رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

أزمات «يورو 2024»

يورو ٢٠٢٤
يورو ٢٠٢٤

شهدت النسخة الحالية من بطولة كأس أمم أوروبا «يورو ٢٠٢٤»، رقم ١٧، العديد من الأزمات منذ انطلاقها يوم ١٤ يونيو، فى ألمانيا، وتستمر حتى يوم ١٤ يوليو المقبل.

ولا يوجد خلاف على أن بطولة يورو ٢٠٢٤ ناجحة على المستوى الكروى، فى ظل المباريات التنافسية والغزارة التهديفية للمنتخبات، ولكنها الأسوأ تنظيميًا بسبب العديد من المشكلات التى ظهرت بشكل واضح، والتى نستعرضها فى التقرير التالى.

بدأت هذه الأزمات حين شهدت مدينة «فرانكفورت» الألمانية هطول أمطار متواصلة، تسببت فى إغلاق سقف ملعب «فالدستاديون» لمدة ٢٤ ساعة قبل انطلاق مباراة إنجلترا والدنمارك، التى انتهت بالتعادل بنتيجة ١-١، فى محاولة لحماية الملعب.

ولكن خلال اللقاء، عانى اللاعبون من «العُشب المتطاير» أثناء ركل الكرة، بجانب انزلاقهم على العشب المبلل، وتسببت هذه الأمطار المستمرة فى زيادة المشكلات المتعلقة بالملاعب التى جرت إعادة تأهيلها قبل انطلاق البطولة.

وتكرر السيناريو نفسه فى مدينة «هامبورج»، حيث لم يتمكن منتخبا بولندا وهولندا من التدرب فى الميدان قبيل المباراة الافتتاحية لهما بالبطولة على ملعب «فولكسبارك».

كذلك منتخب سويسرا الذى لم يتمكن من خوض تدريباته على الملعب المحدد له؛ بسبب سوء الأرضية، رغم الجهود المكثفة التى بذلها عمال صيانة الملاعب فى المدينة، حسبما أفادت به بلدية مدينة «شتوتجارت».

قبل انطلاق المسابقة، حذرت العديد من التقارير الصحفية من ترهل البنية التحتية للبلاد، مشيرة إلى الظروف الاقتصادية الصعبة التى تعانى منها ألمانيا، ومحاولاتها للخروج من الانكماش الاقتصادى.

وبناءً عليه، قررت ألمانيا الاعتماد على الملاعب الموروثة من مونديال ٢٠٠٦، التى تبلغ من العمر الآن ١٧ عامًا وبقائها على حالتها القديمة، فيما يُعد ملعب «شتوتجارت أرينا» الوحيد الذى جرى تجديده وتحديثه، بتكلفة مالية قاربت ١٤٠ مليون يورو.

ولكن لقطات المباراة لتطاير العشب فى السماء، أكدت عدم صلاحية أرضية الملاعب لإقامة المباريات، الأمر الذى وضع الاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» فى وضع محرج للغاية.

وفى محاولة للتغطية على هذا الإخفاق، أصدر الاتحاد الأوروبى بيانًا رسميًا، أكد خلاله أنه يعالج مشكلات محددة لتحسين جودة الملاعب.

أكدت صحيفة «نيويورك تايمز» أن ألمانيا أخفقت فى تنظيم بطولة يورو ٢٠٢٤، مشيرة إلى وجود مشاكل بالجملة فى البنية التحتية للطرق، والشبكات الكهربائية، وتغطية الهواتف المحمولة، والمؤسسات التعليمية، والتحول الرقمى للإدارة.

وأشارت الصحيفة إلى مواجهة منظمى البطولة صعوبة فى السيطرة على الحشود خارج الملاعب، وأحداث الشغب والفوضى.

كذلك معاناة الجماهير من ظروف بائسة فى الطريق وإيجاد المواصلات المناسبة للذهاب من وإلى المباريات؛ نظرًا لفشل خدمات المترو والسكك الحديدية داخل المدن المضيفة للاستجابة للطلب الإضافى على النقل.

وأشارت التقارير الصحفية إلى توقف قطارات المترو فى مدينة «ميونخ» عشية مباراة الافتتاح؛ وذلك بسبب الحشود التى فاقت طاقتها الاستيعابية، ما أدى إلى حالة من الفوضى والتكدس غير الطبيعى بين المواطنين والجماهير.

وأكدت هذه التقارير أن شبكة القطارات فى ألمانيا تعانى ضعف البنية وكثرة الأعطاب وعدم انضباط مواعيد العمل، بالإضافة إلى نقص الموظفين والإضرابات العمالية التى أصبحت تشلها فى مرات عدة مؤخرًا.

فى حادثة غريبة فى تاريخ كرة القدم، شهدت مباراة منتخب ألمانيا والمجر، التى أقيمت على ملعب «إم إتش بى أرينا» بمدينة شتوتجارت، هجوم سرب من النحل ليخلق حالة من الهلع والذعر بين الجماهير.

وأكدت صحيفة «صن»، البريطانية أن المنظمين أهملوا عشًا للنحل، كان داخل لوحة إعلانية بجانب الملعب، ليتدخل رجال إطفاء مختصين للتعامل مع هذه المواقف، وذلك من أجل تفكيك القفير وإبعاد النحل عن الملعب.

الأزمات السابقة لم تكن سوى رأس جبل الجليد الظاهر، بعدما بدأت تنتشر بكثافة فيديوهات للمشاجرات العنيفة بين المشجعين وتحطيم المطاعم التى قص شريطها مشجعو صربيا وإنجلترا.

وألقت الشرطة الألمانية القبض على سبعة مشجعين قبل مباراة إنجلترا وصربيا؛ بسبب اشتباك أسفر عن إلقاء طاولات وزجاجات ومقاعد خارج مطعم فى جيلسنكيرشن.

بينما شهدت مباراة إنجلترا والدنمارك القبض على ثلاثة مشجعين إنجليزيين قبل انطلاق اللقاء؛ وذلك بسبب القيام بأعمال الشغب.

وحسب صحيفة «ميرور»، البريطانية، فإن الشرطة أكدت أنه تم القبض على شخص بتهمة إساءة معاملة ضابط بريطانى، وآخر بتهمة إلقاء صاروخ وحيازة مخدرات، وتم القبض على مؤيد ثالث لإلقاء زجاجة.

فى واقعة أخرى، هدد منتخب صربيا بعدم استكمال مشواره فى يورو ٢٠٢٤؛ بسبب «توجيه هتافات عدائية ضده»، إذ وجهت جماهير منتخبى كرواتيا وألبانيا هتافات «عدائية» ضد الصرب.

وهتف جمهور كرواتيا وألبانيا بعبارات عدائية على هامش مواجهتهما المثيرة وقالوا: «اقتلوا، اقتلوا، اقتلوا الصرب»، الأمر الذى أثار غضب جوفان سرباتوفيتش، الأمين العام للاتحاد الصربى لكرة القدم، الذى أكد أنه تقدم بطلب للاتحاد الأوروبى لكرة القدم «يويفا» بمعاقبة كرواتيا وألبانيا؛ بسبب هذه الهتافات، مهددًا بالانسحاب فى حال عدم الاستجابة ومعاقبة المنتخبين.

وتنص لوائح «يويفا»، على أنه فى حالة الانسحاب من مباراة، يعتبر الخصم فائزًا بنتيجة ٣-٠، مع فرض غرامة مالية كبيرة على الفريق المنسحب.