رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أبرز السيناريوهات المتوقعة حول إعادة الانتخابات الرئاسة الإيرانية

إيران
إيران

أعلنت وزارة الداخلية الإيرانية اليوم السبت، عن أن نتائج الجولة الأولى من  الانتخابات الرئاسية الإيرانية التي جرت أمس الجمعة، قد أظهرت لجوء المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان والمرشح المحافظ سعيد جليلي إلى جولة إعادة تجرى يوم الجمعة المقبل للمرة الثانية في تاريخ الجمهورية الإسلامية بعدما لم يتمكن أحد المرشحين من الحصول على الأغلبية المطلقة من الأصوات.

وعقب ظهور النتيجة الأولية لتلك الانتخابات هناك مجموعة من السيناريوهات الخاصة بجولة إعادة الانتخابات الرئاسية الإيرانية تتوقف على ما سيقوم به كلا التيارين.

السيناريو الأول التفاف المحافظين حول جليلي

ويتمتع المرشح المحافظ سعيد جليلي بخبرة واسعة في السياسة الإيرانية، بالنظر إلى أنه كان عضوًا بالحرس الثوري الإيراني وشغل منصب أمين عام مجلس الأمن القومي، فضلًا عن أنه كان كبير المفاوضين الإيرانيين في مفاوضات الملف النووي. 

أما محمد باقر قاليباف فهو يتمتع كذلك بخبرة واسعة بوصفه كان قائدًا بالحرس الثوري وشغل منصب رئيس بلدية طهران وصولًا إلى رئاسة البرلمان، إلا أن تورطه في إخماد الاحتجاجات التي اندلعت عام 2009 إبان توليه رئاسة طهران ربما أكسبه عداوة قطاعات من الإيرانيين جعلته يحصل على نحو 3.3 مليون صوت فقط في الانتخابات، وبناء على هذا الموقف، إذا ما أعاد التيار المحافظ تنظيم صفوفه والتف حول المرشح سعيد جليلي فمن المحتمل أن يضمن جليلي الفوز في الانتخابات بحصوله على الأصوات التي صوتت لقاليباف وكذلك للمرشح الرابع رجل الدين مصطفى بور محمدي الذي حصل على نحو 206 آلاف صوت، وبالتالي يحصل جليلي نظريًا على أكثر من 13.5 مليون صوت في جولة الإعادة.

السيناريو الثاني استقطاب الكتلة غير المصوتة

وتظهر النتائج التي أعلنتها وزارة الداخلية الإيرانية، أن نحو 38 مليون ناخب لم يذهبوا إلى صناديق الاقتراع للمشاركة في الانتخابات، وهو أمر يكشف عن تنامي مستويات الغضب وعدم الرضا لدى المواطنين الإيرانيين عن النظام الحاكم وسيطرة المحافظين على مقاليد الأمور، إلا أن حصول المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان على أكثر من 10 ملايين صوت وتقدمه نتائج الجولة الأولى من الانتخابات قد يشجع قطاعات أخرى ممن لم يشاركوا في التصويت للذهاب إلى صناديق الاقتراع في جولة الإعادة لدعمه بعدما رأوا في تصدره الانتخابات فرصة سانحة للتغيير على عكس ما كانت تتسم به الانتخابات الرئاسية في سنوات مضت.

السيناريو الثالث ثبات الموقف

ويفترض هذا السيناريو أن تظل كل العوامل المؤثرة في مشهد الانتخابات بجولة الإعادة كما هي بدون التفاف المحافظين حول المرشح سعيد جليلي، وبدون نجاح التيار الإصلاحي في استقطاب الكتلة غير المصوتة في الانتخابات لدعم مرشحه مسعود بزشكيان. وفي هذه الحال يتوقع أن يكون الفوز حليف بزشكيان بالنظر إلى أن عدم الرضا الشعبي يجعل المصوتين يميلون بطبيعة الحال إلى دعم التغيير الذي يمثله بزشكيان على حساب جليلي، وبالتالي قد يزيد عدد المصوتين لبزشكيان وليس الوقوف عند حد الـ10.4 مليون ناخب الذين صوتوا له. إلا أن هذا السيناريو برمته يبقى غير مرحج، إذ إنه بالتأكيد سيكون أحد السيناريوهين السابقين أكثر تحققًا.