رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"فابيان".. أحدث ترجمات سمير جريس لقصة رجل يؤمن بالأخلاق والفضيلة

سمير جريس
سمير جريس

"فابيان – قصة رجل أخلاقي"، عنوان أحدث إبداعات المترجم سمير جريس، عن الألمانية، والصادرة حديثا عن دار المنى السويدية للكاتب إريش كستنر.

من هو مؤلف رواية “فابيان”؟

وبحسب سمير جريس عن مؤلف رواية “فابيان”، يُعدّ إريش كستنر (1899 – 1974) من أنجح الكتّاب في ألمانيا قبل الحرب العالمية الثانية، إذ كان صحفيا تنويريا لامعا، وشاعرا ساخرا تلقى دواوينه إقبالا جماهيريا كبيرا، وروائيا مهما، وكاتب سيناريو بارزا، ومؤلفا لكتب الأطفال واليافعين ذا شهرة عالمية، وكاتبا مسرحيا ذا اسهامات متنوعة.

ويضيف “جريس”: بأسلوبه الساخر وصف كستنر تعدد مواهبه وثراء إنتاجه الأدبي قائلا: "إن وصف كستنر أمر يبدو للوهلة الأولى صعبا. أي وصف نضعه تحت اسمه؟ الأمر سهل جدا بالنسبة لعديد من الكتاب، لكن بماذا نصف شخصا ألّف إلى جانب دواوين الأشعار الساخرة كتبا للأطفال؟ أديبا كتب رواية تحمّر عند قراءتها حتى وجوه الأطباء، في حين يصف أطباءُ آخرون لمرضاهم رواياته المرحة السهلة وكأنهم يصفون دواءً للصداع أو أقراصا ضد المغص؟ شخصا يكتب للصحف المقالات الافتتاحية في شؤون الثقافة والسياسة، ويؤلف الأغاني والاسكتشات لدور اللهو، ويهم الآن بكتابة مسرحية؟ كيف يستطيع المرء أن يرتب هذه الفوضى ليكوّن منها باقة زهور جميلة؟"

وإريش كستنر من القلائل الذين احتلوا مكانة بارزة في الأدب خلال حياتهم، وتمتعوا بالنجاح الجماهيري والتقدير النقدي معا، لكنه لم يكن محل إجماع نقدي. قال عنه زميله الكاتب هِرمان كِستن إنه "شاعر ألماني مَرِح وعقلاني – أي شيء نادر في الأدب الألماني".

غلاف الرواية

 

فابيان رواية عن رجل يؤمن بالأخلاق والفضيلة

ويضيف سمير جريس: صدرت "فابيان" لأول مرة عام 1931، وهي رواية عن برلين العشرينيات وحقبة جمهورية فايمر والانهيار الاقتصادي. يقول كستنر في مقدمة إحدى طبعات الرواية التي صدرت في مطلع الخمسينيات إنه أراد بروايته "أن يحذر من الهوة التي كانت ألمانيا وأوروبا تقترب منها".

فابيان رواية عن رجل يؤمن بالأخلاق والفضيلة، رجل مستقيم نزيه، لكنه يعيش في زمن اختلت فيه القيم والمعايير. لا يجد عملا، ولا يواكب تطورات الزمن الجديد، لا يسبح مع التيار، ويكتفي من الحياة بموقف المتفرج السلبي الساخر، لأنه فقد الأمل في تغيير البشر أو تغيير "النظام".

وتعد الرواية التي صدرت بالعربية بترجمة سمير جريس، من أهم الروايات الألمانية في فترة ما بين الحربين، بكل ما حدث فيها من اضطراب وانهيار واختلال في القيم. كانت الرواية جريئة في بعض مشاهدها، حتى بالقياس إلى ذلك العصر المنفتح إلى أقصى حد؛ عبر عديد من المشاهد في بيوت الدعارة والخمارات صوّر كستنر الانحلال الأخلاقي في الفترة التي واكبت الانهيار الاقتصادي، وأثمرت في النهاية تيارا سياسيا يمينيا متطرفا هو التيار النازي الذي جلب الحرب والدمار والخراب على ألمانيا وأوروبا، بل وعلى العالم كله.

أثارت الرواية بعد صدورها عام 1931 جدلا كبيرا، ولقيت مديحا وهجوما في آن واحد. وكان من المعجبين بها الأديب الكبير هرمان هسه الذي امتدح فنية القص، والنزعة الإنسانية فيها. يقول هسه: "هنا إنسان، ضعيف ومنكسر، نعم، لكنه إنسان."