«عزة الحناوي».. صوت «ماسبيرو» الرافض لـ«التطبيل للأنظمة».. غردت خارج السرب في عهد «السيسي».. وهاجمت «أخونة الدولة» على يد «الجماعة».. وتحدت «صفوت الشريف»
صوت معارض، نشأ في أحضان ماسبيرو.. لا يعرف للمحاباة معنى، أو للتطبيل طريق، انتقاداته اللاذعة، وجرأته تعدت الحدود، قادته للتوقف عن العمل في بلاط مبنى الإذاعة والتلفزيون أكثر من مرة، ورغم ذلك تمسك بصراحته المعهودة، حتى عاد مجددًا، منتقدًا مهاجمًا، ليظل ذلك الصوت المعارض عاليًا.. ورغم القيود، لا يخفت أبدًا.
هو صوت الإعلامية عزة الحناوي، مقدمة برنامج «أخبار القاهرة».. التي خاضت معارك عديدة داخل مبنى ماسبيرو، انتهت بوقفها عن العمل داخله، فكان قول الحق نقمة عليها، إلا أنها لم تستسلم، ولم تهدأ نفسها الثائرة والمعارضة، فبمجرد عودة برنامجها من جديد، عادت لإثارتها للجدل ومعارضتها للنظام الحالي.
في أولى حلقات عودة برنامجها على القناة الثالثة الرسمية، خرجت الحناوي تنتقد خطابات الرئيس عبدالفتاح السيسي قائلة: «دي خطابات يا فندم شبه خطابات هتلر وإعلان ديكتاتورية في البلاد، سيادتك مبتشتغلش ومفيش ملف واحد حليته من يوم ما جيت».
ورغم أن التلفزيون المصري، عُرف على مدار سنوات كثيرة بموالاته للنظام الحاكم، إلا أن الحناوي طوال مشوارها الإعلامي غردت خارج السرب، في وقت لا يُوجد مسارات آمنة أو خبايا لمن يغرد خارج السرب.
«الحناوي تنتقد السيسي.. مش من حقك تقول ننزل».
في أكثر من حلقة لها قبل إيقاف برنامجها وعودته مجددًا، خرجت تهاجم الرئيس السيسي، رافضة دعوته لجموع الشعب بالنزول والمشاركة في الانتخابات البرلمانية، مؤكدة أنها حرية شخصية، والمواطن من حقه لا يشارك في أي انتخابات ولازالت كرامته مُهانة.
وقالت في هجومها: «مقام المواطن اللي انهار عقاره بسبب فساد المحليات، إنه ينام على الأرض في دار مناسبات ويتصرفله 600 جنيه، لو كان مكسيكي كانوا هيصرفوله كام؟، لكن المصري بيتهان بره وجوه، عشان كده مش هننزل».
وتابعت: «مش من حقنا إننا نقول تنزل أو متنزلش، مش من حقي ولا أي صحفي ولا أي إعلامي دي حريتكم الشخصية».
«الحناوي تطالب بمحاسبة السيسي»
عندما تعرضت محافظة الإسكندرية للسيول والغرق، طالبت الحناوي السيسي، بتطهير المحليات من الفساد، ومحاسبة المسئولين، من أول السيسي نفسه إلى أصغر محافظ أو وزير.
وقالت في حلقتها: «كله يتحاسب من أول سيادتك، فين خطتك.. فين رؤيتك، كل مسئول لازم ييجي وهو عارف هيعمل إيه، عشان لو معملش يتحاسب. ده اللي بيسرق جنيه بيتحبس، لو مفيش محاسبة حضرتك هتفضل تتكلم وتوعد ومفيش نتيجة الشعب هيلمسها».
«ماسبيرو يوقفها».. والحناوي ترد: قرار مُضحك
وعلى الفور، قام عصام الأمير، رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، بإصدار قرر إيقاف الحناوي، وأمر بتحويلها إلى التحقيق. وبقوتها المعهودة، خرجت الحناوي تعلق على الأمر، بأنها لم تخرج عن القواعد المهنية، وأن التهمة التي تواجهها مُضحكة.
وأكدت، خلال حوارها مع الإعلامي وائل الإبراشي، آنذاك، أنها ستتوجه برفع دعوة ضد كل من عصام الأمير رئيس اتحاد الإذاعة والتليفزيون، وهاني جعفر رئيس قطاع القنوات الإقليمية، ومحيى سعد رئيس قناة القاهرة الثالثة.
وأشارت الإعلامية إلى أنها بالرغم من إنها مُنِعت من دخول مبنى الإذاعة والتليفزيون، لكنها استمرت بالذهاب هناك لمدة يومين، وأن الأمر الذي أوقفها عن العمل هو أنها أبدت رأيها، مؤكدًا أنه حقها المهني والإنساني.
«الحناوي تنتقد أخونة الدولة في عهد مرسي»
ولم تكن انتقادات الحناوي للأنظمة وليدة اللحظة، لكنها كانت حاضرة في عهد الرئيس المعزول محمد مرسي، حيث بدأت انتقاداتها لأخونة الدولة، التي سعى المعزول إليها خلال عهده.
كما كانت أول إعلامية تتناول موضوع الإشراف القضائي، الخاص بالاستفتاء على الدستور، وفوجئت خلال الحلقة، بمداخلة هاتفية من أحد أعضاء جماعة الإخوان، وهددها باتخاذ إجراءات ضدها، وعضو آخر فاجأها بمداخلة، وصفها فيها بأنها من لاعقي أحذية مبارك، وتعتبر من فلول النظام.
وعقب ذلك، قامت سوزان حامد، رئيسة القناة بعمل مداخلة على الهواء مباشرة في الحلقة نفسها، واتهمت الإعلامية بعدم الحياد، واعتذرت على الهواء لعضوي جماعة الإخوان، وعقب نهاية الحلقة أصدرت قرارًا شفهيًا بإيقاف عزة عن تقديم برنامجها، وأمرت بمنع دخولها الأستوديو، لتتوقف عامًا كاملًا عن تقديم البرنامج.
«صفوت الشريف غاضبًا من الحناوي»
وطالها الوقف أيضًا، خلال عهد الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، لمدة عام وثمانية أشهر؛ بعدما سيطرة رجال الحزب الوطني على الحياة السياسية والثقافية والاقتصادية والإعلامية في مصر، وقدمت وقتها حلقة عن منطقة يعاني أهلها من تدني الخدمات والبطالة والفقر.
فخرجت الحناوي لتطرح سؤالًا منطقيًا على السادة المسئولين في الحكومة وقتها، قائلة: «هل تقبلون أن يعيش أبناؤكم في ذلك الجحيم؟».
السؤال الذي فجر أمواج الغضب في وجه الحناوي، فقامت الدنيا ولم تهدأ، وتم إنذارها بالتوقف عن تلك الطريقة في تقديم البرامج، ووجهت لها الكثير من الانتقادات.
لكنها لم تهدأ، بل قدمت حلقة أخرى عن حفل تخرج لأوائل كلية الإعلام بجامعة 6 أكتوبر، وأعلن وقتها صفوت الشريف عن تعيينهم، وعندما وجهت له سؤالًا عن مصير باقي الدفعة، قائلة: "هل سينضمون إلى طابور البطالة في مصر؟".
لكنها فوجئت بأمين عام الحزب الوطني، يأمر بإيقاف الحلقة، ولم تنته المعركة، ولكنه أمر بإيقافها عن العمل، لمدة عام وثمانية أشهر، دون أن يتم التحقيق معها، أو توجيه اتهام مباشر لها، من قبل القائمين على إدارة ماسبيرو.
«الحناوي: ثورة 25 يناير طوق نجاة»
ووقت ثورة 25 يناير، خرجت الإعلامية الجريئة، لتفتح النار على منبرها ماسبيرو متهمة إياه بأنه يعتبر بوق إعلامي مزيف للأنظمة، ودافعت عن الثورة، وأنها طوق النجاة لها مما تعرضت له خلال مشوارها الإعلامي، مطالبة بتطهير المبنى، وأعلنت أنها لن تلتزم بأوامر قيادات ماسبيرو بعد الثورة بألا يطلقوا على مبارك كلمة مخلوع، وخرجت ترددها في كل حلقاتها.
«الحناوي: ثورة 30 يونيو انهارت فوق رؤوسنا»
عقب عام من حكم السيسي، خرجت الإعلامية لتعبر عن حزنها على ثورة 30 يونيو، وأكدن أنها انهارت على رؤوس كل من يفكر أن يسير في اتجاه غير المقرر له، وأن الوضع لم يختلف بل ازداد سوءًا، وأن من يدير مبنى ماسبيرو هم قيادات الحزب الوطني وقيادات الإخوان، وملفات الفساد لم تفتح بعد.