سارتر وسيمون دي بوفوار.. قصة الحب الأشهر في عالم الثنائيات الأدبية
سارتر وسيمون دي بوفوار، أحد أشهر قصص الحب التي شهدها الوسط الثقافي والأدبي يين ثنائيات أدبية ربطتهم علاقات عاطفية استمرت لسنوات وأخرى لم تدم طويلا.
جاءت المراسلات الأدبية والخطابات بطل أغلب تلك العلاقات الثنائية ومنها في المشهد الثقافي العربي ثنائية غسان كنفاني وغادة السمان والتى تعد أحد أشهر الثنائيات التى لم تدم.
وثنائية أمل دنقل وعبلة الرويني والتي يضرب بها المثل في العلاقة المثيرة والمتفردة التى ربطتهما كانها قصة حب عادت من عمق التاريخ.
وفي الوسط الثقافي العالمي نقف بعض الوقت عند ثنائية سارتر وسيمون دي بوفوار، تلك العلاقة الأشهر في عالم الثنائيات الأدبية.
من الأدب وصولا للحرب.. كواليس علاقة سارتر وسيمون
علاقة سارتر وسيمون دي بوفور واحدة من أشهروأغرب علاقات الحب في تاريخنا المعاصر، تلك العلاقة التي جمعت بين كاتبين أثروا في تاريخ البشرية، بدء من الأدب وصولا للحرب.
فالأولى سيمون دي بوفوار واحدة من أشهر الكاتبات خلال القرن العشرين، فهي الفيلسوفة والمفكرة والمناضلة التي واجهت العديد من المصاعب في حياتها، وعن تفاصيل علاقتها بسارتر، تقول سيمون: “ليس صدفة أن الانسان الذي اخترته هو سارتر، فقد اخترته في نهاية الأمر”.
وتابعت: إذا كنت قد تبعته بفرح فذلك لأنه قادني الى حيث كنت اريد أن اذهب.. أما انفعالاتي ومشاعري، فقد أحسست بها بفضل اتصالي المباشر بالعالم.. وما قمت به من أعمال تطلب مني أبحاثا واتخاذ قرارات مدروسة ومداومة واصرار على العمل بل وصراعا من اجل العمل.. وهو قد أعانني. وساعدته ايضا.. أنا لم اعش من خلاله ".
وتروى سيمون دي بوفوار، عن طبيعة علاقتها بسارتر عبر مذكراتها التي جاءت تحت عنوان " قوة الأشياء"، فتقول: كنت أعرف أن قدري مرتبطا بقدر الجميع، كانت حرية البشر واضطهادهم، وسعادتهم وشقاؤهم تعنيني صميما.. كنا في شبابنا قد أحسسنا نفسينا قريبين من الحزب الشيوعي بالمقدار الذي كانت فيه سلبيته ونتفوق وفوضويتنا. كنا نتمنى هزيمة الرأسمالية، ولكننا لم نكن نتمنى قيام مجتمع اشتراكي يحرمنا، كما كنا نعتقج، حريتنا، ويهذا المعني سجل سارتر 1939عبر مفكرته " هأنذا قد شفيت من الاشتراكية، اذا كنت بحاجة إلى ان اشفي منها ".
تشير سيمون دي بوفوار إلى ان سارتر كان مأخوذا حتى العظام، بمغامرة الكتابة، وكان قد طمع، منذ طفولته، بأن "يكون" كاتبا كبيرا يحظى بالمجد الخالد.
ويشير الكاتب على حسين عبر مقال تحت عنوان " لهذه الأسباب دعنا أصدقاء" الى الحديث الاول الذي جمع سارتر مع سيمون دي بوفوار" التقيا في المكتبة الوطنية عندما قدم لها هدية عبارة عن صورة للفيلسوف الالماني " ليبنتز "، وكما تقول في " مذكرات فتاة رصينة " ان سارتر حاول التقرب منها لكنها كانت حذرة منه ، تُقدم لاختها هيلين صورة كاريكاتيرية عن سارتر:" قصير جدا، يضع على عينيه نظارتين، وقبيح جدا "، كانت قد سمعت الكثير من القبل والقال عن هذا الطالب المعتد بنفسه.
وفي كتاب "قصة حبي مع سارتر.. الأيام الأخيرة " ترجمة إيثار طاهر، قالت سيمون دو بوفوار في معرض تقديمها للكتاب: عندما كنا شبابا، وخلال مناقشة عاطفية، أنتصر فيها أحدنا انتصارا باهرأ، قال للآخر: إنك بداخل قوقعتك الصغيرة ! ولن تخرج منها، وأنا لن أرافقك إلى داخلها، ولو دفنوني إلى جوارك لن يكون هناك أي معبر بين رمادك ورفاتي، لقد خدعتك ببلاغة مصطنعة، لم يسمع بها أي شخص لأني لم أخبر أحدا بها.
تعلن تفاصيل يوميات سيمون دو بوفوار سجلتها على هيئة يوميات وشهادات من أصدقاء ومقربين لسارتر حددت على توصيف سيمون ملامح نهاية سارتر. تصف في هذا الكتاب أدق التفاصيل للسنوات العشر الأخيرة من حياة سارتر، دون أن تخفي عن القارى أدق التفاصيل المتعلقة بحياته اليومية، الثقافية، والفكرية، ومرضه ومن ثم موته.