رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
محمد الباز

الشعب الألماني يتوقع حربًا على "موسكو" بسبب قصف "حلب" .. برلين تهدد بفرض عقوبات وترسل دبابات على الحدود.. وخبراء: " تهديدات بلا فائدة"

جريدة الدستور

تواصل الطائرات الحربية الروسية قصف مدينة "حلب" السورية، على الرغم من توتر العلاقات القائم بين روسيا والغرب بسبب سوريا ، لم تغير روسيا موقفها ولم تنصاع لرغبة الدول الأوروبية، ما ادي إلى اشتعال الأزمة وظهور دولة جديدة تسعي لشن حرب على روسيا لإيقافها عن قصف الأراضي السورية.

وطالبت المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، الأسبوع الماضي في ختام قمة الإتحاد الأوروبي في"بروكسل"، بوضع نهاية للهجمات التي تشنها قوات الحكومة السورية وروسيا على مدينة" حلب"، مهددًة أن الاتحاد الأوروبي سوف يتخذ إجراءات ضد روسيا إذا ما استمرت في "حملتها الوحشية"، داعية إلى وضع نهاية لهذه الهجمات.

وكشفت وسائل إعلام ألمانية أن إصرار روسيا على مواصلة عملياتها العسكرية في حلب، أوصل ميركل لمستوي من الأستياء البالغ والعزم على حث القادة الأوروبيين بفرض عقوبات على موسكو..

"عقوبات صارمة"
وهددت المانيا من قبل، بفرض عقوبات على روسيا، منها تعطيل مد خط أنابيب "نورث ستريم" الذي تخطط روسيا لتوسعته ومده عبر بحر الشمال لإيصال غازها إلى ألمانيا.

وطالبت المانيا بتوسيع قائمة حظر دخول الدول الأوروبية وتجميد الأرصدة المصرفية فيها لتشمل إضافة إلى 150 شخصية روسية وأوكرانية وثيقة الصلة بالكرملين رؤساء مجموعات الصناعة والطاقة الروسية.

واقترحت المانيا ايضًا مقاطعة بطولة كأس العام لكرة القدم التى ستقام في روسا عام 2018، حيث قال عضو لجنة الرياضة بالبرلمان الألماني، أوزغان موتلو: "إن هذه المقاطعة ستصيب بوتين في مقتل، وعلى اتحاد كرة القدم الألماني التفكير فيها جديًا".

"حرب متوقعة"
أظهرت نتيجة استطلاع رأي أجراه معهد "فورسا" الألماني، اليوم السبت، أن الكثيرين في ألمانيا يتوقعون الحرب مع روسيا، في الفترة القادمة، بسبب قصفها لحلب.

ويعتبر أكثر من ثلث عينة الاستطلاع تؤكد أن الحرب مع روسيا أمر محتمل الحدوث، كما بيَّن الاستطلاع أن 6 % من سكان ألمانيا يعتبرون العلاقات بين روسيا والاتحاد الأوروبي جيدة في حين يعتبرها 41% سيئة.

"دبابات على الحدود"

أرسلت وزارة الدفاع الألمانية، أمس الخميس، دبابات إلى منطقتها الحدودية مع روسيا، كما أكدت انها ستمثل البلاد في كتيبة حلف "الناتو" متعددة الجنسيات في جمهورية "ليتوانيا".

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الألمانية، توماس فريو، إن بلاده تنفذ قرار إرسال الدبابات إلى الحدود مع روسيا، مشيرًا إلى أن تحديد كمية المعدات العسكرية يتوقف على احتياجات المنطقة.

وأضاف فريو أن أرسال الدبابات إلى هناك هدفه هو "اثبات الوجود"، وسيتم استخدامها في مناورات عسكرية ومهمات أخري..

"مجرد تهديد"

قال الدكتور، مختار عباس، نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية، في تصريحات لـ"الدستور": "إن المانيا تعرب فقط عن اعتراضها لسياسة روسيا في حلب، وتدعو الاتحاد الأوروبي للوقوف في وجه روسيا".

وأضاف عباس أن المانيا ليس لها وجود عسكري في سوريا يجعلها تشن حرب ضدها، وتصريحاتها مجرد اعتراض شديد على ما يحدث في سوريا، فلا يمكن ان يصل الوضع بين البلدين إلى حرب، لكنها "مجرد تهديدات".

"ضغوط بلا فائدة"

وقال الدكتور حسن أبو طالب، مستشار مركز الدراسات السياسية والاستراتيجية بالاهرام، في تصريحات خاصة لـ"الدستور": "إن الحرب على روسيا أمر مستبعدًا سواء من قبل المانيا أو من باقي دول الغرب، لما تمتلكه روسيا من قدرة نووية قادرة على تفجير العالم بأكمله".

وأضاف أبو طالب أن المانيا لا يمكنها شن حرب في روسيا، لما يتعلق بالوضع العام بينهم في النظام الدولي، والتوازن العسكري القائم بين الدولتين، مشيرًا إلى ان ما يحدث الأن هو فقط فرض عقوبات اقتصادية على روسيا من قبل دول الغرب، وهو أمر ليس جديدًا ولكنه يحدث على الدوام منذ قرابة 20 عامًا، ولا يأتي بنتيجة حيث أن روسيا لا تغير موقفها في سوريا ولا تستجيب للتهديدات.

وأكد أبو طالب أن المانيا لجأت لتهديد روسيا بأمر أكبر من العقوبات الإقتصادية، بعدما وجدت أن العقوبات لم تأت بفائدة، ففكروا في أمر اكثر خطرًا وهو "التهديد بالحرب".

وقال أبو طالب: "إن تهديدات المانيا بالحرب هي مجرد "ضغوط " سياسية و معنوية على روسيا، ولكنها لا تؤدي إلى أي تغيير في التصرف الروسي"، كما أكد انه لا يجب أن يتصور أحد أن التلويح بالحرب هذا، سوف يؤدي إلى حرب حقيقية.