رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

ضابط تركي يحكي واقعة تعذيبه على يد أردوغان

واقعة التعذيب
واقعة التعذيب

سلّط تقرير لموقع نورديك مونيتورز السويدي الضوء على قصة ضابط تركي رفيع يدعى مراد كوركماز ويبلغ من العمر 45 عاما، حيث لم يتردد الضابط في الاستجابة لنداء من أجل حماية مقر عسكري في العاصمة أنقرة، عقب ليلة الانقلاب الفاشل في تركيا، صيف عام 2016.

وذكر التقرير أن الضابط التركي لم يكن يعلم أن النداء ما هو إلا فخ نصبته حكومة الرئيس رجب طيب أردوغان، وانتهى بسجنه وإخضاعه لجولات تعذيب رهيبة.

ولفت الموقع إلى أن قصة كوركماز مشابهة لقصص كثيرة تعرض فيها ضباط كبار في الجيش التركي لتعذيب ممنهج، مارسته الشرطة على نطاق واسع في البلاد بعد ليلة الانقلاب الفاشل، مثل التعذيب والإخفاء القسري وغيرهما.

على الرغم من أن سجل مراد كوركماز مليء بالنجاحات، وأنه حاصل على شهادة الدكتوراه، ورشحه قادته لمنصب أمني رفيع في الأمم المتحدة بسبب كفاءته التي شملت تنفيذ عمليات داخل تركيا وخارجها، وكان من المفترض أن يشغل منصب الملحق العسكري في مقدونيا بين عامي 2017 و2018.

من جانبه، قدم العقيد كوركماز عريضة احتجاج إلى المحكمة الدستورية في تركيا، يوضح فيها تعرضه للتعذيب الوحشي وسوء المعاملة.

أوضح كوركماز في عريضته أنه تم الاتصال به من أجل تأمين مقر هيئة الأركان العامة في العاصمة ضد هجوم إرهابي، في اليوم التالي لمحاولة الانقلاب.

ولفت إلى أن تكليفه بهذه المهمة جاء بعد معلومات نقلتها الاستخبارات التركية، وبعد أن اتخذ هو والجنود الذين بأمرته مواقعهم، أدركوا أن الأمر كان «فخًّا»، إذ داهمت الشرطة المكان واستسلم هو ومن معه وسلموا الأسلحة التي كانت بحوزتهم.

وتناول الموقع تجربة كوركماز المريرة، وعن تجربته قال الضابط التركي: "تم تقييد يدي من قبل وحدة مكافحة الإرهاب بشرطة أنقرة تحت وابل من الإهانات والشتائم".

كما تم نقله هو ورجاله عبر حافلة طافت بشوارع المدينة، ووضع على جانب النافذة التي كانت بلا حماية، مما عرضه لهجمات لفظية وبدنية من قبل حشود غضابة في أنقرة.

وروى أن الحافلة تحركت ببطء حتى تزيد من عذاب الموجودين بداخلها، إذ لم تتوقف الحشود المحيطة بها عن قذفها بكل ما تيسر لها من حجارة وأشياء أخرى حطمت زجاج النوافذ الذي سقط على الضباط والجنود بداخلها حتى سالت دماؤهم، وعند نقطة معينة تدخلت الشرطة لوقف هذه الهجمات.

وبعد أن وصلوا مركز احتجاز، بدأت وصلة جديدة من ضرب كوركماز ورجاله، الذين كانوا مكبلي الأيدي من الخلف، ورؤوسهم مغطاة بأكياس تسيل منها الدماء.

أضاف: "اصطف عناصر الشرطة على جانبي طريق وانهالوا علي بالركل واللكم والضرب، ومنها ضربة على الوجه حطمت أسناني"، وفي النهاية فقد الضابط وعيه ولم يستفق سوى في مستشفى عسكري، فيما دخلت شرطة مكافحة الإرهاب الغرفة بعد أن علمت أن كوركماز استعاد وعيه.

ورغم مناشدة الأطباء بضرورة بقاء الضابط في المستشفى حتى تتحسن صحته، فإن شرطة مكافحة الإرهاب أصرت على إخراجه منه، وزج به في مرفق احتجاز تابع للشرطة في أنقرة، وفي وقت لاحق تبين أن السلطات تلاعبت بسجلات المستشفى لإخفاء سبب إصابته، كما قال في عريضة الاحتجاج.

وذاق كوركماز أشد أنواع التعذيب الرهيب بحسب روايته، حيث مكث 4 أيام في زنزانة لم تتوقف خلالها الاعتداءات الجسدية واللفظية، ولم يعط سوى كسرة خبزة وقطعة من الجبن وزجاجة ماء صغيرة.

كان الضابط يشاهد في مركز الاحتجاز الدماء تسيل على الجدران حتى تسقط في الممرات، فيما كانت ملابسه العسكرية مغطاة بالدم.

وجراء التعذيب الذي تعرضه له أصيب في الفك والأذن، وعندما فحصه طبيب كان ذلك بحضور شرطيين، أمراه بأن يكون التقرير خاليا من الإشارة لتعرضه للتعذيب.

وبعد خروجه من السجن في عام 2018، قدم شكوى رسمية بشأن التعذيب الذي تعرض له لدى مكتب المدعي العام في أنقرة، وليس من الواضح ماذا حصل لهذه الشكوى، لكن موقع "نوردك مونيتورز" أكد أن الفرص ضئيلة للتحقيق في مزاعم التعذيب.

ويبدو أن هذا الأمر الذي دفعه مجددا لتقديم شكوى لجهة قضائية أعلى في تركيا.