رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"إرداة شعب" و"قضية فساد" تطيح برئيسة كوريا الجنوبية .. "بارك كون هيه" تستقيل من منصبها بعد قرار البرلمان .. واحتجاجات الشعب تتحول إلى احتفالات

الرئيسة بارك كون
الرئيسة "بارك كون هيه"

أطاح النواب الكوريون الجنوبيون، أمس الجمعة، بالرئيسة "بارك كون هيه"، حيث تبنوا مذكرة إقالة في حقها تحرمها من صلاحياتها التنفيذية بسبب فضيحة فساد واسعة، فاحت رائحتها منذ فترة قريبة.

وسلمت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك كون هيه، صلاحياتها لرئيس الوزراء وانغ كيو-آهن، فورًا بعد تمرير البرلمان اقتراح بعزلها ووتوجيه الاتهام لها، حيث كانت تعهدت من قبل أنها مستعدة للرضوخ لإجراءات المحكمة الدستورية إذا أجاز البرلمان مشروع قانون لتوجيه الاتهام ضدها وذلك من أجل الوطن والشعب.

-إرادة شعب
شهدت العاصمة الكورية "سول" احتجاجات حاشدة تطالب بعزل الرئيسة بارك غوين هاي، منذ فترة طويلة، وذلك بعد فضيحة استغلال للنفوذ تورطت فيها واحدة من المقربات للرئيسة.

وقدمت أحزاب المعارضة الثلاثة في كوريا الجنوبية مذكرة إلى البرلمان لعزل الرئيسة بتهمة انتهاك الدستور والقانون، عبر اساءة استغلال سلطاتها.

وتأتي هذه التظاهرات المناهضة للحكومة الأكبر حجمًا في العاصمة الكورية الجنوبية خلال السنوات الأخيرة، بعد يوم واحد من تقديم الرئيسة بارك خطاب اعتذار حول الفضيحة المتعلقة بصديقة لها إسمها "تشوي سون سيل" تدخلت في شؤون الدولة وسعت للحصول على منافع شخصية غير مشروعة.

واستمرت الاحتاجات في كوريا الجنوبية، متواصلة حتى الاسبوع الأخير قبل قرار البرلمان الكوري بإقالتها، وهتف المتظاهرون "بارك ارحلي" و"خيانة من قبل حكومة سرية"، حاملين اللافتات والشموع والرايات الملونة.

-وعد بالإستقالة

قالت رئيس كوريا الجنوبية بارك كون هيه، أثناء اجتمعاتها مع زعيم حزب سينوري الحاكم لي جونج هيون، وزعيم الكتلة البرلمانية عن الحزب جونج جين سيوك في القصر الرئاسي، إنها مستعدة لتقديم إستقالتها إذا اقر البرلمان بذلك.

وأضافت كون هيه، "سأبذل ما في وسعي إذا تم تمرير مشروع قانون توجيه الاتهام في البرلمان للعمل على استقرار الوضع"، وفقًا لما نشرته وكالة "يونهاب" الكورية الجنوبية.

وأوضحت انها أقرت قبول مقترح الحزب المتمثل في تنحيها في شهر أبريل، وإجراء الانتخابات الرئاسية مبكرًا في شهر يونيو القادم، مضيفة أنها ظلت تؤيد هذا المقترح باعتبار أنه قرار الحزب من أجل حل الوضع السياسي الحالي بصورة مستقرة.

الاعتراف والكلب

قناة "بى بى سى" كشفت في تقرير لها أن لاعب المنتخب الكوري الجنوبي للمبارزة السابق "كو يونج تاى" هو الذي ساهم في كشف فساد الرئيسة بعد أن ارتبط بعلاقة عاطفية مع صديقتها المقربة "شوي" والتي تبلغ من العمر 60 عامًا.

"يونج تاي"قال إن خلاف بينه وبين سوي هو سبب كشفه فسادها والمتورطة فيه الرئيسة الكورية الجنوبية "جيون هي"، قائلًا:" بعد أن اعتزلت الرياضة بدأت عملي الخاص بإدارة شركة للحقائب والملابس تحت اسم "فيلوميلو"، وطلب أحد أصدقائي عرض أحدث منتجاتي على "تشوى"، حيث أعجبت بالمنتجات وبالتبعية أعجبت بها الرئيسة "جيون هي" وأصبحت مركة شهيرة بالبلاد".

"يونج تاي"، أكمل شهادته أمام البرلمان قائلًا:" سيدة الأعمال "تشوي" طلبت مني عام 2014 أن أعتني بكلب ابنتها ونقلت الكلب إلى منزلي وخرجت ذات مرة للعب الجولف، إلا أنني عدت فوجدت "تشوي" بالمنزل وهي تشتاط غضبًا بسبب تركي الكلب وحيدًا بالمنزل، ونشب بيننا شجار حاد وبعدها ساءت العلاقة بيننا وبدأت تعاملنى كعبد، وتكيل لى الشتائم مرات عديدة".

وتابع،:" قررت الانتقام منها وكشفت للصحافة علاقة "تشوى" بالرئيسة "كيون هي"، وجمعت أدلة تثبت نفوذ "تشوي" بإدارة البلاد ومعاملة مساعدي الرئيسة كخدمها الشخصي، إلى جانب قيام "تشوي" بتحرير الخطابات الرئاسية التى تلقيها "جيون هي" رئيسة البلاد".

اعتراف الرئيس

"جيون هي" اعترفت بمنحها "تشوي" صلاحيات واسعة للإطلاع على أعمال تخص الحكومة وإدارة البلاد معلنةً اعتذارها للشعب الكوري الجنوبي، فيما رفضت في ذات الوقت الاعتراف بتورطها في قضايا فساد، وهو الأمر الذي ثبت في التحقيقات وأقر البرلمان إقالتها على خلفية هذه الوقائع المخالفة للقانون.

"جيون هي" أبدت استعدادها للتنحى عن الرئاسة في أبريل المقبل، لتكون الانتخابات الرئاسية المبكرة في يونيو 2017، بعد اقتراح قدم من الحزب الحاكم "سينورى" من أجل حل الوضع السياسى الحالى وإعادة الاستقرار للبلاد، رافضة التنحي الآن عن الحكم في ظل مطالبات قوى المعارضة، بينما ستقبل نتيجة قرار المحكمة الدستورية حول إقالتها من البرلمان أمس الجمعة.

-البرلمان يطيح برئيسة البلاد

صوت 234 من أصل 300 نائبًا في برلمان سيول، لصالح إقالة الرئيسة بارك كون هيه، وهو ما يحقق الحد الأدنى المطلوب، وهو موافقة ثلثي الأعضاء، مشيرة إلى أن أعضاء حزب "سينوري" والذي تنتمي إليه رئيسة البلاد قد انحاز إلى المعارضة.

وهو الأمر الذي جعل البرلمان يقر بإقالة رئيسة البلاد، وحرمانها من صلاحياتها التنفيذية، وذلك بسبب فضيحة الفساد الواسعة التى تعرضت لها الرئيسة.

وسلمت كون هيه صلاحياتها لرئيس وزراء البلاد هوانج كيو آن، وذلك بعد عزلها من قبل البرلمان، وذلك وفقا لقانون البلاد.

كما دعا رئيس وزراء كوريا الجنوبية هوانج كيو آن، أمس الجمعة، مجلس الأمن القومي في البلاد للاجتماع على خلفية سحب البرلمان الثقة من رئيسة البلاد.

-الاحتاجات تتحول لاحتفالات

ينظم الشعب الكوري مسيرة إلى القصر الجمهوري، اليوم السبت، احتفالًا بقرار البرلمان في كوريا الجنوبية بإقالة رئيسة البلاد بارك جون هيه بسبب فضيحة الفساد، وهو الأمر الذي أدي إلى تغير المسيرات التى تشهدها كوريا الجنوبية من احتجاجًا إلى احتفالًا.

ومن المتوقع أن تنظر المحكمة الدستورية حاليا في مصير رئيسة البلاد، وسيستمر النظر في هذه القضية 180 يوما على الأقل.

مرشحون للخلافة

وكشفت تقارير، أن هناك العديد من الشخصيات المرشحة بقوة لخلافة "جيون هي" وعلى رأسهم "هوانج كيو آهن" رئيس الوزراء، والذي سيحل محل "جيون هي" حال وقف صلاحيتها الرئاسية وهو معروف بدعمه للرئيسة المقالة.
"بان كى مون" الأمين العام للأمم المتحدة يحظى بشعبية واسعة بكوريا الجنوبية وهو من المرشحين بقوة لخلافة "جيون هي" بعد انتهاء فترة رئاسته الحالية للأمم المتحدة في 31 من ديسمبر الجاري، حيث يعتبره الكوريون الجنوبيون فخرًا لبلادهم ورافعًا لرايتها في المحافل الدولية من خلال منصبه المرموق بالأمم المتحدة.
"مون جاى إن" زعيم الحزب الديمقراطى لليبرالى، يأتي في المركز الثاني حيث يتمتع بشعبية واسعة ويأتي على رأس مرشحي أحزاب المعارضة للانتخابات الرئاسة، ومعروف بدوره الحقوقي والعمالي وتعرض للسجن على يد الرئيس "جيون هي" والد الرئيسة الحالية المقالة، حيث إنه خاض الانتخابات الرئاسية في مواجهة "جيون هي" عام 2012 إلا أنه خسر بفارق ضئيل.