رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حكايات تحكيها شوارع المولد

بائع الربابة.. فرحة مولد شيخ العرب في كل نغمة

بائع الربابة
بائع الربابة

اختتم مولد السيد البدوي فعالياته أمس الجمعة، تاركًا خلفه ذكريات وقصصًا ستظل تتردد حتى العام المقبل، وربما لأعوام قادمة.

ومن بين تلك الحكايات، رصدت "الدستور" تجارب بعض الباعة الجائلين الذين جاءوا من أماكن بعيدة لبيع منتجاتهم في محيط المولد، ورغم أنهم يزورون العديد من الموالد، يحظى مولد السيد البدوي بمكانة خاصة في قلوبهم.

محمود رزق: رحلة البحث عن الرزق

في قلب هذه الفعالية، يبرز محمود رزق، شاب في العقد الثالث من عمره، جاء من محافظة المنيا، يحمل معه عدة أدوات وبضائع لتصنيع آلة الربابة الموسيقية، التي تثير شغف الأطفال والكبار على حد سواء، يقف "محمود" في الزحام ليعزف مقطوعة "الضوء الشارد"، التي تُعتبر من أشهر المقطوعات التي تعزف على الربابة في العصر الحديث، ويشير "محمود" إلى أن الإقبال على شراء الربابة هذا العام كان أعلى من المتوسط، مما يضاعف من سعادته بزيادة رزقه

تعليم العزف: من البائع إلى المعلم

يؤكد "محمود" أنه لا يكتفي ببيع الربابة فقط، بل يقوم أيضًا بتعليم من يشترونها كيفية العزف عليها، ويشير إلى أن بعضهم يعود إليه للحصول على دروس إضافية بعد الشراء، هذه العلاقة بين البائع والمشتري تعكس روح التعاون والمحبة التي تسود بين الزوار في هذه الفعالية، مؤكدًا أنه يعشق صوت الآلة الموسيقية الصعيدية الاصيلة ويتنافس مع اقارنه في تعليم الناس كما يتنافس في العزف.

إرث عائلي من العمل المتواصل

ويفتخر "محمود" بأنه ينتمي لعائلة تعمل في مهنة تصنيع الربابة منذ أجيال، يرافقه إخوته في رحلاتهم من محافظة إلى أخرى بحثًا عن الرزق، ويستطيع "محمود" تصنيع الربابة في دقائق معدودة، حيث يبدأ يومه بجمع المواد الخام من الخشب الملون والأسلاك، في كل صباح، يقوم بتجميع حوالي 50 ربابة ليخرج بها إلى المولد، وموعد عودته إلى محل سكنه في طنطا هو بعد انتهاء بيع الـ50 قطعة ليقوم بتجميع غيرهم.

الأيام الختامية: استنفار للجهود وزيادة مجهود

أما في الخميس والجمعة، وهما اليومان الختاميان للمولد، فإن "محمود" يضاعف جهوده، حيث يقوم بتجميع كل ما لديه من أدوات ويخرج بها إلى المولد، ويؤكد أنه لا يعود إلي مسقط رأسه بالمنيا إلا بعد أن ينهي كل ما يحمل من بضائع، ليحصل على خامات جديدة عقب راحة عدة أيام ويواصل عمله في البيع من جديد، مما يعكس شغفه وإخلاصه في عمله.

مولد السيد البدوي كما يجذب الزوار من شتى أنحاء الجمهورية، يظل رمزًا للفرح والتواصل بين الناس، ويعكس إرادة الباعة الجائلين وطالبي الرزق الحلال في مواجهة التحديات والسعي نحو الرزق، وتبقى قصصهم حية في ذاكرة المولد، لتروي لنا حكايات الأمل والإصرار.