رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

وزير الصحة السودانى: مصر قدمت لنا دعمًا كبيرًا ووفرت كل التسهيلات للمرضى منذ بداية الحرب

الدكتور هيثم محمد
الدكتور هيثم محمد إبراهيم

انخفاض عدد حالات «الكوليرا» بشكل ملحوظ بعد وصولها إلى 20 ألف حالة

القاهرة أصبحت الوجهة الأولى لعلاج السودانيين خاصة الحالات النادرة

 

أكد وزير الصحة السودانى، هيثم محمد إبراهيم، تقديم مصر دعمًا كبيرًا للقطاع الصحى فى بلاده، منذ بدء الحرب بين القوات المسلحة السودانية وميليشيا «الدعم السريع»، بعد تعرض القطاع إلى «خراب كبير جدًا» على يد الميليشيا.

وأوضح «إبراهيم»، فى حواره التالى مع «الدستور»، أن من مشاهد هذا الخراب إقدام ميليشيا «الدعم السريع» على تدمير أكثر من ٢٠ مصنعًا و١٥٠ مخزنًا للأدوية، إلى جانب معدات وأجهزة وأدوات طبية، بقيمة ٦٠٠ مليون دولار.

وأفاد بأن عدد المستشفيات العاملة فى السودان حاليًا وصل إلى ٤٠٠ مستشفى، مشيرًا فى الوقت ذاته إلى انخفاض حالات الإصابة بـ«الكوليرا» فى مختلف الولايات السودانية، بعد وصولها إلى ٢٠ ألف حالة.

■ بداية.. إلى أين وصلت حالة القطاع الصحى فى السودان؟

- القطاع الصحى فى السودان تعرض إلى «خراب كبير جدًا» على يد ميليشيا «الدعم السريع»، خاصة على مستوى المستشفيات والدواء، بسبب النهب وتدمير المصانع، حتى إن الميليشيا أقدمت على تدمير أكثر من ٢٠ مصنعًا، إلى جانب أدوات ومُعدات وأجهزة طبية، بما تتجاوز قيمته ٦٠٠ مليون دولار، إلى جانب سرقة أكثر من ١٥٠ مخزن مستلزمات طبية.

■ كيف تعمل المستشفيات والمرافق الصحية فى ظل انهيار الوضع الصحى بهذه الصورة؟

- عدد المستشفيات التى تعمل فى السودان حاليًا ٤٠٠ مستشفى، وجميعها يعمل تحت إشراف وزارة الصحة الاتحادية، مع السعى المتواصل لتوصيل الأدوية والمستلزمات الطبية إلى المرضى الذين يعيشون ظروفًا صعبة، خاصة فى إقليم دارفور، بسبب انتشار الأوبئة.

■ ما أبرز جهود القطاع الصحى لمنع انتشار الأمراض والأوبئة؟

- عدد كبير من الأوبئة منتشر فى السودان، منها المعلوم وغير المعلوم، مثل: «حمى الضنك» و«الملاريا» و«الكوليرا». لكن إدخال التطعيمات اللازمة التى جاءت كمنحة من «اليونيسف» ساعد فى انخفاض معدلات «الكوليرا»، بعد أن كانت قد وصلت إلى أكثر من ٢٠ ألف حالة، فى مختلف الولايات السودانية، بالتزامن مع استخدام سبل علاجية جديدة مع «الملاريا» و«حمى الضنك»، ومكافحة العديد من الأمراض الأخرى، بعد تدخلات منظمة الصحة العالمية.

■ هل يتلقى السودان دعمًا دوليًا فى المجال الصحى؟

- نتلقى دعمًا دوليًا عبر شركاء، وتوفر اللقاحات منظمتا الصحة العالمية و«اليونيسف»، وغيرهما من الشركاء والمنظمات الدولية والإقليمية، التى تقدم جميعًا المساعدات الإنسانية والإمدادات. لكن المساعدات المقدمة تعتبر ضئيلة، مقارنة بالحرب الكبيرة التى يعيشها المواطن السودانى، والذى هو بحاجة إلى دعم صحى متواصل.

كما أسهمت الحكومة السودانية فى توفير الأدوية الأساسية لأمراض الكلى والسرطان، والأدوية المنقذة للحياة، إلى جانب وجود دعم من الدول الشقيقة والصديقة، والتى ترسل إمدادات مستمرة، مثل مصر والسعودية وقطر والكويت وإندونيسيا، فجميعها ساهم معنا خلال الفترة الماضية.

■ ما أبرز أوجه التعاون بين مصر والسودان لدعم القطاع الصحى؟

- مصر قدمت دعمًا كبيرًا للقطاع الصحى فى السودان. وصلتنا مساعدات طبية كبيرة، إلى جانب دعم تسهيل السفر للعلاج فى القاهرة التى أصبحت الوجهة الأولى لعلاج السودانيين، خاصة الحالات النادرة.

أيضًا السفير المصرى فى السودان يوفر كل التسهيلات للمرضى، مع وجود بروتوكول لاستيراد الأدوية، والذى شهد تحسنًا كبيرًا جدًا خلال الفترة الأخيرة، على ضوء اعتماد أكثر من ٥٠ مصنعًا، يتم حاليًا استيراد الأدوية منها إلى السودان.

■ كيف يحصل النازحون فى المخيمات على الخدمات الصحية؟

- يعيش النازحون بالمخيمات فى معاناة شديدة، ويتم الاعتماد فى تقديم الخدمات الصحية لهم على الولايات والمحليات، بالإضافة إلى المنظمات الدولية، خاصة مع امتلاك تلك المنظمات عيادات متنقلة، لذا يمكن القول إن المخيمات أصبحت فى وضع أفضل كثيرًا من مراحل سابقة.

■ وماذا عن جهودكم لتقديم الدعم الصحى للأطفال والنساء، خاصة الحوامل؟

- هؤلاء ضمن أولويات وزارة الصحة، وخطة دعمهم ترتكز على محاور أساسية، مع استمرار تقديم الخدمات للجميع. وبالفعل حققنا نجاحات كبيرة، رغم ظروف الحرب، خاصة فى برامج التغذية للأطفال، ووصول التحصينات اللازمة إلى معظم الولايات والمحليات، مع تحسين الحالة الصحية للأمهات، خاصة النساء اللاتى تعرضن للاغتصاب، بجانب فتح مراكز علاجية بالتنسيق مع الأمم المتحدة، وتقديم الأدوية الأساسية المنقذة للحياة.

■ لماذا تصر ميليشيا «الدعم السريع» على استهداف المستشفيات بشكل خاص؟

- منذ اليوم الأول للحرب، استهدفت ميليشيا «الدعم السريع» مستشفى الخرطوم، إلى جانب مستشفيات وسط الخرطوم، فضلًا عن المستشفيات الخاصة، ثم انتقلت إلى مستشفيات شرق أم درمان والفاشر، وحتى مراكز الكلى، عن طريق قصف كل هذا المستشفيات أكثر من مرة، ورغم ذلك، لا تزال الكوادر الطبية تعمل دون توقف.