رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

120طن مساعدات سلفية لسوريا ومستشفيات مصر بلا دم


من جديد تعود استفزازات أنصار تيارات الإسلام السياسي فى مصر فى قلب الكوارث والمحن .. فللمرة الثانية خلال أقل من شهرين تتعرض البلاد لمحنة مؤلمة ونجد هذا الفصيل يغرد خارج السرب تماماً مأن ما يحدث لا يعنيهم في أي شيء.

فخلال كارثة تصادم أتوبيس بقطار أسيوط الذي وقع منذ نحو 50 يوم الذي راح ضحيته أكثر من 50 ضحية من الأطفال الأبرياء بخلاف عشرات المصابين، كانت المستشفيات تستصرخ المواطنين للتبرع بالدماء والأموال لمواجهة الكارثة، في الوقت الذي تجاهل فيه الإخوان الأزمة وراحوا يرسلون تبرعاتهم لقطاع غزة.

وما أشبه الليلة بالبارحة، فبعد وقوع كارثة قطار البدرشين منذ ساعات أصدرت المستشفيات نفس الاستغاثة لحث أبناء الشعب الشرفاء على بذل دمائهم لإنقاذ إخوانهم المصابين، فإذا بنا نفاجأ بالدعوة السلفية تقوم بتوصيل 120 طن مساعدات للاجئي سوريا الوافدين لمصر والمقيمون بمدينة 6 أكتوبر في حين تجاهلوا كارثة القطار تماما.

أكثر من هذا خرج على الجماهير د. صفوت حجازي، القيادي الإخواني العتيد، مواصلاً استفزاز مشاعر المواطنين بالقول أن الحديث عن حادث القطار لا يستدعي كل هذا الاهتمام، بينما حرص على توجيه "كلمتين" حب وتقدير للرئيس محمد مرسي على ماذا ياترى.. على احتماله "بذاءات" الإعلام والنقد اللاذع.

فلم تفرق تصريحات قياداتها بين ما هو واقع وما يجب أن يكون .. فمن جديد تسير الجماعة السلفية على نهج نظيرتها جماعة الاخوان المسلمين ليطل أحد قادة حزب النور بأمانة مرسى مطروح صباح اليوم ، وهو الشيخ فرج العبد عضو مجلس إدارة الدعوة السلفية بمطروح ونائب مجلس الشعب السابق عن حزب النور ، معلنا عن التبرع بقافلة اغاثة قوامها 120 طنا من المواد الغذائية " زيت وأرز وسكر، وحليب الأطفال، إضافة إلى بطاطين وملابس وحفاضات الأطفال وأثاث، إضافة إلى ١٠٠ ألف جنيه " لـ 2000 أسرة سورية من الجالية المتواجده بمصر الان ، الامر الذى يفتح الباب امام تساؤلات عده بشأن جمع التبرعات ومصادر صرفها فى وقت فيه المصريون أحوج مايكونوا اليها .

ففى الوقت الذى استيقظت فيه مصر صباح اليوم على فاجعة حادث قطار البدرشين الذى راح ضحيته 19 جندى من جنود الامن المركزى و 118 مصاب ، فى ظل غياب تام لقيادات الدعوة السلفية نفسها الذين سبقوا واعلنوا عن اعانات للاسر السورية وتجاهل منكوبى القطار والحديث عن مساعدات أو اعانات لذويهم  .

حيث صب السلفيون جم اهتمامهم اليوم على الاعلان عن مساعدات للاسر السورية ضاربين بمصابى وضحايا القطار عرض الحائط ، الامر الذى اثار استفزاز البعض خاصة حينما اشار " العبد " فى تصريحاته إلى أن الدعوة السفية وحزب النور عندما علما بوجود أكثر من 2000 اسرة سورية بمدينة ٦ أكتوبر في حاجة عظيمة إلى الدعم قاموا بتدشين حملة لتجميع قافلة لمساعدتهم ومؤازرتهم اتباعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم "الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله وكالصائم لا يفطر وكالقائم لا يفتر" .. مشيرا الى ان تلك القافلة لم تكن الاخيرة وسيتبعها قوافل أخرى في الفترة القادمة.

و لم تكن تلك السابقة هى الاولى من نوعها فكثيرا ما حذت جماعة الاخوان المسلمين نفس حذو الجماعة الاسلامية والسلفيين وتركت كوارث عدة تعبث ببسطاء مصر ، واتجهت انظارها الى غزة حيث منكوبى الاحتلال الذين لم يقلوا بحال من الاحوال عن المصريين سواء هم أو الاشقاء فى سوريا ، الا أنا المولى عز وجل قد قال فى  محكم أياته " لايغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم " – صدق الله العظيم -

واذا كنا لا نختلف على أهمية مساعدة الأشقاء فى سوريا وفلسطين إلا أن السؤال يظل اكثر الحاحا .. ماذا عن من سالت دمائهم اليوم على قضبان القطار ؟؟!! .