رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

«عزة الحناوي».. صوت «ماسبيرو» الرافض لـ«التطبيل للأنظمة».. غردت خارج السرب في ‏عهد «السيسي».. وهاجمت «أخونة الدولة» على يد «الجماعة».. وتحدت «صفوت الشريف»

السيسي و عزة الحناوى
السيسي و عزة الحناوى

صوت معارض، نشأ في أحضان ماسبيرو.. لا يعرف للمحاباة معنى، أو للتطبيل طريق، انتقاداته اللاذعة، ‏وجرأته تعدت الحدود، قادته للتوقف عن العمل في بلاط مبنى الإذاعة والتلفزيون أكثر من مرة، ورغم ‏ذلك تمسك بصراحته المعهودة، حتى عاد مجددًا، منتقدًا مهاجمًا، ليظل ذلك الصوت المعارض عاليًا.. ‏ورغم القيود، لا يخفت أبدًا.‏

هو صوت الإعلامية عزة الحناوي، مقدمة برنامج «أخبار القاهرة».. التي خاضت معارك عديدة داخل مبنى ‏ماسبيرو، انتهت بوقفها عن العمل داخله، فكان قول الحق نقمة عليها، إلا أنها لم تستسلم، ولم تهدأ نفسها ‏الثائرة والمعارضة، فبمجرد عودة برنامجها من جديد، عادت لإثارتها للجدل ومعارضتها للنظام الحالي.‏

في أولى حلقات عودة برنامجها على القناة الثالثة الرسمية، خرجت الحناوي تنتقد خطابات الرئيس ‏عبدالفتاح السيسي قائلة: «دي خطابات يا فندم شبه خطابات هتلر وإعلان ديكتاتورية في البلاد، سيادتك ‏مبتشتغلش ومفيش ملف واحد حليته من يوم ما جيت».‏

ورغم أن التلفزيون المصري، عُرف على مدار سنوات كثيرة بموالاته للنظام الحاكم، إلا أن الحناوي ‏طوال مشوارها الإعلامي غردت خارج السرب، في وقت لا يُوجد مسارات آمنة أو خبايا لمن يغرد خارج ‏السرب‎.‎

‏«الحناوي تنتقد السيسي.. مش من حقك تقول ننزل»‏.
في أكثر من حلقة لها قبل إيقاف برنامجها وعودته مجددًا، خرجت تهاجم الرئيس السيسي، رافضة دعوته ‏لجموع الشعب بالنزول والمشاركة في الانتخابات البرلمانية، مؤكدة أنها حرية شخصية، والمواطن من ‏حقه لا يشارك في أي انتخابات ولازالت كرامته مُهانة.‏

‎‎وقالت في هجومها: «مقام المواطن اللي انهار عقاره بسبب فساد المحليات، إنه ينام على الأرض في دار ‏مناسبات ويتصرفله 600 جنيه، لو كان مكسيكي كانوا هيصرفوله كام؟، لكن المصري بيتهان بره وجوه، ‏عشان كده مش هننزل».‏

وتابعت: «مش من حقنا إننا نقول تنزل أو متنزلش، مش من حقي ولا أي صحفي ولا أي إعلامي دي ‏حريتكم الشخصية».‏

«الحناوي تطالب بمحاسبة السيسي»‏
‎ عندما تعرضت محافظة الإسكندرية للسيول والغرق، طالبت الحناوي السيسي، بتطهير المحليات من ‏الفساد، ومحاسبة المسئولين، من أول السيسي نفسه إلى أصغر محافظ أو وزير.‏

وقالت في حلقتها: «كله يتحاسب من أول سيادتك، فين خطتك.. فين رؤيتك، كل مسئول لازم ييجي وهو ‏عارف هيعمل إيه، عشان لو معملش يتحاسب. ده اللي بيسرق جنيه بيتحبس، لو مفيش محاسبة حضرتك ‏هتفضل تتكلم وتوعد ومفيش نتيجة الشعب هيلمسها».‏

«ماسبيرو يوقفها».. والحناوي ترد: قرار مُضحك‏
وعلى الفور، قام عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بإصدار قرر إيقاف ‏الحناوي، وأمر بتحويلها إلى التحقيق. وبقوتها المعهودة، خرجت الحناوي تعلق على الأمر، بأنها لم تخرج عن القواعد المهنية، وأن التهمة التي ‏تواجهها مُضحكة.‏

وأكدت، خلال حوارها مع الإعلامي وائل الإبراشي، آنذاك، أنها ستتوجه برفع دعوة ضد كل من عصام ‏الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهاني جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية، ومحيى سعد رئيس ‏قناة القاهرة الثالثة. ‏

وأشارت الإعلامية إلى أنها بالرغم من إنها مُنِعت من دخول مبنى الإذاعة والتليفزيون، لكنها استمرت ‏بالذهاب هناك لمدة يومين، وأن الأمر الذي أوقفها عن العمل هو أنها أبدت رأيها، مؤكدًا أنه حقها المهني ‏والإنساني‎.

‏«الحناوي تنتقد أخونة الدولة في عهد مرسي»‏
ولم تكن انتقادات الحناوي للأنظمة وليدة اللحظة، لكنها كانت حاضرة في عهد الرئيس المعزول محمد ‏مرسي، حيث بدأت انتقاداتها لأخونة الدولة، التي سعى المعزول إليها خلال عهده.‏

كما كانت أول إعلامية تتناول موضوع الإشراف القضائي، الخاص بالاستفتاء على الدستور، وفوجئت ‏خلال الحلقة، بمداخلة هاتفية من أحد أعضاء جماعة الإخوان، وهددها باتخاذ إجراءات ضدها، وعضو ‏آخر فاجأها بمداخلة، وصفها فيها بأنها من لاعقي أحذية مبارك، وتعتبر من فلول النظام.‏

وعقب ذلك، قامت سوزان حامد، رئيسة القناة بعمل مداخلة على الهواء مباشرة في الحلقة نفسها، واتهمت ‏الإعلامية بعدم الحياد، واعتذرت على الهواء لعضوي جماعة الإخوان، وعقب نهاية الحلقة أصدرت قرارًا ‏شفهيًا بإيقاف عزة عن تقديم برنامجها، وأمرت بمنع دخولها الأستوديو، لتتوقف عامًا كاملًا عن تقديم ‏البرنامج‎.‎

‏«صفوت الشريف غاضبًا من الحناوي»‏
وطالها الوقف أيضًا، خلال عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لمدة عام وثمانية أشهر؛ بعدما سيطرة ‏رجال الحزب الوطني على الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والإعلامية في مصر، وقدمت وقتها حلقة ‏عن منطقة يعاني أهلها من تدني الخدمات والبطالة والفقر.‏

فخرجت الحناوي لتطرح سؤالًا منطقيًا على السادة المسئولين في الحكومة وقتها، قائلة: «هل تقبلون أن ‏يعيش أبناؤكم في ذلك الجحيم؟».

السؤال الذي فجر أمواج الغضب في وجه الحناوي، فقامت الدنيا ولم تهدأ، وتم إنذارها بالتوقف عن تلك ‏الطريقة في تقديم البرامج، ووجهت لها الكثير من الانتقادات.‏

لكنها لم تهدأ، بل قدمت حلقة أخرى عن حفل تخرج لأوائل كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر، وأعلن وقتها ‏صفوت الشريف عن تعيينهم، وعندما وجهت له سؤالًا عن مصير باقي الدفعة، قائلة: "هل سينضمون إلى ‏طابور البطالة في مصر؟".‏

لكنها فوجئت بأمين عام الحزب الوطني، يأمر بإيقاف الحلقة، ولم تنته المعركة، ولكنه أمر بإيقافها عن ‏العمل، لمدة عام وثمانية أشهر، دون أن يتم التحقيق معها، أو توجيه اتهام مباشر لها، من قبل القائمين على ‏إدارة ماسبيرو.‏

‏«الحناوي: ثورة 25 يناير طوق نجاة»‏
ووقت ثورة 25 يناير، خرجت الإعلامية الجريئة، لتفتح النار على منبرها ماسبيرو متهمة إياه بأنه يعتبر ‏بوق إعلامي مزيف للأنظمة، ودافعت عن الثورة، وأنها طوق النجاة لها مما تعرضت له خلال مشوارها ‏الإعلامي، مطالبة بتطهير المبنى، وأعلنت أنها لن تلتزم بأوامر قيادات ماسبيرو بعد الثورة بألا يطلقوا ‏على مبارك كلمة مخلوع، وخرجت ترددها في كل حلقاتها.‏

«الحناوي: ثورة 30 يونيو انهارت فوق رؤوسنا»‏
عقب عام من حكم السيسي، خرجت الإعلامية لتعبر عن حزنها على ثورة 30 يونيو، وأكدن أنها انهارت ‏على رؤوس كل من يفكر أن يسير في اتجاه غير المقرر له، وأن الوضع لم يختلف بل ازداد سوءًا، وأن من ‏يدير مبنى ماسبيرو هم قيادات الحزب الوطني وقيادات الإخوان، وملفات الفساد لم تفتح بعد.‏