رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

بعد حديث نتنياهو عن إنهاء العملية فى رفح.. ما هى الخطوة التالية؟

نتنياهو
نتنياهو

تراجع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، عن تصريحاته بشأن إطلاق عدد من المختطفين في قطاع غزة مقابل استمرار الحرب، حيث ذكر مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، اليوم الاثنين، أن حماس هي التي ترفض الصفقة وليس إسرائيل، وأن نتنياهو أوضح أن الجيش لن يترك غزة إلا بعد إعادة جميع الرهائن.

كان نتنياهو قد أطلق تصريحات أمس الأحد تسببت في عاصفة، حيث صرح بأنه يوافق على صفقة تبادل جزئية يتم في إطارها تحرير عدد من المختطفين مقابل استمرار الحرب، وقال نتنياهو: "مستعد لصفقة جزئية نعيد بها بعض المختطفين لكن سنستأنف الحرب بعد الهدنة لاستكمال أهدافها".

وهي التصريحات التي تتعارض مع الاقتراح الإسرائيلي حول صفقة من ثلاث مراحل من شأنها أن تؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن الـ 120 المتبقين وإلى "الهدوء المستدام" في غزة، وفقا لموقع "أكسيوس".

فإذا تحققت تصريحات نتنياهو بإنتهاء العملية في رفح.. ما هي الخطوة التالية؟

العودة إلى الشمال

ابتداءً من مساء يوم 6 مايو الماضي، بدأ الجيش الإسرائيلي عملياته في رفح منذ ستة أسابيع. كان هدفها الأول هو تأمين ممر فيلادلفيا على طول الحدود مع مصر. وقد تم إنجاز ذلك في غضون ثلاثة أسابيع. والآن ينتشر الجيش الإسرائيلي في مدينة رفح وضواحيها وأحيائها، وعندما تنتهي هذه العملية، ستكون هناك علامة استفهام كبيرة بشأن ما سيأتي بعد ذلك.

وفقًا للتقديرات، فإن الجيش الإسرائيلي إذا أوقف العملية في رفح بدون صفقة لوقف طلاق النار، فستكون هناك احتمالية أن يعود إلى شمال القطاع، حيث سيكون عليه الدخول إلى المناطق التي عمل فيها بالفعل وهو ما سيثير تساؤلات حول قدرة حماس على إعادة بناء شبكاتها بسرعة.

وقال رئيس الأركان الفريق أول هرتسي هليفي شيئا مماثلا في الشهر الماضي: “نحن نعمل الآن مرة أخرى في جباليا. وطالما لا توجد عملية دبلوماسية لتطوير هيئة حكم في القطاع غير حماس، سيتعين علينا إطلاق حملات مرارا وتكرارا في أماكن أخرى لتفكيك البنية التحتية لحماس. 

ولأن خطة إسرائيل حيال القطاع في اليوم التالي للحرب لاتزال غير واضحة، إلا أن ما يمكن فهمه هو أن  إسرائيل لا تريد أن تحكم مدن غزة كما فعلت في السبعينيات والثمانينيات. كما أنها لا تريد إنهاء الحرب والرحيل بشكل كامل. وقد اقترح البعض أنها ستتبع سياسة مشابهة لتلك المتبعة في شمال الضفة الغربية، وذلك باستخدام الغارات لإبقاء نشطاء حماس تحت السيطرة.

ويبدو أن إسرائيل تخلت عن السياسات التي طرحها قادتها في بداية الحرب، مثل "حماس هي داعش" و"حماس لن تكون موجودة بعد الآن". وكانت نقاط الحوار هذه ستدعو إلى استبدال حماس، كما تخلت عن فكرة "الفقاعات" في غزة، حيث ستُمنح السلطات المحلية السيطرة. علاوة على ذلك، فمن غير الواضح ما إذا كانت إسرائيل مهتمة حتى بوجود قوة في غزة تدعمها الدول العربية.

إذا اختار الجيش الإسرائيلي العودة إلى شمال غزة، والذهاب إلى المناطق التي عمل فيها بالفعل، مثل بيت حانون، أو الشاطئ، أو الزيتون، أو الشجاعية، فإن هذا سيثير تساؤلات بشأن قدرة حماس على إعادة بناء شبكاتها بسرعة.