محمد المتيم: مجالس الصوفية ثروة موسيقية انعكست على وجدانى

شهد المقهى الثقافي بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، أمسية بعنوان "شعراء القصيدة الموسيقية" ضمن محور ملتقى الشباب، بمشاركة الشعراء: عبدالرحمن مقلد، محمد المتيم، أحمد عايد، وأدارها إبراهيم جمال الدين.

في البداية ألقى عبدالرحمن مِقلد فائز بجائزة الدولة التشجيعية للشعر عام 2018، قصيدة من ديوانه الأخير بعنوان "رقص"، ثم تحدث أولا عن الإشكالية القائمة بين قصيدة التفعيلة وقصيدة النثر، قائلا:"أن قصيدة النثر ليست معيار الحداثة، كما أن التفعيلة ليست معيارًا للأصالة، فكل القصائد تحمل معاييرًا جمالية" لكنه يرى أن القصيدة النثر فقدت جوهر وجودها في كونها قصيدة مغيرة، كما انتهى دورها في كونها صاحبة امتياز التجديد، معتبرًا أن كل نص يُكتب هو خاص بالشاعر الذي يكتبه، ويكون له موسيقى خاصة تتعامل مع الأفكار المطروحة.

ومن هنا انتقل "مِقلد" للتعبير عن رؤيته الخاصة عن دور الموسيقى في الشعر، مؤكدًا أن الموسيقى لها وجودًا أساسيًا في قصيدة التفعلية، لكنه في الوقت ذاته يرى أن الموسيقى ليست حكرًا على التفعيلة فقط، إنما قصيدة النثر أيضًا موسيقية، ومشيرًا إلى تعامله مع وزن القصيدة قائلًا:"أتعامل مع الوزن باعتباره قيمة مضافة للقصيدة، وليس شرطًا للشعر، إذ وجدت أن غياب الوزن عنها يفقدها الهوية".

وأكد الشاعر أحمد عايد، الفائز بالمركز الأول في جائزة لجنة الشعر بالمجلس الأعلى للثقافة، على أنه ينتمي إلى قصيدة التفعلية، لكنه لا يرى أي تعارض بين أشكال الشعر المختلفة سواء كانت قصيدة تفعيلة، أو نثر، أوعمودية، طالما أنها جميلة ومعبرة.

وتحدث الشاعر محمد متيم، عن تأثير بيئته في دفعه نحو كتابة قصيدة التفعيلة، بخاصة حضوره منذ كان طفلًا في مجالس المديح الصوفية، قائلًا:"لم أكن حينذاك أدرك معاني الكلمات التي تقال، لكن أذني انجذبت للإيقاع الذي كان بمثابة ثروة موسيقية انعكست على وجداني، حتى وجدتني مسكون بالموسيقى، وشيئًا فشيء اتجهت لكتابة قصيدة التفعيلة، فأعيد ترتيب ما نشأت عليه".

وأكد تميم على أنه، ليس لديه موقف من قصيدة النثر، لكنه يعتبر أن الموسيقى لغة كونية يمكن للجميع التفاعل معها والاستمتاع بها، لافتًا إلى أن أثر الإيقاع في الشعر، وبخاصة في قصيدة التفعيلة يجعل الناس تستجيب للشعر، أكثر من استجابتهم لقصيدة النثر.