رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

معانا ولا علينا يا حكومة !

لم نشهد من قبل حالة ترقب إعلان تشكيل الحكومة الجديدة كما نراها الأيام أو الأشهر الماضية، المواطن ينتظر بشغف من هم الوزراء الجدد، ما الذي تحمله حقائبهم الوزارية من أفكار ومشروعات لحل أزمات وتحديات متتالية باتت ترهق المواطن وتكدر صفو حياته؟ 
المواطن على معرفة جيدة برئيس الوزراء، الدكتور "مصطفي مدبولى"، واضع السياسيات العامة لعمل الحكومة، أو بالأحرى اختبرناه على مدار 6 سنوات منذ تكليفه بالحكومة 7 يونيو 2018 مرت خلالها البلاد بأزمات نجح فى مواجهة أغلبها، كما أنه حقق العديد من الإنجازات، ومن ثم جدد الرئيس "عبدالفتاح السيسي" الثقة فى شخص الدكتور "مدبولى" وتكليفة بتشكيل الوزار الجديدة، حيث تتجلى الثقة فى أعلى درجاتها حين تتوج بحالة من رضا الشعب عن أداء الحكومة.   
ونحن على أعتاب جمهورية جديدة وضع لها الأساس عام 2014 وخطة تنمية شاملة تستهدف كل جوانب الجمهورية تكتمل وتتبلور صورتها النهائية 2030.. إذن نحن بحاجة لوزراء جدد بقدر عال من المسئولية تجاه تحقيق مشروع الجمهورية الجديدة والتنمية المستدامة، هذا ليس بالأمر الصعب فى دولة تعداد سكانها تجاوز 110 ملايين نسمة، لا يمكننا القول إن معين مصر نضب من رجال دولة على قدر من تحمل المسئولية تجاه الوطن والمواطن، والكل على يقين أن مصر لديها من رجالات بحجم وقدر هذا الوطن.. ولكن!! تأخير إعلان تشكيل الحكومة قد تكون هناك ظروف خاصة وراء هذا التأجيل، والجميع يتفهم أن البلاد تمر بظرف استثنائى والاختيارات يجب أن تكون غاية فى الدقة لتحقق معادلة الرجل المناسب فى المكان المناسب.. أعتقد أنها ساعات ويعلن عن أسماء من تم تكليفهم بالحقائب الوزارية والعمل الوزارى، تكليف وليس تشريفًا والمسئولية ضخمة وليست بالأمر السهل.
معالى الوزير المكلف بحقيبة وزارية اسمح لنا بحديث يشمله الود من القلب إلى القلب، نقول لك ما نرجوه ونتمناه، لن نطالبك بمعرفة السيرة الذاتية والدرجات العلمية وخبرتك العملية فهذا أمر مفروغ منه، نحن على ثقة بمعايير اختيارك التى حملتك المسئولية.. معالى الوزير، نأمل ونتمنى أن نفتح معك صفحة جديدة بيضاء شفافة تكتب لنا ما لديك من طموحات وأحلام تريد أن تحققها، نريد منك أن تخرج إلينا معلنًا فى وسائل الإعلام عن برنامجك.. عن خططك قصيرة الأجل وطويلة الأجل.. تكلم إلينا بحجم التحديات التى تنتظرك ورؤيتك للحلول الممكنة.. تكلم بلغة الأرقام والنسب المئوية.. أخبرنا بالواقع المستهدف والمأمول دون حجب لأى معلومة مهما كانت قسوتها- يعنى خلينا على بينة- من البداية وستجدنا سندًا لك، فالمواطن تحمل الكثير ويتحمل من أجل هذا الوطن، المهم أن تكون أفكارك واستراتيجيتك واقعية وأحلامك قابلة للتنفيذ.. معالى الوزير.. اطلق حلمك لعنان السماء فى أجواء من الشفافية، شاركنا الحلم ونشاركك الرأى، هكذا تعلمنا الديمقراطية المشاركة فى صناعة القرار.
معالى الوزير.. ليس هناك مشكلة مستحيلة أو تحديدات إلى ما لا نهاية، الحوار المجتمعى يخلق حالة من الرضا بين المسئول والمواطن، ونخبر أنفسنا قبل أن نلفت انتباهك بأن حالة الحوار الوطنى التى استمرت لأكثر من عام شارك فيها كل مؤسسات الدولة من أحزاب ومجلسى الشورى والبرلمان، فضلًا عن وجود الحكومة، ستجد من بين مخرجات الحوار الوطنى ملفات نوقشت خلالها كل القضايا وطرحت كل الأفكار وفى النهاية كانت التوصيات والحلول الممكنة.. قد تكون سندًا لك يا معالى الوزير.. وفى الختام أتوجه لك بمطلب يؤكد أن الشفافية لن تتحقق إلا فى العلن من خلال مسارها الطبيعى، وهو الحديث إلى وسائل الإعلام التى تشكل الرأى العام، ولا تترك المواطن فريسة للشائعات المنتشرة خلال وسائل التواصل الاجتماعى.
معالى الوزير.. معالى الحكومة الجديدة، إن كنتم معنا سنكون لكم سندًا فى كل المواقف، ولا نريد أن نقول أنتم معانا ولا علينا!!