رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إحياءالموتى على دماء الشهداء


ظلت ومازالت القضية الفلسطينية هى قضية العرب المحورية فى الداخل والخارج ، وكانت ردود الأفعال العربية معبرة عن ذلك إلا القلة من صغار الدول التى تاجرت بالقضية، وحاولت الظهور على الساحة بدفع من تستضيفهم من قيادات حماس والإخوان الإرهابية لرفض المبادرة المصرية لوقف نزيف الدم الفلسطينى رغم تأييد الجميع لها واعتبارها هى الطريق الأوحد لوقف القتل والدمار بحق الشعب الفلسطينى، ولكن المؤامرة المفضوحة التى لعبت قطر وتركيا دور البطولة فيها أدت إلى مضاعفة أعداد الشهداء والجرحى والمصابين بحثاً عن دور للأقزام القيطرية، وأصحاب الفلسفات المشعلية الكاذبة التى لا تؤلو جهداً فى سبيل الكرسى والسلطة بزعم المقاومة الإسلامية بس من خارج ميدان المعركة ومن داخل الفنادق وموائد موزة، وعلى دماء الشهداء فى أرض المعركة ولإحياء أو رحمة للقتلى والدمار.

لقد تيقنت حماس وقيادتها بموت جماعة الإخوان فى مصر، وهذا يعنى نفس النهاية لحماس بعد عهود طويلة من الكذب والمتاجرة بالقضية الفلسطينية تحت مظلة الجهاد الإسلامى على خلاف الحقيقة، وبحثا عن المساعدات التى لم يستفد منها الشعب الفلسيطنى إلا بالفتات، والباقى للقيادت المجاهدة فى القصور والفنادق والمنتجعات.

عقب 11 سبتمبر 2001 بُنيت الإستراتيجية الأمريكية على نقل الحرب ضد الإرهاب إلى خارج أمريكا وإشعال المنطقة العربية بالصراعات السياسية والاقتتال الداخلى والتدخل فى شئون الدول العربية والإسلامية، وتفكيكها وما حدث ويحدث فى العراق وأفغانستان وليبيا وسوريا، والاستلاء على الموارد النفطية لتمويل الحرب على الإرهاب كشف الوجه القبيح للسياسة الأمريكية، وجهودها الرامية لنشر الإرهاب والفوضى فى بلادنا العربية، وتقسيمها والإستلاء على ثرواتها، وتنفيذاً لتلك الإستراتيجية إختارت إحدى الدول العربية التى كانت على موعد مع نهضة صناعية واقتصادية كبرى ، وباتت العراق تحتل وتتبوأ مركزاً مرموقاً فى المنطقة العربية والإقليمية ولهذا كانت هى بداية تنفيذ المخطط الذى وضعه «رونالد رامسفيلد» وزير الدفاع الامريكى آنذاك وإستكمل بباقى الدول العربية التى أُطلق عليها دول الربيع العربى . نجحت ثورة 30 يونيو فى اقتلاع جذور الإخوان من الحكم والقضاء على تنظيمهم الإرهابى، والحكم بحل حزب الحرية والعدالة، ولم يعد لهذه الجماعة أى وجود قانونى وهو ما يعنى الموت الذى لا رجعة فيه، وما يقوم به فلولها من عنف وفوضى أسبوعياً، والدعوات الهستيرية التى يتبناها تحالف دعم الشرعية للقيام بأعمال عنف وتخريب فى ذكرى رابعة كل ذلك درب من الجهل والضلال الذى يودى بصاحبة إلى الهلاك ، فكيف لدولة كبرى مثل أمريكا أن تستخدم هذه الجماعات الميته للانتقام من الذين استطاعوا القضاء على المخطط الأمريكى الخبيث ؟

لقد قضت ثورة يونيو على الحلم الأمريكى وأضاعت المليارات الأمريكية التى تم دفعها للجماعات الإرهابية، فهل من السهل أن تطمئن أمريكا للذين انحازوا لإرادة المصريين ، وتعترف بخطئها الفادح الذى جلب عليها العار السياسى والأخلاقى قبل الخسارة المادية الفادحة ؟ ولماذا الإصرار على نهج نفس السياسة البغيضة ؟ وإذا كان الأمر كذلك من يكبح جماحها ويحاسبها ؟ ومن يقف فى مواجهتها؟حتى الآن لم يستطع أحد القيام بذلك إلا الشعب المصرى وقيادته الوطنية بتوفيق ونصر من عند الله. وضح للجميع أن حماس هى أحد الأذرع الرئيسية للجماعة الإرهابية التى يجرى استخدامها وقت الحاجة، وحالياً الوقت مناسب لتلعب دور قائدة الجهاد الإسلامى فى المنطقة على أمل إحياء جماعة الإخوان الإرهابية التى تم إعدامها، بالادعاء الكاذب بالنصر المؤزر على إسرائيل الغاشمة غير عابثة بدماء الآلاف من الشهداء والجرحى والمصابين، وبالطبع هذا الاعتقاد لا يتفق مع المبادرة المصرية لحقن نزيف الدم الفلسطينى فالأهم عندهم السلطة والكرسى.

حمى الله أُمتنا العربية من كل شر وسوء وحفظ الإسلام والمسلمين إلى يوم الدين