«صناع المطاحن».. أذرع يلين لها الصخر تؤجل انقراض «الرحايا»
في صباح كل يوم، تصدح أصوات المطارق وآلات التقطيع والتكسير، وكأنها في حرب شرسة مع الأحجار الصلبة لتغيير هيئتها حسب ما قدر لها أن تكون، هنا في محجر أولاد هلال بمنطقة مسطرد بمحافظة القليوبية، يأتي العمال كل صباح لينحتون في الصخر فعليا، يعملون بحرفة أصبحت في وقتنا الحالي نادرة ومهددة بالانقراض، وهي صناعة أحجار الطواحين والرحايا.
يقول إسلام صلاح، شاب ثلاثيني، أحد العاملين بهذه المهنة الصعبة أنه نشأ وسط الأحجار فمنذ أن كان طفلا وكان يصحبه والده معه للمحاجر يرتع ويلعب بجانبه فوالده كان يعمل في المهنة ذاتها، ومرت السنين حتى اشتد عوده ووجد نفسه وريثا لهذا الكار فبدا بالعمل في المهام البسيطة كمساعد للعاملين بالتقطيع، حيث تقتصر مهمته في تنظيف المكان الذي يقف فيه العامل من "رتش" ومخلفات التكسير والتقطيع كلما تراكمت حوله، حتى أصبح في يوم من الأيام واحدا من هؤلاء العمال.
- حجر المطاحن من المربع للدائرة
وعن المنتجات التي ينتجها المحجر يقول صلاح، نقوم بإنتاج العديد من المنتجات من الحجر وجميعها تستخدم في مجال الطحن، فمثلا نقوم بعمل حجر مطاحن الدقيق وهو حجر دائري عملاق يصل قطره إلى أكثر من 2 متر ويتم جلبه من الجبل مربعا ونقوم بتشكيله حتى يصير دائريا ومفرغا من المنتصف يتم بيعه للمطاحن، كذلك نقوم أيضاً بصناعة حجر طحن حبوب الفول لعمل عجينة "الفلافل" وهو الأكثر إقبالاً، مشيراً إلى إنه لا يوجد مطعم للفلافل في مصر لا يوجد به هذا الحجر، وهو مصنوع من الجرانيت كما نقوم ايضا بنحت حجر الرحايا وقل استخدامها في هذا الوقت لكن رغم ذلك لاتزال تطلب.
وأوضح، نعمل في تشكيل الحجارة باستخدام المطارق والمسمار وأحيانا آلات كهربائية كالمثقاب و"الهيلتي"، وبالتأكيد المجهود الجسدي له عامل كبير فكما نقول بيننا "صحتنا هي رأس مالنا".