رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الكنيسة اللاتينية تحتفل بذكرى القدّيس فرنسيس الأسيزيّ

الكنيسة اللاتينية
الكنيسة اللاتينية

تحتفل الكنيسة اللاتينية بذكرى القدّيس فرنسيس الأسيزيّ، الذي ولد في مدينة اسيزي في ايطاليا عام 1182. كانت فترة شبابه عاصفة لاهية. ثم تاب الى الله وتنازل عن أموال والده ولزم حياة الصلاة والفقر في سبيل الله. وأخذ يعظ في كل مكان بالانجيل. أسس رهبنة ووضع لها قوانين نالت موافقة الكرسي الرسولي. وأسس أيضاً رهبنة نسائية، ورهبنة ثالثة يعيش أعضاؤها في العالم ملتزمين الصلاة وروح الرهبنة الفرنسيسية. توفي عام 1226. أعلنه البابا بيوس الثاني عشر شفيعاً لإيطاليا في عام 1939.

وبهذه المناسبة ألقت الكنيسة عظة احتفالية قالت خلالها: إنّ عصرنا هو – في الوقت ذاته – مأسويّ وفتّان. في حين يبدو، من جهة، أن البشر يبحثون بحرارة عن الازدهار المادي ويغوصون أكثر في مادية الاستهلاك، يبرز، من جهة أخرى، قلق التفتيش عن المعنى، والحاجة إلى حياة داخلية، والتوق لتعلّم أشكال وطرق جديدة للتأمل وللصلاة.

في الثقافات المطبوعة بالتدين، ولكن أيضا في المجتمعات المُعَلمَنَة، يُبحث عن المدى الرُّوحيّ للحياة كدواء ضدّ التقلّص الإنساني. الظاهرة التي نسمّيها "عودة الدين" لا تخلو من اللبس، لكنها تحمل دعوة.

إنّ للكنيسة تُرَاثًا روحيًّا لا ينفذ، تقدّمه للإنسانية في الربّ يسوع المسيح الذي أعلن أنه هو "الطَّرِيقُ، والحَقُّ والحَيَاة" (يو 14: 6). وعلى الكنيسة أن تبقى أمينة للربّ يسوع المسيح. فهي جسده وتتابع رسالته. عليها أن تسير "كما سار الربّ يسوع بنفسه على الطريق عينها، طريق الفقر والطاعة والخدمة وبذل الذات حتى الموت، الطريق التي خرج منها منتصرا بالقيامة" (1) إذا على الكنيسة أن تعمل كلّ شيء لنشر رسالتها في العالم حتى تبلغ كل الشعوب. لها أيضا الحقّ في ذلك، الحقّ الذي منحها اياه الله ليضع تصميمه الخلاصي في حيّز العمل. إنّ الحرية الدينية – المقيّدة والمكبوتة أحياناً – هي الشرط والضمانة لكل الحريات التي عليها يقوم الخير العام للأشخاص والشعوب. إننا لنتمنى أن تمنح الحرية الدينية الحقيقة للجميع وفي كلّ مكان... إن هذا الأمر هو حقّ لا ينتزع لكل شخص بشري.

"إن الكنيسة تتوجه من ناحية أخرى إلى الإنسان بالاحترام الكلّي لحريته" (2). إنّ الرّسالة لا تضيّق على الحرية، بل إنها تعززها. الكنيسة تعرض، ولا تفرض شيئا: تحترم الأشخاص والثقافات وتتوقّف أمام مذبح الضمير. إلى الذين يعارضون نشاطها الرسولي، تكرّر الكنيسة: افتحوا الأبواب للمسيح!.