رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

محاولة اغتيال نتنياهو.. رسائل إيران ومبرر لإسرائيل

نتنياهو
نتنياهو

أٌطلقت طائرة مسيرة تابعة لحزب الله، أمس السبت، على مقر إقامة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا، وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي إن نتنياهو وزوجته لم يتواجدا في المنزل، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات نتيجة الحادث، ولكن في الوقت نفسه لم تنطلق صفارات الإنذار في المدينة الشمالية قبل اصطدام الطائرة بدون طيار وانفجارها. وهو ما طرح العديد من التساؤلات حول رمزية الهجوم.. وكيفية استغلال إسرائيل له.

مبرر لـ"إسرائيل"

علق "نتنياهو" مساء أمس السبت: "أقول للإيرانيين وشركائهم في محور الشر: كل من يمس مواطني دولة إسرائيل سيدفع ثمنا باهظا، العملاء الإيرانيون الذين حاولوا اغتيالي وزوجتي اليوم ارتكبوا خطأ مريرًا"، وأضاف أن "هذا لن يثنيني أو يثني دولة إسرائيل عن مواصلة حرب النهضة ضد أعدائنا لضمان أمننا لأجيال".

من جهتها، نفت وزارة الخارجية الإيرانية تورط بلادها في إطلاق الطائرة المسيرة، وأوضحت السفارة الإيرانية في الأمم المتحدة مسئولية حزب الله عنها.

فيما علق مصدر دبلوماسي إسرائيلي لصحيفة جيروزاليم بوست، أن إسرائيل تخطط للرد على محاولة اغتيال نتنياهو على يد حزب الله، وأضاف المصدر أن "حزب الله وكيل لإيران، وبالتالي فإن إيران مسئولة أيضا عن هذه الحادثة"، مشيرا إلى أنه "سيكون هناك رد إسرائيلي على محاولة الاغتيال".

وكانت تستعد إسرائيل بالفعل للرد على الجمهورية الإسلامية بسبب هجومها الصاروخي الباليستي بـ 180 صاروخا على إسرائيل في بداية شهر أكتوبرالجاري والذي اعتبرته أنه رد على اغتيال اسماعيل هنية في طهران.

محاولة اغتيال نتنياهو على يد مسيرة من حزب الله، وإصرار نتنياهو أن يتهم إيران بمحاوله اغتياله يمكن فهمها على أنها لعبة جديدة من نتنياهو لتبرير الهجوم المرتقب على إيران، خاصة مع الضغوط الأمريكية بعدم مهاجمة إيران بعد اغتيال زعيم حركة حماس يحيي السنوار، ولكن اليوم لدى نتنياهو سبب جديد لمهاجمة إيران.

رسائل إيران

فهل حقًا حزب الله أو إيران سعيا حقًا إلى استهداف نتنياهو بشكل مباشر؟

من المؤكد أن إيران أو حزب الله لم يريدا استهداف أو اغتيال نتنياهو، فمن الناحية الاستراتيجية فإن الهجوم سيكون مستحيلًا بحسب قدرات المُسيرات ودقة توجيهها ومدى وجود معلومات لديهم عن تواجد نتنياهو في المنزل، ومن الناحية السياسية فإن إيران لن تجرؤ على عملية مثل تلك. ولكن يمكن تفسير محاولة استهداف منزل نتنياهو في قيساريا كإشارة رمزية على قدرة إيران على ضرب منزل بالقرب من منزل رئيس الوزراء والهدف هو إرسال رسالة أن "إيران قادرة على الوصول إلى كل مكان".

أما حول تحليل الهجوم من الناحية الاستراتيجية، وسبب عدم إصدار صافرات إنذار قبل الهجوم، أوضح المحلل العسكري روي بن يشاي في صحيفة يديعوت أحرونوت أن صعوبة اعتراض الطائرات بدون طيار من حزب لله وإيران تكمن في دمجها مع وابل صواريخ قوية قصيرة المدى، والهدف هو إرباك وتضليل أنظمة الكشف والاعتراض الإسرائيلية، خاصة القبة الحديدية، وكذلك التسبب في العديد من الهجمات، حيث تتساقط شظايا الاعتراض في مناطق أخرى مسببة بعض الخسائر، حتى لو لم تنفجر فيها الصواريخ مباشرة.

وأضاف أنه عندما يتعلق الأمر بالطائرات بدون طيار، يعتمد الاعتراض إلى حد كبير على الطائرات والمروحيات ووسائل أخرى، في حين يتم اعتراض الصواريخ عن طريق وسائل الكشف والسيطرة على النيران (الرادار) للقبة الحديدية، فيما يركز حزب الله على إطلاق الكثير الصواريخ باتجاه منطقة مستهدفة محدودة نسبيًا، في حين يطلق الطائرات بدون طيار في كل الاتجاهات من أجل الاشتباك وتشتيت انتباه وسائل الاعتراض.