رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"محجبات" تألقن في ساحة الإعلام الغربي.. "ماسا" الأولى في كندا.. والتاجوري" بأمريكا.. و"ذات الأصل الفلسطيني" تطل على شاشة الدانمارك

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

تمكنت النساء المسلمات، وخاصة المحجبات منهن، أن يصلن إلى منصة الشاشات الغربية في الوقت الذي يتعرضن فيه لحملات تشويه وانتقادات واسعة، وفرضن أنفسهن بقوة بالعديد من المناصب الهامة بالدول الأوروبية.

وتطور الأمر في بعض البلدان، حتى اصبحت النساء المحجبات يصلن إلى المجال الإعلامي، ويظهرن على شاشات التلفزيون كمذيعات لتقديم برامج، أو كمراسلات لتغطية أحداث، وهو الأمر الذي لم يتوقعه الغرب، ما جعله يثير جدلًا واسعًا فور ظهورهن على شاشات التليفزيون الأوروبية.

-"ماسا" في كندا..

قدمت المذيعة المسلمة المحجبة "جينيلا ماسا"، الأسبوع الماضي، نشرة الأخبار في قناة "سيتي نيوز" التلفزيونية البريطانية، بمدينة "تورونتو" لتصبح بذلك أول مذيعة مُحَجَّبة للأخبار في تاريخ كندا.

وأثارت النشرة الأخبارية التى قدمتها ماسا بدلاً من مقدم النشرة الأساسي، ضجة شديدة بعد انتهاء البث مباشرة، وذلك لانها تعتبر أول مذيعة محجبة تظهر على شاشة التليفزيون الكندي.

وقالت "ماسا"- في تغريدة لها على موقع "تويتر"-: "إنَّها أصبحت أول مراسلة صحفية مُحَجَّبة في كندا عام 2015، حينما كانت تعمل بقناة "سي تي في نيوز" بمقاطعة أونتاريو، غرب مدينة تورونتو، بحسب صحيفة "الجارديان" البريطانية.

وأضافت ماسا أنها أدركت بعد انتهاء البث المباشر للنشرة الإخبارية، إن التقدم الكبير الذي حققته في حياتها المهنية بتقديمها نشرة الأخبار، وأنها أول مذيعة محجبة تقدم على تلك الخطوة في كندا، يأتي وسط تزايد المخاوف بشأن الميول المعادية للمسلمين في الولايات المتحدة الأميركية وأوروبا.

ومع أن ردود الأفعال على تقديم ماسا لنشرة الأخبار وعملها كمراسلة من قبل؛ كانت معظمها إيجابية في كندا، إلا أنها تقول إنَّها تلقت بعض التعليقات والتغريدات السلبية.

-"نور التاجوري" في أمريكا ..

قرر التليفزيون التجاري الأمريكي تعيين أول مذيعة مسلمة محجبة، تدعى نور التاجوري، في شهر ابريل عام 2015، وهي مذيعة مسلمة من أصول ليبية، تبلغ من العمر 21 عامًا.

وقالت التاجوري التى اصبحت أول مذيعة محجبة في أمريكا، إنها كانت تتمنى العمل بوظيفة مراسل صحافي، وتمكنت بالفعل من تحقيق حلمها، كما استطاعت تغيير الصورة النمطية السلبية عن الفتاة المسلمة في أوروبا.

وأضافت التاجوري أنها استطاعت أن تبين قدرة المسلمات على التعلم والعمل، وتحقيق النجاح، حيث تخطت جميع العقبات والتحديات التي اعترضت طريقها من أجل تغيير تلك الصورة السلبية.

ودشنت التاجوري حينها حملة عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أطلقت عليها اسم: "دع النور يشرق"، لتشجيع الجميع على تحقيق أحلامهم.

-"فرح" في بلجيكا..

ظهرت المذيعة المحجبة "فرح" على قناة "الحياة" البلجيكية، وذلك لأول مرة تظهر فيها مُقدمة برامج مُحجّبة في بلجيكا عام 2012، لتقديم عدد من البرامج الجديدة ضمن الخطة التطويرية للقناة والتي تُخاطب فيها الشباب بنمط سريع وعصري، ومن المفترض أن تقوم كل مذيعة بتقديم ثلاثة برامج في اليوم.

وصرح مدير قناة "الحياة"- حينها- بأن البرامج تتسم بالطابع الشبابي وتهتم بالفن والترفيه.

واعتبر مدير القناة أن "فرح"، تُمثل التعددية الثقافية في بلجيكا، والتي تنتهجها إدارة القناة؛ أملاً في تكرار هذه التجربة في التلفزيون الرسمي للبلاد.

وأضاف مدير القناة أنهم بصدد إيصال هذه الفكرة إلى المواطن البلجيكي والقبول بها، إلا أن ظهور أول مُذيعة مُحجّبة أثار العديد من "ردود الأفعال الغاضبة" في وسائل الإعلام البلجيكية.

-"أسماء" في الدنمارك..

بادرت إحدى القنوات التلفزيونية في الدنمارك بظهور المذيعة المسلمة المحجبة "أسماء" ذات الأصل الفلسطيني على شاشاتها، وذلك لأول مرة تظهر فيها مذيعة محجبة في الدنمارك عام 2006.

ويعد ذلك نوعاً من التغير وملاءمة الواقع في الدنمارك، حيث أن ما يقرب من 14 بالمائة من الدنماركيين يدينون بالإسلام وأكثر نسائهم محجبات، لذلك أدركت الحكومة والإعلام أن تجاهل تلك الشريعة أمر غير واقعي.

-"فاطمة" مراسلة كندا..

أثار ظهور المذيعة المحجبة "فاطمة" على شاشة القناة الرابعة في التلفزيون البريطاني، في شهر يوليو من العام الجاري، ضجة كبيرة، حيث ظهرت كمراسلة صحفية لتغطية أحداث انفجارات وقعت في مدينة "نيس" الفرنسية.

جاء ذلك، بعدما قتل رجل تونسي يحمل الجنسية الفرنسية، يدعى، محمد لحويجي بوهلال، 84 شخصًا، حين تعمد أن يقود شاحنته وسط تجمع من الناس كانوا يحتفلون بالعيد الوطني لفرنسا.

ولقي مدير الهيئة المشرفة على المؤسسات الإعلامية البريطانية، 300 شكوى، تتعلق بملاحظات أبداها رئيس التحرير السابق لجريدة "الصن" البريطانية، كالفن ماكينزي، حول ظهور مذيعة محجبة على قناة بريطانية.

وقال ماكينزي: "هل كان ظهورها على الشاشة لائقا بعد أن نفذ رجل مسلم مذبحة في فرنسا، هل كان القصد تحدي المشاهد العادي الذي ينظر إلى الحجاب كرمز لعبودية المرأة المسلمة في مجتمع ذكوري يعتنق ديانة عنيفة ؟".

وذكرت القناة الرابعة إن التعليقات التي نشرها ماكنزي "عدوانية" وغير مقبولة، بل ترقى إلى درجة التحريض الطائفي والعنصري.

وأشارت القناة التلفزيونية إلى أن "فاطمة" صحفية حاصلة على جوائز مهنية، قائلة: "نحن فخورون بأنها عضوة في فريقنا".