رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

السيرة الذاتية.. عندما يكشف الكاتب تجربته الحياتية دون تخفى وراء ستار

جريدة الدستور

- لويس عوض في "أوراق العمر" وصف عائلتة بالمفككة
- نوال السعداوي "في أوراق من حياتي" وصفت الختان
- فتحية العسال كتبت عن ليلة دخلتها


مجرد الحديث عن كتابة السيرة الذاتية يقفز إلى ذهن القارئ سؤال: هل هناك كاتب عربي في قدرة جان جينيه على المكاشفة؟ بالطبع نادر ما نجد الانفتاح فى كتابة السيرة الذاتية لكتابنا ومفكرينا، لكن تبقى أسماء مثل لويس عوض، عبدالرحمن بدوي، نوال السعداوي، لطيفة الزيات، وفتحية العسال" لها السبق في كتابة سيرتها الذاتيه دون الرضوخ لخطوط أو رقابة، يكشفون تجاربهم الحياتية للقارئ، دون التخفي وراء ستار التقاليد.

تعد "أوراق العمر" الأكثر جرأة ومكاشفة في تاريخ كتابة السيرة الذاتية المصرية والعربية، فقد وصف
لويس عوض عائلته: «انطباعي العام أننا أسرة مفككة، لكنى لا أستطيع أن أحكم إن كان تفككنا يضاهى أو يزيد، أو يقل عن تفكك أكثر الأسر المصرية، أو فلنقل الأسر القبطية، لأن اختلاف قوانين الأحوال الشخصية واختلاف الثقافة الدينية قد خلق أنماطًا أخرى للأسر المسلمة».

وينقل لويس عوض عددًا من مشاهد أسرته بدءًا من اسمه في شهادة الميلاد الذي جاء باسم "لويز" أنثى وصولًا إلى الاسم الذى كانت تناديه به والدته سنوات في السودان "حسن".

قد تكون كتابات السيرة الذاتية للأديبات أقل جرأة، لكنها أكثر إيحاءً وهو ما يظهر في "حضن العمر" لفتحية العسال التى كتبت عن مشاهد ساخنة في حياتها بلغة توحي ولا تفضح.

قالت: "ساعتها كنت لابسه قميص نوم أبيض رمش العين قلم ستان فيه، والقلم التاني شيفون، شعري سايب علي أكتافي، وشي يا دوب مغسول بالميه والصابون، من المفاجأة حسيت أن خدودي ولعت نار، عبدالله طبطب عليهم وقالي خدودك زي الورد وأخدني في حضنه في اللحظة دي افتكرت بيضت الشاش يا عروسة بعدت عنه في قلق".

أما نوال السعداوي التي تعد من أجرأ كاتبات القرن العشرين في العالم العربي، قدمت كتابها "أوراق من حياتي" لكشف حقيقة المجتمع والواقع الذي تعيشه وعاشته ببساطة، رصدت لحظات حرجة ومؤلمة في تاريخ البنت المصرية، وصفت ما عاشته مع عيناى الداية المتربصة بها لعملية الختان وسرعان ما تنتقل في خفة وواقعية لوصف ليلة إقبالها علي الزواج وما حدث معها، من كتاب أوراق من حياتي، نقرأ:
"اسمع صوتها فاختفي منذ ولدت أراها ترمقنى بالعين الواحدة المفتوحة كالدائرة لا يطرف لها جفن تضيق عينها وهي ترمق أسفل البطن بين الفخذين، لم تكف عن النظر إلى القطعة الصغيرة من اللحم".
وتستطرد " ماهي إلا نظرة من عينيها فتبرز إلى السطح تمسك بالموس بأصابعها الغليظة الخشنة تحميه فوق قطعة حجر حتي يصبح السن أحمر كالنار تشد البظر بإصبعين تستأصله من جذوره بسن الموس".
هذه كانت بعض من مشاهدات لنصوص من أدب السيرة الذاتية العربية، ولكن يبقي سؤال مهم يحتاج إلي دراسة وإجابة: هل ثمة خطوط حمراء يتوقف عندها كاتب السيره الذاتية، هل تتقبل السلطة المجتمعية العربية ذلك الخروج؟.