رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

العدوان على الجنوب.. إسرائيل تحاول خلق انتصار وهمى بعد الفشل فى غزة

جنوب لبنان
جنوب لبنان

تتصاعد حدة المعارك في جنوب لبنان بعد توغل قوات وآليات الاحتلال الإسرائيلي في عملية اعتبرها خبراء ومحللون تحدثوا لـ"الدستور" محاولة لخلق نصر مؤقت بعد عام من فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي انتصار ملموس في غزة.
وقال المحلل السياسي اللبناني الدكتور أحمد يونس، إن دولة الاحتلال تتجاهل الدعوات الدولية الرامية للتهدئة، بحجة أنها تريد تمكين سكان المستوطنات الشمالية من العودة إلى منازلهم، لافتا إلى أن الاختراق الكبير لحزب الله واغتيال قياداته رفع معنويات جيش الاحتلال وشجع الحكومة الإسرائيلية على خلق "نصر مؤقت". 
وأضاف يونس لـ"الدستور"، أن هذا الاختراق وردة فعل حزب الله التي لم تكن بالمستوى الذي توقعته إسرائيل خصوصا بعد استهداف الضاحية الجنوبية التي كانت ضمن الخطوط الحمراء التي أعلنها الحزب، وصولا إلى اغتيال الأمين العام حسن نصر الله شجع دولة الاحتلال على مواصلة العدوان لظنها أن مستوى رد حزب الله هو نتيجة ضعف في غرفة العمليات وغرفة التحكم والسيطرة.

وتابع بقوله: إن الغارات اليومية التي وصلت إلى أكثر من ألفي غارة يوميا، استهدفت منصات صواريخ ومخازن سلاح (كما يدعي العدو) أوهمت العقل الصهيوني بأن هناك ضعفا واضحا لدى حزب الله، وأنه يجب الانقضاض عليه قبل أن يستعيد قدراته وتماسكه.

خلق مسافة آمنة
 

وأشار إلى أن قوات الاحتلال تريد خلق مسافة آمنة في الجنوب اللبناني، لكنها لن تستطيع ذلك نظرا لقرب المسافة ووجودها في مرمى صواريخ حزب الله، وهذا ما يعتقده العدو بأن المعركة البرية لن تتحول إلى معركة شاملة لكن فقط للسيطرة على الحدود بين لبنان وإسرائيل.
وأوضح أن قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" مهمتها تسجيل الخروقات منذ عام 2006 وفقا للقرار رقم 1701، وليست لديها صلاحيات أكبر من كتابة التقارير ورفعها إلى الأمم المتحدة.
هناك انتظار لحزب الله، وهل لم يتحرك بالشكل الذي ينتظره العالم العربي بحسب إمكانياته المعروفة وقدراتها على المستوى العسكري والأمني والقتالي، التي راكمها منذ سنوات طويلية على مدار عقود منذ نجاحه في تحرير جنوب لبنان 2000 مرورا بحرب 2006 ثم الحرب في سوريا كلها تراكمات أدت لتشكيل صورة كبيرة حول قوة وقدرات حزب الله.

حتى الآن لم يظهر مفاجآت كما تعودنا من حزب الله، فهل يخبئها لمرحلة المواجهة الكبيرة في الالتحام البري أم سيكون هناك قتال عنيف يكبد الاحتلال خسائر هل ستكون هناك صواريخ طويلة المدى تطال تل أبيب، كلها رهن وضعية حزب الله وقيادته السياسية والعسكرية. خصوصا أن الحزب مؤسسي لا يعتمد على الأشخاص، وهو باق رغم اغتيال أمينه العام حسن نصر الله.

معنويات مرتفعة

من ناحيته، قال الكاتب اللبناني منور محمد، إنه بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، توقع اللبنانيون أن تكون ضربات المقاومة أعلى وأقوى، لكن مع الوقت تبين وجود حكمة لدى المقاومة، من حيث الضربات وتسديدها، والأهداف المحتملة، ووتيرة المعركة.
وأضاف محمد لـ"الدستور"، أنه بحسب نائب أمين عام الحزب، نعيم قاسم، فإن التأني مرده أن الحزب يجهز لحرب طويلة، ولن يستخدم كل أوراقه في اللحظة الراهنة، وهذا يدل على وجود حكمة كبيرة لدى القيادات الجديدة التي تشكلت بعد اغتيال قيادات الحزب من الصف الأول والثاني، والذين سيتم إعلام أسائهم قريبا.
وأكد محمد وهو من سكان الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، أن معنويات اللبنانيين مرتفعة، لأن كل شيء كان يقوله نصر الله قبل اغتياله يتحقق الآن، ومع الاجتياح البري الإسرائيلي للبنان سيرى العدو ما يرعبه، ولدينا سابقة تاريخية في 2006 حين تم دحر جيش الاحتلال من قبل المقاومة في الجنوب.
وتابع بقوله: عكس ما يشاع أن هناك خوفا وتشاؤما، نحن ننتظر الغزو البري حتى نلقن العدو دروسا في في المواجهة والتلاحم البشري، وهم متفوقون علينا تكنولوجيا لكننا أصحاب الأرض، وسنحارب حتى آخر مقاوم، وسيناريو اجتياح بيروت عام 1982 لن يتكرر، وسيعودون بالخيبة.
ونوه بأن ما يشاع عن خلافات طائفية بين اللبنانيين في هذا الوقت الحساس ليس له أساس من الصحة، وهناك حالة من التلاحم الوطني نراه في مختلف المناطق اللبنانية، بمختلف الطوائف والانتماءات، وكان هناك شرخ سابق بسبب خلافات سياسية، لكن أمام العدو الخارجي فهذه قضية وجود نكون أو لا نكون.
وواصل قائلا: كل المناطق تستقبل النازحين حتى انتهاء الحرب، وهناك أصوات شاذة من هنا وهناك، لكنهم لن يغيروا معادلة أننا شعب واحد.
واختتم محمد بالقول: يتوهم قادة الاحتلال أنهم مع الغزو البري الحالي سوف يحسمون المعركة لصالحهم، لكن الدعم الشعبي من مختلف الشرائح اللبنانية يزداد خلف المقاومة، لأن الأيام أثبتت أن عدونا واحد وهو العدو الإسرائيلي.