نجم ليفربول محمد صلاح الحكومة - هاتريك البيض التركى
وزير التموين الدكتور شريف فاروق.. اللاعب المحترف الهداف.. هو بحق محمد صلاح الحكومة، ومحرز أهدافها النبيلة، وهو المحترف فى نادى مول الغلابة - نادى ليفربول.
فى مباراة البيض الأخيرة أنهى المباراة فى الدقائق الأولى دون أى معاناة على طريقة السهل الممتنع. وقد أحرز للمستهلكين أربعة أهداف صحيحة- (سوبر هاتريك) دون اللجوء لتقنية الفار.
لم يفوّت الرجل فرصة للتفاوض مع منتجى البيض، ويبدو أنه توصل معهم إلى اتفاق بيض خالص بموجبه تمنح الحكومة ١٨٠ ألف بيضة بعد عملية حساب قاسية تخص كبار الفراخية المحتكرين، بواقع بيضة لكل ٦٠٠ مواطن تقريبًا.
الأهداف الأربعة كانت فى مقص الزاوية ٩٠، وهى الزاوية المحببة لنجمنا الكروى محمد صلاح. ويبدو أن منتجى البيض أساءوا الأدب مع الحكومة، وقد قررت الأخيرة أن تعلمهم الأدب وتعيد تربيتهم وفق قواعد جديدة، على طريقة التربية الفروجية التركية والدجاجة التركية المتربية على الغالى، أمان يا ليلى أمان يا ليلى.
بدأت المباراة حينما وصلت قرية البضائع صفقة البيض التركى بمواصفات أوروبية غير مسبوقة فى مصر- فتحت أعين كانت مغمضة، وتأكل دون رؤية ودون أى اعتراض. ومن نافلة القول وإقرار فرضيته، فإن البيض يُباع بالكيلو وليس بالبيضة، كما يحدث فى مصر، وهو ما نأمل فى حدوثه فى القريب العاجل.
نشترى البيض بالكيلو يا أهل البيض- على طريقة البيع فى تركيا والصين وأوروبا- نحن لا نأتى بجديد- فى أوروبا والدول المتقدمة البيع بالكيلو. فلا تخسروا الميزان للناس الغلابة يا مفترسين.
سألنى زميل صحفى من إحدى وكالات الأنباء: ماذا تعنى المواصفات الأوروبية؟ قلت: إن يصبح المواطن المصرى رأس برأس مع المواطن الأوروبى فى البيض فقط حتى إشعار آخر- من حيث كتابة تاريخ الإنتاج والصلاحية، وتطبيق قواعد الأمان الغذائى من حيث النظافة والتعقيم، والوزن المثالى، ولون الاصفرار القاتم الذى يعرفه جيلنا: بيض زمان. فضلًا عن رائحته وطريقة التعبئة وقيمته الغذائية العالية، والأهم من كل ذلك أنه بيض «أورجانيك» يخلو من متبقيات الأدوية البيطرية والأمصال، التى يتعاطاها المستهلك المصرى من خلال أنسجة لحوم الدواجن- كما الدواجن تمامًا، وكأننا نتلقى التطعيم تعاطفًا مع الدواجن.
كان الهدف الأول من الأهداف الأربعة «سوبر هاتريك» متمثلًا فى إجبار منتجى البيض على التخفيض من ٢٠٠ و١٨٠ جنيهًا للكرتونة إلى ١٧٠ جنيهًا. وحسب معلومات دقيقة، فإن تكلفة طبق البيض التركى أقل بكثير رغم أن وزنه يتجاوز نصف كيلو عن نظيره المصرى الذى تنتجه دجاجة ملتزمة، غير متربية «بالريجيم» القاسى. وما يدعو للعجب العجاب أن البيضة التركية تنتج فى تركيا وراء البحار وتحمل على طائرة بتكلفة نقل مرتفعة، وتصل إلى المستهلك المصرى بأقل من ١٥٠ جنيهًا، علمًا بأن كل المراحل حققت ربحًا معقولًا حتى وزارة التموين ربحت. ورغم كل ما أسلفت، فإن البيض التركى المميز بلغ سعره ١٥٠ جنيهًا، والمصرى تجاوز ٢٠٠ جنيه. ومعلوم من الدواجن بالضرورة أن تكلفة طبق البيض المعتبر زنة ٢ كيلو - ما قيمته ٥ كيلو علف حسب ما قال به رئيس اتحاد منتجى الدواجن، والعلف الآن سعره فى حدود ١٥ جنيهًا، وهو ما يعنى أن تكلفة طبق البيض المصرى ٧٥ جنيهًا، بالإضافة لهامش ربح وتعبئة وعمالة، فإن السعر العادل يقل عن ١٠٠ جنيه.
الهدف الثانى رسالة بالغة الدلالة لكل أطراف السوق وخاصة المحتكرين منهم- بأن الحكومة رفعت طاقية الإخفاء وقررت أن تخوض معركة بغير العصى الغليظة، ولكن بالأفكار النفيسة.
الهدف الثالث رسالة للمواطن بأن الحكومة لا تترك مواطنيها فريسة للفراخية ولا غيرهم.
الهدف الرابع تمثل فى إعمال آليات السوق الحر من حيث الإتاحة فى مواجهة التناحة.
انتصرت الحكومة، ممثلة فى وزارة التموين، على مجموعة من المنتجين لم يتلقوا أى تربية، كما دجاجاتهم عديمة التربية.
حينما يكون الاحتكار سيد الموقف، لا تسألنى عن الصناعة الوطنية، لأنها فى حال ضعف. ويقال إنها لقيت حتفها فى حادث ثورة قبل عدة سنوات، وصارت انتهازية احتكارية استفزازية، وطنية غير دسمة تخلو من المرق، وتسبب الأرق.
وحسب معلومات دقيقة، فإن تكلفة «كارت الرعب» الذى لعبت به الحكومة فى صفقة ٣٠ مليون بيضة تقل عن ٢ مليون دولار، وهو مبلغ يستهلكه مستورد صغير فى شارع عبدالعزيز ممن يستوردون إكسسوارات الهواتف، وربما يحصل عليهم مدرب كرة قدم أجنبى من الذين تعج بهم الفرق المصرية.
وبما أننا نتحدث عن البيض- أختم لك عزيزى بحكاية الكتكوت، الذى تبلغ تكلفته أقل من عشرة جنيهات ويباع الآن بأكثر من ٥٠ جنيهًا للكتكوت الواحد، وهو ما يعنى مكسبًا يتجاوز ٤٠٠٪. علمًا بأن مصر تنتج يوميًا ٤ ملايين كتكوت، مما يعنى تحقيق صافى أرباح يومى ١٦٠ مليون جنيه يحققها محتكرون يعدون على أصابع اليد- ما يستعصى على المافيا وتجار المخدرات.
هنا فى مصر، بلد العجائب، يستطيع منتجو «كتاكيتو بنى» جنى أرباح خرافية تفوق تجارة المخدرات دون أى مخاطرة.
نحن بلد يؤذن فيها الديوك- كوكو كوكو فى الفجرية ليوقظوا الغلابة الذين راحوا فى نوم عميق تأثرًا بأفعال المربين وديوكهم.