رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حصدها جائزة نوبل.. لماذا تُلقب"هان كانج" بروائية الصدامات؟

هان كانج
هان كانج

هان كانج، الكاتبة الكورية الحائزة على جائزة نوبل لعام 2024،  لقبت بكاتبة الصدامات، هذا المعني الذي يشغل أعمالها الإبداعية بدءا من الشعر ووصولا للرواية، “الدستور” تستعرض الأسباب التى جعلت منها روائية الصدمات التاريخية:

-ولدت هان كانج عام 1970 بمدينة غوانغجو الكورية الجنوبية، ورثت فن الكتابة عن والدها  " هان سونغ وون، الذي يعد  أحدالأسماء الروائية الشهيرة.

- في كتابها الموسوم ب" الكتاب الأبيض “ من ترجمة الدكتور محمد نجيب، الدى كتبته ”هان" أثناء إقامتها في وارسو، تجد  نفسها مطاردة بحكاية أختها الكبيرة التي ماتت بعد ساعتين فقط من ولادتها، تلجأ الرواية لاستكشاف الأشياء البيضاء؛ القماط الذي كان في الوقت نفسه تابوتًا لأختها، حليب الأم الذي لم تستطع أختها أن تشربه، الصفحة الفارغة التي حاولت أن تعيد كتابة القصة فيها وغيرها، ومن خلال لغة شاعرية ومكثّفة، تجوب الرّاوية الشوارع غير المألوفة لها والمكسوة بالثلج، حيث المباني التي سحقت من قبل في أثناء الحرب. تتداخل هوية تلك الشوارع وتتشابك وتجد الراوية نفسها تسأل: "هل يمكنني أن أمنح أختي هذه الحياة؟"

-هان كانج يصفها مترجم كتابها “ الكتاب الأبيض “ بأنها لا تقع في فخ السرد التاريخي المملّ، بل تحكي قصصًا شديدة الخصوصية ولكنها عالمية في إنسانيتها، تواصل ”كانغ” توجيه أسئلتها المميزة لأسلوبها في "النباتية والكتاب الأبيض" عن العنف البشري وعن ثقل الضمير وصعوبة أن تكون إنسانًا، وشقاء أن تكون ناجيًا.

في حوار مع الدكتور محمد نجيب  المنشور عبر منصة “تكوين” كان السؤال ال،ول والملح حول الصدمات التي تشغل أعمالها وجاء نص السؤال: "تاريخ كوريا في القرن العشرين زاخر بالصدمات، لماذا اخترتِ الكتابة عن انتفاضة غوانغجو بالتحديد؟ لتجيب هان كانج: ترك القرن العشرون جروحًا عميقة، ليس فقط في كوريا لكن في الجنس البشري بأكمله. لأنني مولودة سنة ١٩٧٠، فلم أعش الاحتلال الياباني لكوريا الذي دام من سنة ١٩١٠ إلى ١٩٤٥، ولا الحرب الكورية التي بدأت سنة ١٩٥٠ وانتهت بقرار وقف إطلاق النار سنة ١٩٥٣.

وتابعت هان: " بدأت أنشر الشعر والقصة عندما كنت في الثالثة والعشرين، كانت سنة قد مضت على وصول أول رئيس مدني وليس من الجيش إلى سدة الحكم منذ الانقلاب سنة ١٩٦١. بفضل ذلك، أنا كاتبة من جيل يشعر بأنه يمتلك الحرية ليستكشف الدواخل الإنسانية، من دون الإحساس بالذنب من أننا يجب أن نُضمن آراءً سياسية في أعمالنا الأدبية، لهذا ركزت كتابتي على النفس الإنسانية.

 وتستطرد: البشر لن يترددوا في التضحية بحياتهم لإنقاذ طفل سقط فوق قضبان القطار، لكنهم في الآن نفسه مرتكبو أفعال عنف شنيعة، كما حدث في الهولوكوست، فالمدى الواسع للبشرية الذي يتراوح من النبل إلى الوحشية، كان بالنسبة لي أشبه بواجب مدرسي عويص علي حله منذ كنت طفلة، يمكنك أن تقول إن كُتبي تنويعات على فكرة العنف البشري. الرغبة في معرفة السبب الجذري الذي يجعل كوني إنسانًا شيئًا مؤلمًا، دفعتني إلى البحث بداخلي حيث واجهت غوانغجو التي لم أعشها بشكل مباشر سنة ١٩٨٠.