رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

رؤية عربية للذكاء الاصطناعى

بمقر الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، فى القاهرة، أقيم، أمس السبت، المؤتمر الدورى السادس للبرلمان العربى ورؤساء المجالس والبرلمانات العربية، الذى انتهى باعتماد وثيقة عنوانها «رؤية برلمانية لتحقيق التوظيف الآمن للذكاء الاصطناعى»، تمهيدًا لرفعها إلى القادة والزعماء العرب، خلال القمة العربية الثالثة والثلاثين، المقرر عقدها فى مملكة البحرين الشقيقة، منتصف مايو المقبل.

جرت العادة أن يناقش البرلمان العربى ورؤساء البرلمانات العربية، كل سنة، إحدى القضايا الرئيسية ذات الصلة بتحقيق النهضة الشاملة والتنمية المستدامة فى الدول العربية. وعليه، وتأسيسًا على دعوة جامعة الدول العربية لإطلاق استراتيجية عربية فى مجال الذكاء الاصطناعى، تناولت الوثيقة، التى تم اعتمادها، أمس، الفرص والتحديات المرتبطة باستخدامات الذكاء الاصطناعى، والدور الذى يمكن أن يقوم به البرلمانيون العرب فى حوكمة تلك الاستخدامات، من خلال إنشاء إطار قانونى وتنظيمى، يضمن تطوير التطبيقات الذكية واستخدامها بشكل مسئول وآمن فى تقوية القدرات الإنتاجية، وتسريع وتيرة التنمية المستدامة، بمختلف المجالات، وعلى نحو يراعى الخصوصية الثقافية والأخلاقية للمجتمعات العربية. 

للمشاركة فى مؤتمرهم السادس، زار رؤساء المجالس والبرلمانات العربية، القاهرة، واستقبلهم الرئيس عبدالفتاح السيسى، أمس السبت، بحضور الشيخ خالد بن عبدالله آل خليفة، نائب رئيس مجلس وزراء البحرين، وعادل العسومى، رئيس البرلمان العربى، والمستشار الدكتور حنفى جبالى، رئيس مجلس النواب المصرى. وخلال اللقاء، أشاد الرئيس باضطلاع المؤتمر، خلال دورته الحالية، بمناقشة موضوع الذكاء الاصطناعى، مشددًا على دعم مصر الكامل تعزيز العمل البرلمانى المشترك على جميع المستويات. 

وأشار الرئيس، أيضًا، إلى المسئولية الكبيرة الواقعة على عاتق المجالس والبرلمانات العربية للدفع قدمًا بمسيرة التكامل العربى، على نحو يحقق تطلعات شعوبنا فى الأمن والتنمية والاستقرار، إضافة إلى الدور المهم للدبلوماسية البرلمانية فى الدفاع عن القضايا العربية العادلة فى المحافل الإقليمية والدولية المختلفة، وأمام الرأى العام العالمى. وفى هذا السياق، استعرض، مجددًا، الجهود المصرية الهادفة إلى تهدئة الأوضاع فى قطاع غزة، وحماية المنطقة من مخاطر توسيع دائرة الصراع، مشددًا على أن الأولوية القصوى هى وقف نزيف الدم الفلسطينى من خلال العمل المكثف مع مختلف الأطراف الدولية والإقليمية لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإغاثية بالكميات الكافية، لتخفيف حدة الأزمة الإنسانية المتفاقمة، مؤكدًا استمرار الجهود المكثفة، على شتى الأصعدة، لدعم حقوق الشعب الفلسطينى، على رأسها حقه فى إقامة دولته المستقلة على خطوط الرابع من يونيو ١٩٦٧ وعاصمتها القدس الشرقية.

تطرق اللقاء، أيضًا أو طبعًا، إلى الأوضاع فى المنطقة، حيث تم استعراض التحديات الراهنة، التى تحتم العمل على توحيد المواقف وتكاتف الدول العربية فى مواجهة الأزمات الإقليمية، ودعم كيان الدولة الوطنية ومؤسساتها، ما يحقق الأمن والاستقرار والتنمية للشعوب العربية. ولدى تناول مستجدات الأوضاع فى الأراضى الفلسطينية، أشاد رؤساء البرلمانات العربية بالدور المصرى المحورى فى دعم الشعب الفلسطينى ومناصرة قضيته العادلة، معربين عن بالغ التقدير والاحترام لموقف مصر التاريخى، ورفضها الحاسم تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم. كما أشادوا بتصدى مصر لقيادة وإدارة عملية إنفاذ المساعدات الإنسانية، وإصرارها على المضى قدمًا فى هذه العملية، رغم ما تتعرض له من معوقات كبيرة. 

.. وتبقى الإشارة إلى أن خبراء كثيرين حذروا من مخاطر وجودية محتملة للذكاء الاصطناعى التوليدى، ودعوا إلى وضع قواعد أو سن قوانين تُحد من تلك المخاطر، فى مقابل خبراء آخرين، وسياسيين، أكدوا أن أضرار تلك القواعد أو هذه القوانين، ستكون أكثر من نفعها. وربما تكون الإشارة مهمة، أيضًا، إلى أن الذكاء الاصطناعى العادى، أو التقليدى، كان يقوم فقط بتصنيف أو تحديد البيانات، بينما يستطيع الذكاء الاصطناعى التوليدى، أن يقوم ببناء معلومات جديدة من بيانات سابقة، وينشئ محتوى جديدًا تمامًا، نصًا أو صورة أو حتى شفرة برمجية. ما أتاح، مثلًا، لغير المتخصصين أن يصنعوا، أو يفبركوا، خلال لحظات، صورًا مزيفة ومقنعة بدرجة كبيرة، بعد أن كانت هذه المهمة تتطلب وقتًا طويلًا وخبرات عالية.