رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

مصر تنطلق نحو المستقبل.. مطارات ذكية وصديقة للبيئة بخطة 2030

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

في عصر يشهد تطورًا هائلًا في مجال التكنولوجيا وتقنيات الاستدامة، تتجه المطارات حول العالم  نحو التحول إلى "مطارات ذكية وصديقة للبيئة"، وتعد مصر من الدول التي تولي اهتمامًا كبيرًا لتطوير قطاع الطيران بما يتماشى مع المعايير الدولية للحفاظ على البيئة وتعزيز الكفاءة التشغيلية وتخفيض الانبعاثات.

 

أكد الدكتور سامح الحفني وزير الطيران المدني، خلال تصريحات صحفية له، أن الدولة تسعى إلى تحويل مطاراتها لتصبح أكثر استدامة وصديقة للبيئة، وذلك ضمن خطة شاملة تهدف لمواكبة التطورات العالمية وتطبيق أحدث معايير الحفاظ على البيئة. 


وأشار إلى أن بعض الإجراءات تم اعتمادها بالفعل وتضمن دمج البعد البيئي في مشروعاتها الحديثة والمستقبلية كذلك عمليات التطوير الحالية، مع التركيز على استخدام الطاقة الشمسية، لتقليل الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية وخفض الانبعاثات الكربونية. 


وأضاف الوزير، يعتبر هذا التحول جزءًا من استراتيجية وزارة الطيران المدني التي تهدف إلى تحويل المطارات المصرية إلى مطارات خضراء في إطار خطة مصر 2030. بالإضافة إلى أن الشركة القابضة للمطارات نجحت في تمويل مشاريع تهدف إلى إدخال الطاقة الشمسية كأحد المصادر الأساسية لتوليد الكهرباء، بما يساهم في تقليل الأثر البيئي الناجم عن عمليات المطارات.


وأوضح الوزير، أن عمليات التطوير المرتقبة للمطارات ستعتمد على أولوية تلبية احتياجات التشغيل الفعلي، لمواكبة النمو في الحركة الجوية والسياحية المتوقعة. تشمل الخطة زيادة القدرة الاستيعابية لعدة مطارات رئيسية، مثل مطار القاهرة الدولي، ومطار الغردقة، ومطار العلمين، ومطار سفنكس، إلى جانب مطار شرم الشيخ الدولي. ويشمل التطوير دراسة إنشاء مبنى جديد للركاب بطاقة استيعابية تتراوح بين 25 إلى 30 مليون راكب سنويًا.

وأشار إلى أن الطاقة الاستيعابية لمطار القاهرة الدولي تصل إلى 28.25 مليون راكب سنويًا، وقد اقتربت الأعداد التي استقبلها المطار من هذا الحد خلال عام 2023. وبناءً على ذلك، بدأت الدراسات لإنشاء مبنى ركاب جديد يهدف إلى استيعاب الزيادة المتوقعة في الحركة الجوية، بما يتوافق مع رؤية الدولة المصرية لاستقبال 30 مليون سائح سنويًا بحلول عام 2028.

شرم الشيخ والغردقة.. وجهات سياحية ترفع شعار "الطيران الأخضر"


تشمل هذه الجهود عددًا من المطارات الهامة مثل مطار شرم الشيخ والغردقة، حيث يجرى تنفيذ مشاريع تسهم في الترويج للسياحة البيئية والحفاظ على البيئة البحرية. ويعتمد مطار شرم الشيخ على تقنيات متطورة لخفض الانبعاثات الكربونية، ما يساعد على تقديم تجربة بيئية متكاملة للسائحين وتعزيز السياحة المستدامة.

مطار الغردقة يستعد ليكون أول مطار ذكي أخضر في إفريقيا

أما بالنسبة لمطار الغردقة، فقد تم اختياره رسميًا ليكون ضمن قائمة المطارات الصديقة للبيئة، وأكد المهندس ياسر إبراهيم، رئيس قطاع المطابقة والسلامة بالشركة المصرية للمطارت، إلى أن هناك بعض المشروعات قيد الدراسة لتطوير بعض المطارات منها مطار الغردقة، بما يشمل بناء مبنى ركاب جديد يعتمد على تكنولوجيا المباني الذكية الخضراء، وهو ما يُعد سابقة على مستوى المطارات المصرية والإفريقية. ويهدف هذا المشروع إلى تحويل مطار الغردقة بالكامل إلى مطار صديق للبيئة، يستوعب ما يصل إلى 7 ملايين راكب سنويًا، وسيتم تجهيزه بأحدث التقنيات لتقليل استهلاك الطاقة والانبعاثات الضارة.


تُظهرهذه المبادرات التزام مصر بتطوير قطاع الطيران بما يتماشى مع متطلبات الاستدامة العالمية، ما يسهم في تحسين جودة الحياة والحد من التأثيرات المناخية. وإذ يواصل قطاع الطيران في مصر استثمار الجهود لتحويل مطاراته إلى مراكز صديقة للبيئة، فإنه بذلك يعزز من قدرته التنافسية ويقدم نموذجًا يحتذى به على المستوى الإقليمي والدولي.


المطارات الذكية في مصر: خطوة نحو المستقبل  "الاستدامة البيئية"


على الجانب الآخر تحرص مصر على مواكبة التطورات العالمية من خلال تطوير مطاراتها الرئيسية لتصبح أكثر ذكاءً واستدامة. لذلك تم تحديث مطار القاهرة الدولي ليشمل نظام إدارة رقميًا ذكيًا يُسهِّل على المسافرين عمليات التسجيل، الصعود، وإنهاء إجراءات الجوازات عبر حلول رقمية تعتمد على الذكاء الاصطناعي. تم توفير تطبيقات وخدمات ذكية مثل الأنظمة الآلية لتحديد الأمتعة وتوجيه المسافرين، إلى جانب شاشات إلكترونية لعرض المعلومات الحية حول حالة الرحلات.

مطار برج العرب الجديد يعتمد على تقنيات الطاقة الشمسية بنسبة كبيرة لتغطية جزء من احتياجاته من الطاقة.
تطبيق أنظمة الإضاءة الذكية الموفرة للطاقة، وأنظمة التهوية والتكييف ذات الكفاءة العالية في استهلاك الطاقة، للحد من استهلاك الكهرباء وتحقيق فوائد بيئية واقتصادية.


إدارة المياه والنفايات: يتم تنفيذ برامج لإعادة تدوير المياه المستخدمة لأغراض مثل الري والشطف، وتقليل استخدام المياه عبر أجهزة حديثة موفرة.


تسعى المطارات إلى تقليل النفايات الصلبة عبر فصل النفايات وإعادة تدوير المواد القابلة للاستخدام مرة أخرى وتطمح مصر إلى تعزيز كفاءة هذه المطارات، وتقديم خدمات متميزة للمسافرين مع مراعاة البصمة البيئية. 


مطار القاهرة الدولي على سبيل المثال، شهد تحديثات شاملة في بنيته التحتية الرقمية، حيث تم تطبيق أنظمة رقمية متطورة تُسهل إجراءات السفر.. هذه الأنظمة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتسهيل عمليات التسجيل وتوجيه المسافرين، بالإضافة إلى شاشات رقمية تُطلع المسافرين على حالة الرحلات بشكل فوري.

 

يعد مطار برج العرب الجديد مثالًا بارزًا.. يعتمد المطار بشكل جزئي على الطاقة الشمسية لتلبية احتياجاته من الكهرباء، كما يتبنى أنظمة إضاءة ذكية موفرة للطاقة وأجهزة تهوية وتكييف ذات كفاءة عالية، ما يسهم في تقليل استهلاك الكهرباء والتكاليف التشغيلية. وفيما يخص إدارة المياه، تطبق المطارات المصرية برامج لإعادة تدوير المياه المستخدمة، مع التركيز على تقنيات لتقليل استخدام المياه في جميع مرافق المطارات. وتساهم هذه الممارسات في تحقيق وفورات اقتصادية وتحسين الأثر البيئي.

تجارب دولية بارزة في المطارات الذكية والصديقة للبيئة

على الصعيد الدولي، تتبنى العديد من المطارات حول العالم تقنيات متقدمة تجعلها نموذجًا يحتذى به في الذكاء والاستدامة البيئية. مطار شانغي في سنغافورة مثلًا، يعتمد على الروبوتات في تقديم الخدمات اللوجستية وتعقب الأمتعة، كما يُعاد تدوير حوالي 30% من المياه المستهلكة. أما مطار سان فرانسيسكو، فقد وضع أهدافًا طموحة لتقليل انبعاثات الكربون بنسبة 50% بحلول عام 2030، مستخدمًا أنظمة تعمل بالطاقة الشمسية. ويُعد مطار أوسلو في النرويج من أوائل المطارات الحاصلة على شهادة مطار محايد للكربون، حيث يعتمد على تدفئة وتبريد يعملان بالطاقة الجوفية ويستخدم محطات شحن كهربائية.

 

وتسعى مصر إلى الاستفادة من هذه التجارب الدولية الرائدة لتطوير مطاراتها، وهو ما يدعم أهداف التنمية المستدامة ويعزز موقعها كمركز إقليمي للطيران. وبفضل هذه الجهود، تسير مصر على الطريق الصحيح نحو تحقيق مستقبل مشرق في قطاع الطيران مع المحافظة على البيئة وتقديم خدمات متطورة للمسافرين.