رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

باى باى ليفربول.. لماذا يجب أن يغادر صلاح «قلعة الأنفيلد»؟

صلاح
صلاح


بعد تحقيقه كل الأرقام والألقاب مع ليفربول، بات مصير نجمنا المصرى محمد صلاح محل تساؤلات عديدة فى الصحافة الإنجليزية وعبر وسائل التواصل الاجتماعى المختلفة.
وما بين مؤيد ومعارض لفكرة بقائه اختلفت الآراء فى الأوساط الجماهيرية وعند أساطير نادى ليفربول ونجوم الفريق القدامى.
هل يرحل «صلاح» إذن؟ وما الأسباب التى قد تدفعه لذلك؟ وما موقف «الريدز» من الأمر.. هذه وغيرها من التساؤلات تُجيب عنها «الدستور» فى التقرير التالى.

خوض «تحد جديد».. تلقيه عروضًا براتب خرافى.. وصراعه مع مانى


حقق محمد صلاح مع ليفربول بطولة الدورى الإنجليزى التى غابت عن دولاب بطولات بطل إنجلترا لمدة ٣٠ عامًا شهدت معاناة وقصصًا مأساوية، وهو ما يُعد الإنجاز الأهم والأبرز له ولكل رفاقه فى الفريق.
وفاز الفرعون المصرى أيضًا ببطولة دورى أبطال أوروبا بعد غياب منذ عام ٢٠٠٥، وتوج كذلك بكأس العالم للأندية وبطولة السوبر الأوروبى، ونال جائزة «أفضل لاعب فى إنجلترا»، وتوج بلقب هداف «البريميرليج» مرتين.
لم يترك «مو» شيئًا إلا وحققه، لذلك فإن تجديد الدوافع والحوافز عامل مهم ورئيسى سيكون على رأس العوامل التى تحدد أولويات «صلاح» خلال الفترة المقبلة، وقد يدفعه للقبول بخوض تحد جديد فى مكان آخر، خاصة إذا كان هذا المكان سيضيف إنجازات أهم من تلك التى حققها مع «الريدز».
مر «صلاح» بمرحلة توهجه، وكان قبل موسمين فى قمة نضجه وسجل ٣٤ هدفًا فى «البريميرليج»، غير أدواره الكبيرة فى دورى الأبطال، وتلك المرحلة كانت السقف الذى لم يصل إليه لاعب فى إنجلترا منذ سنوات طويلة، وتكرار الأمر صعب للغاية بل ربما يكون مستحيلًا.
لذلك سيقفز طرح الرغبة فى خوض تحد جديد على السطح من الآن، أملًا فى تجديد الدوافع والحوافز التى هى سلاح «مو» الأبرز فى معاركه وجولاته البطولية.
ثانى العوامل التى قد تدفع «صلاح» إلى الرحيل هذا الصيف هو تلقيه عروضًا خيالية، وإمكانية حصوله على راتب خرافى قد يضعه بين أغلى ٣ أو ٥ لاعبين فى العالم، إذا رحل إلى ريال مدريد أو يوفنتوس على سبيل المثال.
إلى جانب ذلك، هناك رغبة لدى ليفربول فى التخلص من واحد بين محمد صلاح وساديو مانى، بسبب صراعهما الفردى على جائزة «أفضل لاعب إفريقى»، ما تسبب فى بعض الخلافات خلال فترة ما، وتأثير ذلك على أداء الفريق.
ورغم نجاح الألمانى يورجن كلوب فى استثمار حماسة الثنائى وتنافسهما على الأفضلية، تؤمن الإدارة بأن صراعهما سيسبب بعض الأضرار التى يجب تجنبها فى الخطة المستقبلية.
وهنا سيفكر ليفربول فى الاستثمار بشكل أفضل من خلال بيع اللاعب الذى سيحقق عائدًا أكبر، لأن الفوارق الفنية بينهما ليست بعيدة، وكلاهما مؤثر بنفس القدر، ومع اختلافهما فى بعض المهام البسيطة، تأثيرهما فى النهاية متقارب بشدة.
لذلك عندما يفكر ليفربول فى التفكير فى التخلى عن أحدهما سيبيع صاحب القيمة الأعلى، وهنا سيكون الرحيل لـ«صلاح»، لأن قيمته التسويقية لا يحددها أداؤه داخل الملعب فحسب، بل تمتد إلى شعبيته وجماهيريته التى يتمتع بها فى منطقة الشرق الأوسط والبلاد الإسلامية، وقد ترفع سعر بيعه إلى ٢٠٠ مليون يورو.

تحقيق حلم العمر باللعب فى ريال مدريد والسعى وراء لقب هداف الدورى الإسبانى

إلى جانب العوامل سالفة الذكر، يريد مسئولو ليفربول تجديد دماء الفريق من أجل الاستمرارية والبقاء فى المقدمة والصراع على الألقاب كافة، لذلك ستكون الإدارة مطالبة بالبحث عن صفقات قوية وانتدابات تضم مواهب يمكن الاستثمار فيها، وهذا يستدعى بيع لاعب كبير مثل «صلاح» وإعادة استثمار المبلغ الذى سيجنيه من عملية بيعه فى شراء ٤ لاعبين يمكنهم منح الفريق إضافة كبيرة جدًا.
فعلى سبيل المثال يستطيع ليفربول شراء مهاجم قوى وهداف مثل أرلينج هالاند أو تيمو فيرنر بسعر لن يزيد على ٧٠ مليون يورو، وكذلك لاعبو وسط بقيمة أقل من ذلك بكثير، بل وضم مدافع أيضًا، ما يجعل عملية ترميم الفريق، وعلاج كل أزماته الفنية متعلقة ببيع أحد النجوم.
كما يخشى «صلاح» أيضًا حال بقائه من تفويت فرصة اللعب لفريق ريال مدريد أو يوفنتوس، لأن العمر يتقدم به، وما هو متاح الآن له لن يكون بحوزته بعد موسم أو اثنين على أقصى تقدير، عوضًا عن أن موقف الإدارة حاليًا مرن أكثر من أى فترة مضت، بعد أن سعت لبقاء الجميع من أجل حصد البطولات وهو ما حدث.
كما ينظر «صلاح» الآن نظرة منطقية إلى مشروع ريال مدريد الذى يبدو أكثر وضوحًا من برشلونة وغيره من المشروعات الإنجليزية، حيث يسعى «الميرنجى» لبناء فريق شاب يعتمد على عناصر واعدة مع «زيدان» مثل «فالفيردى» و«رودريجو» و«فينسوس»، عوضًا عن ضم أكثر من لاعب شاب خلال الفترة الماضية لتجهيزهم للموسم المقبل.
ويرغب «صلاح» فى أن يصل إلى قمة الهرم الكروى من خلال ارتداء أعظم قميص لنادٍ فى العالم وهو ريال مدريد، ويزيد حماسته أن الفريق بحاجة للجناح الهداف القادر على أداء الأدوار القديمة لـ«رونالدو»، حيث يعانى الفريق من غياب جناح هداف وهو ما يدفع «زيدان» دائمًا للرهان على الكرات العرضية، فى حين سيعطى «صلاح» إضافة كبيرة للفريق.
وترك كريستيانو رونالدو فراغًا كبيرًا فى مدريد منذ رحيله، لذلك ربما يملأ «صلاح» هذا الفراغ وسيعطيه ذلك قيمة تسويقية وجماهيرية أكبر، وحينما يتحول إلى الهداف الأول لـ«مدريد» فهذا انتصار سيضيف لسجله الكثير من الأمور.
ومع تقدم سن ليونيل ميسى، ووسط وجود احتمالات لرحيله، فإن فرص «صلاح» متاحة بقوة لتحقيق لقب هداف «الليجا»، وأن يجمع بينه وبين هداف «البريميرليج»، وهذا سيحدث تقدمًا كبيرًا فى مسيرته، ويمنحه مكانة مختلفة تمامًا عن تلك المكانة الحالية.
كل هذه العوامل بالإضافة إلى العامل الاقتصادى وهو الأبرز، ستجعل فرص رحيل «صلاح» عن قلعة «الأنفيلد» واردة بقوة خلال الأشهر المقبلة، خاصة أن هناك توافقًا فى المواقف والرؤى بينه وبين مسئولى بطل إنجلترا هذا الموسم.