رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أيمن السميرى عن "30 يوينو": أنقذتنا من الأُحادية والانغلاق الفكرى

أيمن السميري
أيمن السميري

تستعيد مصر وشعبها هذه الأيام، ذكرى أعظم أيام تاريخها الحديث والمعاصر، ثورة 30 يونيو، التي أنقذت مصر من مصير أثبت بالدلائل والمؤشرات أنه كان أسود مجهول.

وعن هذه الثورة، يتحدث الكاتب الروائي وعضو اتحاد مصر، أيمن السميري، لـ"الدستور"، عن رؤيته كمبدع للسيناريو الذي كان يمكن أن يتعرض له الشعب المصري لو دام حكم جماعة الإخوان الإرهابية، وعن حال الإبداع تحت الحكم الديني وغيرها من القضايا.

أين كنت يوم 30 يونيو 2013؟

أتذكر أنني في هذا اليوم كنت في مدينة أوساكا في اليابان في مهمة عمل، وكنت على وشك المغادرة والعودة إلى مقر عملي بالعاصمة اليابانية طوكيو، كانت الأجواء مشحونة، والقلق يحاصر المصريين في اليابان، ونحن نتابع بلهفة تسارع الأحداث. 

في القطار السريع بين أوساكا وطوكيو اتصلت بسفيرنا في اليابان السفير هشام الزميتي لأطمئن منه على الحال، بوده المعهود قال "لا تقلق على مصر، لدينا جيش من الشعب، وشعب يلتف حول جيشه، اتصلت بعائلتي الكبيرة لأجد العائلة كلها في الشارع مع ملايين المتظاهرين خوفًا على مصر".

هل شاركت في مسيرات، مظاهرات، سابقة على ثورة 30 يونيو 2013 أو اعتصام المثقفين؟

لوجودي خارج الوطن في ذلك الوقت، بالطبع لم يتيسر لي ذلك، لكن الجالية المصرية بالكامل في اليابان بل وبعض الجاليات العربية، كانت تعيش مشاعر مختلطة بين الخوف على مصر، والخوف من أن تنزلق الأمور إلى الاحتراب الأهلي الذي يسعى إليه تيار الإخوان، رغم بعدنا عن مصر لكن المشترك بيننا كان التوحد على ضرورة التخلص من تيار يفرق بين أبناء الوطن الواحد، المشترك كان أن أسرنا وأهلنا في مصر كلهم في الشارع تظاهرًا ضد الفاشية الدينية. 

أتذكر أن أحد أفراد أسرتي فتح معي تطبيق سكاي بي للتواصل بالفيديو ليريني الأحوال في مدينة المنصورة، كان الموقف جياشًا وعاطفيًا والجموع تهتف مطالبة باستعادة مصر.

 هل وقعت على استمارة تمرد؟، وهل شاركت في جمع التوقيعات عليها؟

نعم وقعت عليها مع جميع أفراد بعثتنا في طوكيو، ووقع عليها أفراد من الجالية، وتم إرسالها في صندوق مغلق على رحلة مصر للطيران، كذلك أرسلنا نسخ موقعة بصيغة PDF، ووضعناها كذلك على حساباتنا على وسائل التواصل الاجتماعي في ذلك الوقت.

.. حدثنا عن شعورك/ رد فعلك عقب سماع نبأ وصول محمد مرسي لحكم مصر؟

في الحقيقة كانت صدمة بالنسبة لي على المستوى الشخصي، كانت كل الدلائل تشير إلى فوز المرشح أحمد شفيق. المدهش وقتها كان استباق جماعة الإخوان للإعلان الرسمي لنتائج الانتخابات، وإعلان فوز مرشحهم، بل وإعلان كوادرهم التهديد علنًا بحرق مصر في حال عدم إعلان فوز محمد مرسي، بدا الأمر لي نوعًا من الابتزاز، وعدم النزاهة.

كمبدع، ما السيناريو الذي تتخيله لو كان الإخوان استمروا في حكم مصر؟

أتخيل أننا كنا سننزلق إلى سيناريو أسود من التقاتل، والاحتراب الأهلي، والقتل على الهوية الدينية، والسياسية. هذا السيناريو الأسود عايناه واقعًا في بلاد مجاورة، لم تقم لها قائمة حتى اليوم بكل أسف.

 ما رؤيتك للحكم الديني الثيوقراطي لأي بلد مقارنة بأي شكل من أشكال الحكم الأخري؟

دون الحاجة إلى تنظير، يكفي النظر إلى النماذج المحيطة التي تغلغلت فيها الفاشية الدينية، لنرى كيف آلت الأمور إلى الفرقة والتدهور المجتمعي، والخراب على كل المستويات، هل نستطيع أن نشير إلى نموذج واحد لحكم ديني نجح في منح شعبه الأمن والأمان، في جوارنا الذي نحزن له من السودان إلى الصومال وأفغانستان وسوريا وليبيا والعراق. 

المشترك بين هذه الدول جميعا هو تغلغل الرؤية الطائفية والدينية، وعلو صوت الميليشيات الدينية، لينتهي الأمر إلى التشرذم والمحاصصة على جثة الوطن، يحزننا ذلك لأنها نماذج لأوطان حضارية عتيدة، ولماذا نذهب بعيدًا وقد دفعنا ثمن موقفنا إرهابًا في سيناء تصدى له جيشنا وشرطتنا، ودفعنا فيه ثمنا كبيرًا من أرواح طاهرة ارتقت في سبيل الوطن، ومن أجل أن نصل إلى تلك اللحظة.

هل يفرز العيش تحت حكم ديني إبداع حقيقي؟

العيش تحت حكم ديني لن يفرز إلَّا الأُحادية، والانغلاق الفكري، واستدعاء القبور لتحكم بكل تراث الماضي، رغم اختلاف السياق والزمن والظروف، الحكم الديني بطبيعته دوجمائي يزعم احتكار الحقيقة، وينتقم من أي فكر مغاير، وانطلاقًا من هذا الفهم فهو يرفض حتى أصحاب الديانات الأخرى، وقد رأينا بأعيننا كيف تم حرق ما يقرب من سبعين كنيسة في وقت واحد.