رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

من «2010» إلى «2016».. «نتنياهو» يستنجد بالجيران لإخماد الحرائق

جريدة الدستور

أعاد مشهد النيران المشتعلة في إسرائيل، إلى الأذهان حريق غابات جبل "الكرمل" الذي وقع في إسرائيل عام 2010، حيث لم تكن تلك هي المرة الأولى التي تتعرض فيها دولة الاحتلال إلى حرائق هائلة تنتج عنها أضرار جسيمة.

وتشهد إسرائيل حرائق جديدة، مستمرة منذ يومين، في العديد من المناطق المجاورة لمدينة القدس المحتلة، أسفر عنها تدمير آلاف المنازل، كما واصلت أعداد كبيرة من قوات الإطفاء الإسرائيلية في محاولة إخماد الحرائق ولكنها لم تستطع السيطرة عليها بشكل كامل، ما أدي إلى لجوء رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، لطلب مساعدات عاجلة من الدول الحليفة لإسرائيل.

-حريق "الكرمل"

شب حريق هائل في غابات جبل "الكرمل" شمالي إسرائيل، في ديسمبر 2010، وكان سبب الحريق طفلًا 14 عامًا، ألقى بجمرة نار في منطقة "حرشية".

وادعت الشرطة الإسرائيلية أن الطفل، اعترف أثناء التحقيق انه كان يدخن "النرجيلة" في منطقة حرشية في "الكرمل"، والقى بجمرة تسببت بحريق هائل.

وأسفر عن حريق غابات "الكرمل"، أكثر من 44 قتيلًا، والذي يعد أكبر حريق في تاريخ إسرائيل، معظمهم من سجاني وحراس سجن "الدامون" في إسرائيل.

ولم تستطيع القوات الإسرائيلية في إخماد الحريق، حيث طلب رئيس الوزراء الإسرائيلي، نتنياهو، بنفسه المساعدة من واشنطن وأوروبا والأردن المساعدة وإرسال طائرات لمساعدة إسرائيل في إخماد الحرائق.

واستجابت اليونان وقبرص وبريطانيا والأردن وبلغاريا وروسيا، حينها لطلب نتنياهو، وقامت بإرسال طائرات لإسرائيل من اجل إخماد الحريق، حيث حلقت طائرات هليكوبتر وطائرات أخرى مرارا فوق الغابات المشتعلة، وأسقطت المياه على النيران لإخمادها.

ويعد ذلك أكبر حريق في تاريخ المدينة المحتلة في مساحة زادت على 7000 فدان، دمر الكثير من المنازل وكشف عن إخفاقات في قدرة خدمات الطوارئ المحلية الإسرائيلية على التعامل مع مثل هذه الكارثة.

-"مقاومة فلسطينية أو عقاب إلهي"

قال الدكتور أحمد فؤاد أنور، أستاذ العبري الحديث بجامعة الإسكندرية والباحث في الشأن الإسرائيلي "إن إسرائيل الآن تستغل الحرائق لكي تتهم الفلسطينيون، حيث تقول إنها حرائق متعمدة من الجانب الفلسطيني، على الرغم من أن المنطقة كلها إسرائيليون وليس من المعقول أن يكون الحادث متعمدًا من قبل العرب".

وأضاف أنور أن إسرائيل تطلب المساعدة من الدول الحليفة لها، لعدم قدرتها على السيطرة وإخماد الحريق، ووجود الغابات والأحراش بالمنطقة يؤدي إلى توسع الحريق وانتشاره في أماكن أخري.


ومن جانبه، قال الدكتور خالد سعيد، الباحث في الشأن الإسرائيلي، "إن ما يحدث في إسرائيل إذا كان بفعل الطبيعية، فهذا يكون رد فعل طبيعي من الله، على قرار منع الأذان الذي اصدرته إسرائيل منذ أيام، لكنه إذا كان بفعل الفلسطينيون، فهو ربما يكون نوع من المقاومة الفلسطينية".

وأضاف سعيد أن عدم قدرة إسرائيل على إخماد الحرائق، يعني أن الجبهة الداخلية الإسرائيلية، أصبحت "مخترقة"، وذلك بسبب اهتمام إسرائيل دائمًا بالجبهة الخارجية لها والحدود العسكرية، وهو ما يؤثر عليها في الداخل، مشيرًا إلى أن حالة إسرائيل الآن تتلخص في جملة "اتسع الخرق على الراقع"، أي أن الفساد الداخلي في إسرائيل وصل إلى حد لا يمكن إصلاحه".