رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

إيمان سند: أحب الحزن حينما يأتيني تنويريًا.. والجائزة تشجع الكاتب

إيمان سند
إيمان سند

وصلت الدكتورة إيمان سند للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس فرع القصة القصيرة عن مجموعتها القصصية "السرب"، ولسند باع طويل في التأليف لكتب الطفل وشغلت منصب رئيس المركز القومي للطفل، "الدستور" التقت سند وكان هذا الحوار

1- وصلت السرب للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس.. كيف ترين هذا وفي رأيك ما هي أهمية الجوائز بالنسبة للمبدع؟

- بالطبع أنا سعيدة جدًا لوصول "السرب" للقائمة القصيرة لجائزة ساويرس لأن ذلك يعنى أن مجموعة من الخبراء والمحكمين قد اطلعوا عليها، وقرأوها بعناية، ورأوا أنها تستحق أن تُقرأ، وأن تنتشر على نطاق واسع، كما أنها شهادة منهم بأنها على مستوى من الجودة. أما بالنسبة لأهمية الجوائز بالنسبة للمبدع، فهي بالتأكيد نوع من التشجيع، ربما تشعرك أن رسائلك التي تبعثها للآخرينقد وصلت على الأقل لبعضهم، وربما تشعرك أن لغتك وحروفك لا تضيع في الهواء، بل يقدرها بعضهم، فالجوائز حافز جيد يشجع على الاستمرار.

2- كتب النقاد أن ثيمة مجموعتك القصصية يسيطر عليها الحزن. كيف ترين هذا؟

- الحزن جزء أساسي من الحياة؛ فهناك حزن يأتي بعد تأملنا لتصاريف الحياة، ومفاجآتها. وحزن يصاحب دراستنا لما حدث، وما يحدث، ويجعلنا نراجع أنفسنا ونحاسبها. وحزن عند الفقد، وحزن عند الاشتياق. وحزن عند عجزنا عن مساعدة من نحبهم. وحزن حينما نفشل في إيصال مشاعرنا لمن نرغب، وحالات كثيرة ومتنوعة أخرى من حالات ودرجات الحزن، فالحزن في رأيي متلازمة من متلازمات الحياة، وأنا أحب الحزن حينما يأتيني تنويريًا، واضحًا، غير مخفى. و"السرب" تصف حالات متنوعة من الحزن، والسعادة أيضًا باعتبارها الوجه الآخر للحزن، ونقيضه.

3- في مجموعتك القصصية كان هناك دلالة للعناوين من حيث اختياراتها.. وهنا تناغم ما بين السرب كعنوان للمجموعة والقصص.. خاصة وأن العنوان لا يوجد كقصة داخل المجموعة وإنما يشي بحالة المجموعة.. كيف ترين هذا؟

- العنوان عندي جزء مكمل للحالة التي يعيش فيها القارئ عند قراءته للقصة، ولا أقصد بذلك مرحلة التهيئة قبل القراءة مباشرة، بل اقصد مرحلة الانغماس في أحداث القصة ومعايشتها؛ ساعتها يجد نفسه يعود للعنوان، ويراجع مدى نجاح العنوان في توصيل أحداث القصة إليه. وعنوان "السرب" هو حالة المجموعة ككل؛ فشخصيات القصص كل منهم جزء من السرب لكن بطريقته الخاصة جدًا.

4- درست إيمان سند التاريخ.. هل كان له كل هذا التأثير على كتابتك؟

- لا تتخيل مدى تأثير التاريخ، ودراسته على. فحينما كتبت لأول مرة كنت أحلم بأن أكتب رواية تاريخية بعيدًا عن القضايا الجدلية في التاريخ التي تفسد على الاستمتاع به. دائمًا أرى في التاريخ قضايا وقصص تستحق أن تروى؛ فقد كتبت روايات "أحمس نفرتارى أميرة الجهاد" و"حجر رشيد" و"اختفاء زهور الخشخاش"، ومازال عندي الكثير والكثير من القصص التاريخية التي أريد أن أقصها على الكبار والصغار.

5- كتبت الكثير من القصص للأطفال.. ولك باع طويل في خدمة أدب الطفل.. هل ترين أن هذا الأدب مجهض حقه في مصر؟

- ربما أدب الطفل في نظري يحتاج أن يتحلى كاتبوه بشيئين رئيسيين هما: التجديد، والدهشة، إضافة إلى أن يكون لكل منهم مشروعه الخاص للطفل، أو بمعنى أدق ما يريد أن يقدمه للطفل، ويعرف كيف يقدمه. وأدب الأطفال يتطور في مصر بخطى ثابتة، وإن كانت خطواته بطيئة نسبيًا، إلا أنها غير متعثرة أو ضائعة. وقد رأيت شخصيات عظيمة يكرسون حياتهم للأطفال، ويكتبون ويترجمون كل ما يرون أنه من الممكن أن ينفع الطفل، لذا فعندما أرى هؤلاء، وألمس جهودهم المستنيرة لا اعترف أبدًا أن أدب الأطفال مجهض حقه في مصر.

6- هل يمكن أن تفصح سند عن عملها القادم؟

- لدي مشاريع عديدة منها للطفل، وهى عبارة عن مجموعة قصص تراثية، تناسب أعمارًا مختلفة. ومجموعة قصصية للكبار، ورواية أتمنى أن يخرجوا جميعهم للنور في وقت قريب.