رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

حسين حمودة عن صعود موجة الروايات التاريخية: مساحة واسعة من الحرية

الدكتور حسين حمودة
الدكتور حسين حمودة

تحدث الدكتور حسين حمودة استاذ الأدب العربي بجامعة القاهرة والفائز حديثا بجائزة الدولة التقديرية في الآداب عن صعود وهبوط الأنواع الأدبية، والصعود الكبير الذي تشهده الرواية التاريخية في مصر حاليا، وذلك ضمن حوار أجرته معه جريدة حرف الإلكترونية وسينشر بالكامل في العدد المقبل.

يقول الدكتور حسين حمودة عن موجة الروايات التاريخية ومن قبلها موجة أدب الرعب:" صعود أو هبوط بعض الأنواع الأدبية، فيما يشبه الموجات، أو بتعبير آخر "إعادة تراتب" هذه الأنواع، باختلاف السياقات الثقافية والاجتماعية، وباختلاف الفترات التاريخية، يخضع لاعتبارات كثيرة، كلها تتأسس على قانون يمكن اختزاله في عبارة "حراك الأنواع الأدبية"، وهو القانون الذي حكم تاريخ الأنواع الأدبية كله وكلها، حيث ظلت ولا زالت هذه الأنواع تتوالد وتتناسل وتتداخل دائما.. هذا الحراك يتأسس، فيما يتأسس، على مدى قدرة هذا النوع الأدبي أو ذاك على التعبير عن واقع ما، وقضايا ما، في هذه الفترة أو تلك، وهذا السياق أو ذاك.. ومن هنا نستطيع أن نفهم لماذا صعد النوع الروائي على حساب الأنواع الأدبية الأخرى، فيما بعد الثورة الصناعية في الغرب، أو لماذا صعد هذا النوع الأدبي في أدبنا العربي بعد العقود الثلاثة الأولى من القرن الماضي، وهو ما لاحظه نجيب محفوظ، في الأربعينيات، خلال مقالته الشهيرة "الرواية شعر الدنيا الحديثة" ردا على العقاد الذي قلل كثيرا من شأن الرواية كنوع أدبي.

هذا المعنى نفسه يمكن أن ينصرف إلى مسارات ممكنة داخل النوع الأدبي الواحد، حيث تتوالد الأشكال وتتناسل أو تتعدد مساراته داخل النوع الواحد.. وما تشير إليه حول صعود "أدب الرعب" و"الرواية التاريخية" هو ملاحظة صحيحة، ويمكن أن نضيف إليهما "الرواية السيرذاتية".. كل مسار من هذه المسارات مرتبط بإمكانات للتعبير غنية، ومقترن بذائقة بعينها، ومتعلق بدوائر تلقي واسعة.. الرعب يعدّ خط إنتاج قديم جدا ومتجدد أيضا في كل أنواع السرد، والرواية التاريخية تستند إلى مادة غنية، تنطلق مادتها من قاسم ما مشترك مع القراء، وتمنح لكاتبها مساحة واسعة من الحرية في التعامل مع وقائع تاريخية متعددة الأبعاد، فضلا عن مساحة واسعة للحركة بين أزمنة متعددة، خصوصا بين زمن الكتابة الذي يبدأ الكاتب من الانشغال به، والزمن المرجعي التاريخي الذي يذهب إليه.. وهذا كله يعني أن أن الكتّاب في هذين المسارين ينطلقون من هذه المساحات الرحبة، ومن افتراض القدرة على التجاوب المشترك مع دوائر واسعة من المتلقين.