حرب غزة والإسلاموفوبيا تفسد فرحة شهر رمضان الكريم فى بريطانيا
أكدت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أنه من المتوقع أن يحضر آلاف الأشخاص صلاة العشاء في مسجد شرق لندن عاصمة المملكة المتحدة بمناسبة بداية شهر رمضان، وهو وقت ذو أهمية كبيرة للروحانية والمجتمع للمسلمين، لكن يبدو أن المسلمين حول العالم سيستقبلون الشهر الكريم بقلب مثقل بسبب الحرب المشتعلة في حرب غزة، وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا.
وتابعت أن تجربة الصيام والعبادة المشتركة خلال الشهر الكريم، الذي بدأ اليوم الإثنين في المملكة المتحدة، "تعزز الشعور بالوحدة والهدف المشترك داخل المجتمع المسلم البريطاني"، بحسب صوفيا علام، رئيسة البرامج في المسجد.
رمضان صعب على العالم بسبب غزة
وأضافت الصحيفة أن بعض المسلمين البريطانيين سيستقبلون شهر رمضان "بقلب مثقل"، كما قال علام، وسط القصف المستمر لغزة وتصاعد ظاهرة الإسلاموفوبيا في المملكة المتحدة.
وتابعت أن عادةً ما يكون الشهر وقتًا للتأمل الروحي والمجتمع والفرح، لكن الصراع يثقل كاهل أذهاننا، وأعرب العديد من المصلين عن قلقهم العميق وحزنهم إزاء الخسائر في الأرواح ومعاناة الفلسطينيين.
وأضافت أن الحرب تسببت في استشهاد أكثر من 30 ألف فلسطيني معظمهم من النساء والأطفال، كما نزح حوالي 85% من سكان غزة البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة منذ أن بدأت إسرائيل قصفها.
وأشارت إلى أنه بالرغم من الدعوات المطالبة بوقف وشيك لإطلاق النار، لا تزال المخاوف تلوح في الأفق بشأن هجوم إسرائيلي وشيك على رفح – آخر مكان آمن نسبيًا للفلسطينيين النازحين، وسرعان ما تبددت الآمال في التوصل إلى صفقة محتجزين بحلول بداية شهر رمضان، وهو الموعد النهائي غير الرسمي.
قال طالب لجوء فلسطيني يعيش في يوركشاير، والذي طلب عدم الكشف عن هويته، إن الاحتفال بشهر رمضان هذا العام سيكون "صعبًا للغاية".
وتابع: "رؤية العائلات تعاني وتحت التهديد والقصف، يجعل رمضان هذا العام صعبًا للغاية، نشعر بالذنب، خصوصًا في وقت الطعام، لأننا نعلم أن ثمة عائلات كثيرة ليس لديها طعام".
وقال كامران حسين، الرئيس التنفيذي لمركز التراث الإسلامي البريطاني في مانشستر، إن المعاناة في غزة "لا تزال في طليعة أذهان المجتمع".
وتابع: "ما تغير خلال السنوات الأخيرة هو وسائل التواصل الاجتماعي والطريقة التي نواجه بها الصراعات الآن، يتلقى الجميع هذه الصور الحية الصادمة لأطفال يتعرضون للتشويه والقتل، وأطفال يتضورون جوعًا وآخرون يشعرون بالحزن، وهذا يحدث بشكل شبه يومي".
وأضاف: "إن المجتمع المسلم يشعر بهذا الألم كثيرًا ويجد الأمر صعبًا للغاية، تلعب غزة دورًا في الكثير من المحادثات وفي عملية صنع القرار لدينا أيضًا – فالناس يقاطعون المنظمات".
