رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

غموض بشأن إنهاء حرب غزة بعد اغتيال السنوار.. ونتنياهو يماطل لتحقيق أهدافه

السنوار
السنوار

أكد مسئولون أمريكيون، أن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس يحيى السنوار هو الإنجاز العسكري الأكثر أهمية الذي حققته قوات الاحتلال الإسرائيلي في الحرب التي تشنها على غزة منذ أكثر من عام، حيث أثار اغتياله الآمال لدى الولايات المتحدة في أن يؤدي ذلك إلى التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب، التي أودت بحياة أكثر من 42 ألف فلسطيني.

في غضون ساعات من استشهاد السنوار، الخميس، سارع الرئيس الأمريكي جو بايدن ومساعدوه إلى إطلاق دفعة أخيرة لخفض تصعيد العنف على نطاق واسع في الشرق الأوسط، بالدعوة لوقف إطلاق النار واتفاق المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، والتراجع عن الهجمات الإسرائيلية على حزب الله في لبنان، وبالتخلي عن الانتقام الكبير ضد إيران، وذلك وفق صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية.

وقال بايدن إنه قد حان الوقت لإنهاء هذه الحرب" معلنًا أنه اتصل برئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحثه على "المضي قدمًا" والتركيز على بناء مشهد سياسي جديد للمنطقة.

وأعلنت نائبة الرئيس كامالا هاريس، التي تخوض حملتها الانتخابية الرئاسية عن أنه قد حان الوقت لبدء اليوم التالي، وهي عبارة تشير وفق الإعلام الأمريكي، إلى أنه بعد ثلاثة أسابيع قضت فيها إسرائيل على زعماء حزب الله وحماس، فقد تحققت أهدافها لهزيمة خصومها.

لكن نتنياهو أرسل رسالة معاكسة وقال إن "هذه الحرب لم تنته".

كما تعهدت حماس بمواصلة المعركة، قائلة في بيان الجمعة إن استشهاد السنوار لن يزيد حماس إلا قوة وصمود وتصميمهم على الاستمرار في طريقهم، والوفاء بدمائهم وتضحياتهم.

وأكدت التقارير الأمريكية والغربية، أن نتنياهو مصرٌّ على عدم الأخذ بنصيحة الإدارة الأمريكية، أو اغتنام الفرصة لتحويل ما وصفوه بـ"الانتصارات العسكرية" إلى إنجاز سياسي دائم. 

وقال أحد كبار مساعدي بايدن في تصريح لصحيفة واشنطن بوست، إن قلق الإدارة الأمريكية هو أن اغتيال السنوار، وقبله زعيم حزب الله حسن نصرالله، يوحي لنتنياهو بأنه كان على حق في صرف الدعوات الأمريكية لخفض التصعيد على مدى الأشهر القليلة الماضية.

ومع ذلك، مع تدمير صفوف قيادة حماس وحزب الله، بدأ مسئولو الإدارة الأمريكية في الاتصال بحلفائهم في الشرق الأوسط لبناء الزخم من أجل نوع من تبادل الأسرى، حتى لو لم يكن هناك وقف إطلاق نار دائم، حيث أمضى وزير الخارجية أنتوني بلينكن جزءًا كبيرًا من يوم الخميس، بعد انتشار أنباء استشهاد السنوار في جميع أنحاء المنطقة، على الهاتف مع نظرائه في المملكة العربية السعودية وقطر. 

وفي ألمانيا، أصدر بلينكن بيانًا الجمعة مع وزيرة الخارجية، أنالينا بيربوك، أعلنا فيه عن أن السنوار "وقف في طريق وقف إطلاق النار في غزة" وأن "وفاته يمكن أن تخلق زخمًا لإنهاء الصراع". ولاحقًا أعلن عن أنه يخطط للتوجه إلى إسرائيل ودول أخرى بالمنطقة هذا الأسبوع، وهى رحلته الحادية عشرة إلى الشرق الأوسط منذ اندلاع حرب غزة.

وقال المسئولون إن إحدى الأفكار المتداولة على نطاق واسع هي الاتفاق ليس على وقف إطلاق النار ولكن على وقف القتال للسماح بالإفراج عن آخر 101 "محتجز"، على الرغم من أن وكالات الاستخبارات تعتقد أن ما يصل إلى ثلثهم قد ماتوا. 

وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال، في تقرير لها، أنه سيتم ربط الاتفاق بنوع من الضمانات بأن مقاتلي حماس الذين يحتجزون المحتجزين الناجين سيكونون قادرين على إطلاق سراحهم دون أن يستهدفهم الإسرائيليون.

 

تتضاءل الآمال في التوصل إلى حل دبلوماسي كما يرى الخبراء

فيما قالت "إذاعة أوروبا" الحرة في تقرير لها، إن فرص التوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء حرب غزة، أصبحت غامضة في ظل الرغبة الأمريكية التي وصفتها بـ"الضئيلة"، مرجعة ذلك، إلى أن العقبات الرئيسية أمام السلام لا يمكن تحريكها دون وجود حافز وإقناع، وأن الجهات الفاعلة الوحيدة القادرة على تغيير الوضع إما مترددة في التصرف أو في وضع يسمح لها بالاستفادة من التصعيد، في إشارة إلى الولايات المتحدة.

وقال تريتا بارسي، المؤسس المشارك لمعهد كوينسي للحكم المسئول ومقره واشنطن لإذاعة أوروبا الحرة: "هناك حلول دبلوماسية لهذه الأزمة، ولكن يتعين عليها أن تركز على إنهاء احتلال فلسطين، لأن هذا هو السبب الجذري للصراع".

وقال بارسي إن العقبة الرئيسية أمام مثل هذه النتيجة "هي رفض واشنطن الضغط بصدق على إسرائيل لإنهاء احتلالها"، مؤكدة أن الولايات المتحدة إذا غيرت "نهجها بشكل جذري، فإن هذه الحلول الدبلوماسية سوف تصبح قابلة للتطبيق سياسيًا".

فيما قال ثاناسيس كامبانيس، مدير مؤسسة سينشري فاونديشن البحثية ومقرها الولايات المتحدة، إن هناك في غزة "افتقارًا حقيقيًا إلى الحافز" سواء لحماس أو الحكومة الإسرائيلية للتوصل إلى وقف لإطلاق النار، لأن تمديد الصراع يساعد كل منهما على التمسك بالسلطة.

وقال كامبانيس إن العملية الدبلوماسية التي تنطوي على نفوذ أمريكي جاد "يمكن أن تنهي الصراع بسرعة وسهولة بالغة كما هو عليه الآن". لكنه أشار في نفس الوقت، إلى أن الدبلوماسية لا تستطيع حاليًا حل الأسباب الكامنة وراء الحرب.

وقال كامبانيس: "لا أعتقد أنه من المعقول أن نتوقع من الدبلوماسية أن تتوصل إلى حل طويل الأجل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني. ولا أتوقع أيضًا أن تتوصل الدبلوماسية بشكل عاجل إلى حل طويل الأجل للنزاعات الحدودية بين لبنان وإسرائيل".

وكان أحد أقرب نواب السنوار، خليل الحية، الذي يُعتبر خليفة محتملًا، بعد وفاة رئيسه، قد أعلن الجمعة، عن أن "المحتجزين لن يعودوا إلى ديارهم دون نهاية كاملة للحرب على شعبنا"، فضلًا عن "تحرير أسرانا الأبطال من سجون الاحتلال".