رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

"الربيع العربي" يطال المملكة الشريفية.. محسن فكري يوقد الشرارة الثورة.. والمغاربة يحملون الشعلة.. والخبراء يحذرون من "صمت الحكومة"

جريدة الدستور

تشهد المغرب احتجاجات مستمرة منذ حادثة "بائع السمك" محسن فكري، حيث تفاقمت الأزمة بسبب عدم استجابة الحكومة لمطالب المتظاهرين بمحاكمة المتورطين في مقتل الحادث، ما أدي لتصاعد دعوات بالعصيان المدني، قد تؤدي لشهر أخر من "الربيع العربي" في المملكة.

واندلعت احتجاجات مغربية على الحادث الأليم الذي وقع بمدينة "الحسيمة"، حيث قتلت الشرطة الشاب المغربي بائع السمك بطريقة بشعة عن طريق دهسه بشاحنة للنفايات، مما يعيد لأذهاننا ثورات الربيع العربي، والتي انطلقت جراء إحراق الشاب محمد البوعزيزي نفسه في تونس، وقتل الشرطة للشاب خالد سعيد في مصر.

محمد البوعزيزي التونسي

أشعل الشاب التونسي، محمد البوعزيزي، نار الاحتجاج في تونس، عندما أشعل النار في نفسه أمام مقر ولاية "سيدي بوزيد" التونسية، في ديسمبر 2010 احتجاجًا على مصادرة شرطية عربته التي كان يبيع عليها الفواكه والخضر، بعد صفعها له، لتشتعل البلاد كلها بعدها.

ووصف الكثيرون في العالم العربي تصرف البوعزيزي بإنه الشرارة التى أشعلت ثورات الربيع العربي، حيث خرجت احتجاجات لأهالي سيدي بوزيد، للتضامن معه، مطالبة أيضا بحل إشكالات البطالة والتهميش والفقر في تونس.

واصطدمت الاحتجاجات وقتها مع قوات الأمن، وتوسعت رقعتها الجغرافية، ولم تنفع معها بعض القرارات الحكومية، بل ازدادت وتحولت ل"انتفاضة شعبية" اجتاحت معظم مناطق تونس وصولا لقصر قرطاج، وأجبرت ساكنه الرئيس بن علي، على ترك السلطة والهروب للخارج بعد 23 سنة من الحكم.

خالد سعيد

تعد قصة خالد سعيد أكثر ارتباطا بأزمة محسن فكري، حيث قتلته الشرطة المصرية، بعد أن اقتاده فردين خارج المقهى الذي كان متواجدا فيه، وأخذا في تهشيم رأسه ضربًا على درج سلم العمارة المجاورة، مما أدى لاندلاع ثورة 25 يناير.

محسن فكري المغربي

أثار مقتل الشاب المغربي، محسن فكري، غضب الشعب في المغرب، بعدما دهسته الشرطة بشاحنة لجمع النفايات في مدينة "الحسيمة" شمالي المغرب أثناء مصادرة شحنة سمك غير مرخصة لديه.

وظهر اسم فكري في وسائل الإعلام 28 أكتوبر 2016 عندما علق في مطحنة شاحنة لنقل النفايات بينما كان يحاول اعتراض عناصر شرطة في المدينة سعوا إلى مصادرة بضاعته وإتلافها.

وأثار الحادث صدمة بين السكان في المغرب وتجمع العشرات في الليلة نفسها في مكان وقوعه، كما تناقلت شبكات التواصل الاجتماعي صورة لجثة فكري وهي عالقة داخل مطحنة الشاحنة، ووجهت دعوات مختلفة للتظاهر في مختلف أنحاء البلاد.

وسار آلاف المشيعين خلف جثمان محسن الذي نقلته سيارة إسعاف اجتازت مدينة الحسيمة إلى مسقط رأسه حيث وُري الثرى.

وطالب المتظاهرون في احتجاجات استمرت من 28 أكتوبر2016 وحتي اليوم 14 نوفمبر 2016، بالحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، كما ردد المتظاهرون شعارات سياسية وهددوا بتصعيد احتجاجاتهم واللجوء إلى العصيان المدني إذا لم تتم الاستجابة لمطالبهم.

وتباينت أراء الخبراء حول قدوم "ربيع عربي جديد" في المغرب حيث رأى أحدهم إنها ضد بعض الشرائح السياسية، وليست شاملة"، بينما رأى آخر أنها شرارة لثورة عارمة.

ثورة ضد شرائح سياسية

وقال الدكتور طارق فهمي، أستاذ العلوم السياسية، إن الممالك العربية عامة، والمغرب خاصةً، ظلت عصية عن السقوط، وثائرة ضد الظلم، لكن احتجاجات المغرب الآن ضد شرائح معينة من المنظمات السياسية وليست ثورة شاملة.

وأضاف فهمي: رغم حالة العصيان التام السائدة الآن في المغرب، إلا أنها لا يمكن أن تؤدي إلى سقوط الملكية، فهو تيار يطالب بإصلاحات وتغيير في المغرب فقط، مشيرًا إلى أن تلك الاحتجاجات من المتوقع أن تتسع إذا انضمت شرائح أخري إليها، أو اتخذت إجراءات ضد الشعب، وهذا أمر مستبعد.

"ربيع عربي جديد"

وقال الدكتور سعيد اللاوندي، خبير الشئون الدولية، إن ما يحدث بالمغرب هو أحد أشكال "الربيع العربي" الذي يعشش في المنطقة منذ سنوات، مضيفًا: الحكومة يجب أن تقدم اعتذار للشعب وتتقرب منه وإلا ستتصاعد الاحتجاجات.

وأشار اللاوندي إلى أنه تلك التظاهرات تدل على أن الشعب العربي في المغرب يأبى الظلم والطغيان، ولابد أن تتم تنازلات من قبل الحكومة حتى تهدأ ثورة الشعب.