رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

لبنانيون: الاحتلال يخفى خسائر «ضربة حيفا».. وتوقعات بتصعيد أكبر

ضربة حيفا
ضربة حيفا

 

أكد عدد من الخبراء والسياسيين اللبنانيين أن إسرائيل أخفت خسائرها من ضربة «حزب الله»، الأحد، التى تضمنت قصف مجمع للصناعات العسكرية الإسرائيلية فى شمال مدينة حيفا، بعشرات الصواريخ، ردًا على تفجيرات أجهزة الـ«بيجر» واللاسلكى الأسبوع الماضى.

وأوضح الخبراء أن الأوضاع تتجه نحو مزيد من التصعيد بين «حزب الله» ودولة الاحتلال الإسرائيلى بعد هجوم حيفا، خاصة فى ظل تحذيرات نعيم قاسم، نائب الأمين العام للحزب، بأنهم بدأوا مرحلة الحرب المفتوحة ضد إسرائيل، وأنهم لن يحددوا المكان والزمان للرد.

وقال المحلل السياسى اللبنانى يوسف هزيمة إن نتائج الضربة التى استهدفت حيفا أحدثت خسائر قوية، رغم تكتم حكومة الاحتلال على نتائجها، وذلك بعد أيام من استهداف أجهزة اتصالات لدى «حزب الله» ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة آلاف اللبنانيين.

وأضاف: «منذ نشأته يخفى الاحتلال الإسرائيلى حقيقة الأضرار التى يتعرض لها، عبر منع الرصد والتصوير، وهذا ما حدث فى ضربة حيفا، إذ أخفت إسرائيل الخسائر ومنعت التصوير، وأقامت طوقًا أمنيًا؛ لكى تعتم على الخسائر، لكن نتائج الضربة سوف تنكشف على مدار الأيام المقبلة، علمًا بأن الإعلام الإسرائيلى تحدث عن إصابة عدة أشخاص، بالإضافة إلى الأضرار فى المبانى السكانية».

وواصل: «ضربة حيفا تركت آثارًا معنوية ونفسية على المستوطنين منذ اللحظات الأولى لسقوط صواريخ المقاومة اللبنانية، بعد أن هرع ما لا يقل عن ٥٠٠ ألف إسرائيلى إلى الملاجئ، فى تذكير بالضربات التى اختبرتها الدولة الصهيونية منذ ١٨ عامًا». 

وتابع: «هذا الأثر النفسى الكبير، بالإضافة إلى الأثر الاقتصادى والاجتماعى لا يمكن إغفاله، لأن الضربات تدفع كثيرًا من الأشخاص إلى التفكير فى ترك الكيان الصهيونى، وهو أمر له تأثيره الكبير، خاصة أن دولة الاحتلال قائمة بالأساس على دعم الهجرة إليها، واستقطاب أكبر عدد من يهود العالم، لكن ما يحدث اليوم هو هجرة عكسية، تدلل عليها التقارير التى تتحدث عن شراء كثير من الإسرائيليين منازل فى قبرص واليونان وغيرهما من الدول».

وأشار السياسى اللبنانى إلى أن الأثر الاقتصادى لـ«ضربة حيفا» وما يماثلها يكون قويًا للغاية، إذ إن كثيرًا من المؤسسات الاقتصادية بدأ فى الإغلاق، هذا فضلًا عن تأثيرها على القطاع التربوى، وأيضًا القطاع الصناعى، الذى أصيبت بعض منشآته فى حيفا، التى تعد العاصمة الاقتصادية لدولة الاحتلال بصواريخ المقاومة.

وقال: «الضربة كشفت عن أن عناصر حزب الله فى لبنان استجمعوا قواهم بعد استهداف أجهزة اتصالاته، مع تقييم الخسائر، وإعادة تقييم المهام، وهذا أمر طبيعى فى ظل الخبرات المتراكمة لديه منذ أكثر من ٤ عقود، الأمر الذى يعنى أن إسرائيل لم تحقق أيًا من أهدافها من العمليات الأخيرة، أو حتى من اغتيال عدد من قيادات وعناصر التنظيم».

وأكمل: «إسرائيل ادعت أنها قصفت العديد من منصات الصواريخ التابعة لـ«حزب الله»، لكنها فوجئت بهجوم حيفا، رغم كل ما فعله رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو وحكومته، والضربات التى استمرت على مدار ٣ أيام فى الأسبوع الماضى، ومنها عملية تفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية، وقصف الضاحية الجنوبية لبيروت، واغتيال العديد من القيادات فى المقاومة، بالإضافة إلى المدنيين، وهو ما يعنى أن أهدافها من كل ذلك لم تتحقق».

بدوره، أكد المحلل السياسى اللبنانى زكريا حمودان أن الضربة التى وجهها «حزب الله» إلى المدينة كان لها عدة أهداف عسكرية واقتصادية وأمنية، خاصة أنها جاءت فى أعقاب استهداف إسرائيل لأجهزة الاتصالات، ما أسفر عن مقتل العشرات وإصابة الآلاف، بخلاف اغتيال قيادات بارزة فى «حزب الله»، آخرهم القيادى إبراهيم عقيل.

وقال: «الكيان الصهيونى يستخدم التعتيم الإعلامى الكبير على خسائره فى ضربة حيفا، التى وقعت أمس الأول الأحد، ومع هذا، بدأ يتضح حجم الخسائر، وهناك تسريبات توضح أن الضربة كانت مؤلمة».

وأضاف: «هناك أهداف متنوعة لضربة «حزب الله» فى حيفا، سواء عسكرية أو اقتصادية أو استراتيجية، فقد تم استهداف مصنع للأسلحة وأحد المطارات، مع الإعلان عن أن هذه ضربة أولية، الأمر الذى يعنى أن هناك ضربات أخرى فى الفترة المقبلة، وأن الضربات قد تتكرر بشكل قد يجبر العدو على أن يخفف من عملياته، ما يسمح باستعادة معادلة الردع».

وواصل: «علينا أن نعلم أن السلاح المستخدم فى الهجوم ضد حيفا ليس بالسلاح الاستراتيجى، وأن هناك أسلحة أخرى أكثر تطورًا منه لدى «حزب الله»، لكن لن يتم الكشف عنها حاليًا، والعمل على استخدامها مستقبلًا، وفقًا للتطورات الميدانية».