ونرد.. أن نبنى وعيًا.

قليل من الوقت تقضيه على واجهة منصة «واتش إت» يكفى لأن تفهم معنى أن تصنع وعيًا.. أن يُصبح لك صنيع خاص بك يُنافس، ويعبر الحدود، ويؤثر.. أن تبنى جيلًا بضوابط تحفظ قيم المجتمع.. أن تُحافظ على إرث نعيش عليه.. أن تُحافظ على الهوية، وتصنع لك عالمًا كبيرًا فى العالم الرقمى الجديد.. من هُنا نصنع إرثًا فنيًا جديدًا يُعيد الزمن الجميل.

3 أشهر مرّت على عرض مسلسل «إمبراطورية ميم» على منصة «واتش إت»؛ لكننى ما زلت عالقًا فى منطقة المعادى.. أمُر بها فأتوقع أن أشاهد منزل أسرة مختار أبوالمجد.. هؤلاء الذين صنعوا وجبة درامية تحفظ قيم المجتمع وتدافع عن هويته.. صنعوا أحداثًا كانت تحمل رسالة لم نشاهدها منذ الطفولة.. أعادتها «إمبراطورية ميم»، وأعادتها «واتش إت» من جديد.

علينا أن نفتخر حقًا بأن لدينا عالمًا رقميًا فنيًا هكذا.. أن نُصبح جزءًا من البناء، وأن نحفظ تراثنا وهويتنا.. أن نقدم فنًا يحفظ العقول ويُدافع عن الوطن.