رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"هيكل بين الجريدة والكتاب" لـ وحيد عبد المجيد توثيق للتجربة وأثر لا يزول

هيكل بين الجريدة
هيكل بين الجريدة والكتاب

"هيكل بين الجريدة والكتاب"، للكاتب الصحفي الدكتور وحيد عبد المجيد، يأتي الكتاب ليركز على العلاقة الوثيقة التي جمعت هيكل بعالم السياسة، واقترابه من صناع القرار السياسي في مصر والعالم حتى اصبح من الكتاب الصحفيين المعدودين في العالم، الذين قدر لهم ان يصبحوا اصحاب مدارس صحفية.

غلاف كتاب هيكل بين الجريدة والكتاب
غلاف كتاب هيكل بين الجريدة والكتاب

يأتي كتاب "هيكل بين الجريدة والكتاب" ليُوثق مسيرة هيكل ويُحلل أفكاره وكتاباته ويعرض أبرز محطاته، يهدف الكتاب إلى رصد تطور هيكل المهني والشخصي، وإبراز أسلوبه المميز في التعامل مع القضايا الوطنية والقومية.

 ويشير عبد المجيد الى  توقف هيكل عن الكتابة في عمر الثمانين وبالتحديد في 23 سبتمبر 2003، ولكن انصرافه عن الكتابة  جاء بعد ان فعل أكثر مما فعله غيره. سيظل اهم ما فعله هو تشييد مدرسة كبرى ستبقى مدرسة هيكل مفتوحة لكل من يريد ان يتزود منها. 

و يؤكد عبد المجيد عبر مقدمته الى ان باب تأليف الكتب هو أحد أهم أبواب مدرسة هيكل التي يعترف بها كثير ممن يختلفون معه بل بعض خصومه ايضا وليس فقط تلاميذه.

تأصيل تجربة هيكل

ويقدم الكتاب تاصلا لتجربة هيكل في الكتابة بلغتين لقارئين مختلفين من خلال المقارنة بين النسختين العربية والانجليزية لكتابه  المفاوضاب السرية بين العرب وإسرائيل ".

ويقدم الكتاب عبر صفحاته قراءة لشهادات ورؤى لكتاب عرب  حول مدرسة هيكل في الكتابة، حيث لم تقتصر اصداء قراره في الانصراف عن الكتابة على مصر فجاءت ردود  فعل غير لا سابقة لها، تماما مثلما بمثل هو ظاهرة غير مسبوقة. وهذا مايؤكد على ان هيكل كان ومازال ظاهرة عبربية وليست فقط مصرية.

و توقف الكاتب والدكتور وحيد عبد المجيد عن عدد من كبار الكتاب العرب منهم  سمير عطا الله والذي خصص زاويته في "الشرق الأوسط " لهذا الموضوع لستة أيام متوالية تحت عنوان "رجاء قبل ان تنصرف "، والكاتب الصحفي غسان الإمام في "الشرق الأوسط " "هيكل: باشا الصحافة المصرية بلغ الثمانين " مع عنوان ثان"أخطأ هيكل في تجاهله انتقال مركز الثقل الاقتصادي والسياسي الى الخليج". ومقالات لخير الدين حسيب، فؤادمطر، أحمد الريعي، خالد البسام  وغيرهم.

وأكد عبد المجيد على ان تضمن كل من هذه المقالات نظرة نقدية لم يخل بعضها من قسوة حينا ومبالغة حينا آخر. ولكنها تميزت في مجملها بإدراك كتابها قدر هيكل ومكانته، فجاء النقد إلا قليلا منه موضوعيا بناء 

ويرى عبد المجيد ان هيكل كتب دائما من أجل مصر والأمة العربية وللقارئ العربي في كل مكان من بلاد العرب، صحيح أنه آمن بأن عبد الناصر هو الذي جسد حلم العرب والعروبة، وهذا حق له يتفق معه من يتفق.

وأشار عبد المجيد  إلى أن هكيل امن بسياسه عبد الناصر ودوره، لدرجة ان شاركه طموحه، بل يعرف كثيرون ان مشاركة هيكل تجاوزت ذلك الى القيان بدور يعتد به في صنع هذا الطموح منذ ان وضع الأفكار الأساسية  التي قام عليها  كتاب "فلسفة الثورة ".

ويفسر كتاب مدرسة هيكل  بين الجريدة والكتاب  اسباب ذيوع وانتشار هيكل  بالغرب، والذي يتاتي من فراغ، حيث كان امتلاك هيكل للحدييث والكتابة باكثر من لغة أحد ابرز إلى جانب مكانته من صحفي  قريب من الاحداث وصناع القرار السياسي في مصر والعالم العربي احد ابرز تلك الأسباب،  وهذا يعني ان تأثير هيكل  لم يكن مقتصرًا على المجال الصحفي أو السياسي فحسب، بل امتد ليشمل التأثير الثقافي والاجتماعي، حيث كان له دور بارز في تشكيل الوعي العربي والتعبير عن أحلامه وتحدياته. 

وأشار الكتاب الى مفارقة تبدو غريبة ومثيرة الى حد ما  وتدل في نفس الوقت على ما يمتلكه هيكل من اثارة الدهشة عبر كتاباته  وهي انه لا يترجم كتاباته الى العربية او العكس فهو يكتب الكتاب  نفسه مرتين إحدهما بالانجليزية والأخرى بالعربية، وهذا حدث على سبيل المثال مع كتابة الأكثر شهرة "خريف الغضب"، والذي جاء بطلب من احد كبار الناشرين البريطانين وهو اندرية دوتش، وكان  الكتاب يحاول الاجابة عن  سؤال ملح وبالغ الحساسية وهو كيف  اغتيل الرئيس الراحل انور السادات، واضطر هيكل الى تحليل  الجوانب السلبية  المتعلقة بسلوك السادات السايسي.