رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ترامب يتعهد بإنهاء حروب الشرق الأوسط.. هل يتمكن من تحقيق السلام؟

ترامب
ترامب

بعد عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض للمرة الثانية، تظهر التساؤلات حول سياسته المستقبلية تجاه الشرق الأوسط، فوز ترامب المفاجئ في الانتخابات الأمريكية 2024، يراه البعض من خلاله أملًا في إنهاء الحروب والصراعات التي تعاني منها المنطقة، بالنسبة للجاليات العربية الأمريكية، يتصدر السؤال الأهم: هل يفي ترامب بوعده الذي قطعه في حملته الانتخابية بإنهاء حروب الشرق الأوسط، أم أن هذه الوعود ستظل مجرد شعارات انتخابية؟

عودة مُفاجئة وتحولات كبرى


فاز دونالد ترامب بالانتخابات الأمريكية 2024 بشكل مفاجئ، ما أعاد للرئيس السابق مكانته وسط تساؤلات حول سياساته تجاه الشرق الأوسط. 

 وعد ترامب خلال حملته الانتخابية الأخيرة بإنهاء الحروب الخارجية، وخاصة تلك المتعلقة بالشرق الأوسط، والتي طالما اعتبرها "حروبًا بلا نهاية" تستنزف قدرات الولايات المتحدة دون نتائج ملموسة. 


العرب الأمريكيون، وخاصة أولئك الذين يعانون من آثار الصراعات في بلدانهم الأصلية، يترقبون بحذر ما إذا كان هذا الوعد سينفذ أم سيبقى مجرد تكتيك لجذب الأصوات.


ويتوقع أن تكون منطقة الشرق الأوسط محور تركيز كبير في ولاية ترامب الثانية، إذ تعهد الرئيس المنتخب بإعادة تقييم جميع التزامات بلاده في الخارج. من بين أبرز الملفات التي تنتظر ترامب، الحرب في غزة ولبنان وسوريا واليمن، إضافة إلى الوضع في العراق والعلاقة المتوترة بين واشنطن وطهران، ترامب لطالما أبدى استياءه من الدور الأمريكي في هذه الحروب، وسبق له أن قلّص من الوجود العسكري الأمريكي في بعض مناطق الصراع، لكن الحلول النهائية لم تتحقق.


الانتقادات المحيطة بسياسات ترامب الخارجية تتزايد، خاصة في ظل موقفه السابق من الاتفاق النووي الإيراني وانسحابه منه. من المتوقع أن يتعامل ترامب بشكل أكثر تشددًا مع إيران، وقد يعود للضغط الاقتصادي والعسكري لإجبار طهران على الرضوخ لشروطه.

العرب الأمريكيون بين الأمل والشك


الجالية العربية الأمريكية تواجه تحديًا كبيرًا في فهم حقيقة نوايا ترامب تجاه الشرق الأوسط. فقد نجح ترامب في كسب تأييد شريحة منهم عبر وعوده بإنهاء الحروب التي أثرت بشكل مباشر على بلدانهم الأصلية، لكن تجربة حكمه الأولى تركت أثرًا مختلطًا.


البعض يعتقد أن الرئيس الجمهوري قد ينجح في تحقيق استقرار نسبي عبر إنهاء التدخلات العسكرية، بينما يخشى آخرون من أن تركيزه على "أمريكا أولًا" قد يعني تراجعًا في الاهتمام بحل الأزمات السياسية والإنسانية في المنطقة.


ملف الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الذي توسع ليشمل لبنان وسوريا والعراق، يبقى من أكثر القضايا تعقيدًا، فبينما أبدى ترامب انحيازًا واضحًا لإسرائيل عبر نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، إلا أنه لم يحقق تقدمًا يذكر في السلام، الجالية الفلسطينية والعربية الأمريكية تأمل أن تعيد إدارة ترامب الجديدة التفكير في سياساتها تجاه هذه القضية، خاصة مع زيادة العنف والتوترات.

ترقب دولي لموقف ترامب 


من جانبه، يقول د. طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، بجامعة القاهرة، إن وعود ترامب بإنهاء الحروب في الشرق الأوسط يجب أن يُنظر إليها بحذر. 


وأضاف فهمي في حديثه لـ"الدستور"، من الصعب إنهاء الحروب المعقدة التي تدور في الشرق الأوسط دون اتخاذ خطوات دبلوماسية عميقة وحلول سياسية مستدامة. 


وتابع أستاذ العلوم السياسية، ترامب يعتمد بشكل كبير على القوة الاقتصادية والعسكرية لتحقيق أهدافه، ولكن هذه المقاربات لا تحقق دائمًا السلام الدائم، مضيفًا، أعتقد أن وعده بإنهاء الحروب قد يكون أكثر واقعية إذا ركز على إعادة بناء الثقة مع الشركاء الإقليميين وتجنب المواجهات العسكرية المباشرة.